دعوه للمعرفة والتحذير من الخطر القادم .. الطاعون
هيا نتعرف علي المنشأ ... العائل ... المكافحة.
البراغيث ومرض الطاعون:
تتطفل البراغيث على الإنسان وعدد من الحيوانات الأخرى ذات الفراء كالفئران والقطط والكلاب والأرانب .. إلا أن أخطرها هو برغوث الفأر Xenopsyi لدوره في نقل مرض الطاعون Plage بواسطة البكتيريا المسببة للمرض Pasterurella Pestis ونظراً لوبائية المرض وسرعة انتشاره فإن أعمال المكافحة يجب أن تنصب على كل من البراغيث والفئران ولكن بشرط أن تتقدم حملة مكافحة البراغيث على حملة مكافحة القوارض حتى لا يسبب موت القوارض بينما البراغيث المتطفلة عليها ما زالت حية في انطلاق هذه البراغيث بحثاً عن عائل جديد من نفس النوع وفي حالة عدم وجوده فإنها تتطفل على أي عائل آخر ومن ضمنها الإنسان حيث تعمل في هذه الحالة على سرعة انتشار الوباء .
ويعتبر مرض الطاعون من الأمراض المنقولة الوبائية الخطيرة .. ويتواجد المرض في ثلاث أشكال مختلفة: أخطرها هو الطاعون الرئوي (الموت الأسود) وذلك بسبب مضاعفاته الخطيرة وسهولة نقله بين الإنسان المصاب والسليم .
انتقال الطاعون:
ينتقل المرض للإنسان بأحد ثلاث وسائل رئيسية تنتقل من خلالها البكتيريا المسببة للمرض Pasterurella Pestis إلى الإنسان السليم :-
1. عن طريق لدغ البرغوث المصاب :- عندما يلدغ برغوث الفأر Xenopsylla Cheopis فأراً مصاباً فإنه يأخذ عدداً قليلاً من الميكروبات البكتيرية الموجودة في دم الفأر المصاب وتتزايد في العدد في معدة البرغوث خلال 9– 26 يوماً إلى الحد الذي تسبب فيه عجز البرغوث عن البلع الطبيعي فيلجأ إلى التقيؤ خلال الوجبات التالية فيحقن الميكروبات داخل عائله الجديد فأراً كان أم إنساناً وتعتبر القوارض البرية المخزن الرئيسي للمرض وتنتقل الكائنات المسببة للمرض عن طريق البراغيث المصابة إلى الفئران المنزلية خاصة الفأر الأسود أو فأر المجاري (الفأر البني) ومرة أخرى من البراغيث المصابة إلى الإنسان .
2. من خلال التلامس المباشر مع دم أو نسيج أحد القوارض المصابة (وفي حالات نادرة من تناول غذاء ملوث كتناول لحوم (كبده) بدون طهي).
3. عن طريق مباشر من الإنسان المصاب إلى الإنسان السليم (النوع الرئوي).
أساليب الوقاية:
ويعتبر الأسلوب الأمثل للوقاية من المرض هو مكافحة البراغيث والقوارض على حد سواء مع أخذ العوامل الرئيسية التالية في الاعتبار :-
أ - تعيش البراغيث متطفلة على العديد من الحيوانات ذات الدم الحار وكذلك الإنسان بامتصاص الدم.
ب- يفضل كل نوع من أنواع البراغيث العائل الرئيسي له .. إلا أنه عند موت هذا العائل وفي حالة عدم وجود نفس نوع العائل فإنه يبدأ في التطفل على عائل ثانوي آخر سواءً كان إنساناً أو أحد الحيوانات ذات الدم الحار (القطط والكلاب المستأنسة) .
ج – تكون فرصة انتشار المرض خطيرة في حالة أن يكون العائل الرئيسي خازناً لميكروب المرض وبالتالي تكون البراغيث المتطفلة عليه حامله أيضاً للميكروب الذي ينتقل بالتالي إلى العائل الثانوي.
وبناءً على هذه الحقائق وما سبقها فإن الأمر يتطلب توجيه الجهود أولاً لمكافحة البراغيث تليها حملات مكثفة لمكافحة القوارض .. مع الاهتمام بضرورة عدم إجراء عمليات ذبح الحيوانات بالمسالخ إلا تحت إشراف طبيب بيطري لتجنب ذبح الحيوانات المريضة بصفة عامة.
ثانياً : البراغيث Fleas :-
حشرات صغيرة قافزة غير مجنحة تتراوح فيما بين 1 – 8.5 مم (2 –4 مم غالباً) وهى في حركة دائمة وتسكن على العائل عند امتصاص دمه وتحصل على الوجبة الغذائية من خلال العديد من اللدغات ومعظم الأنواع تصيب الثدييات الصغيرة كالقوارض والخفافيش والقليل يتطفل على الحيوانات الكبيرة والطيور وهى تهاجم الإنسان بشدة عند غياب عوائلها الأصلية .
أ – أهم الأنواع التي تتطفل على الإنسان ما يلي : 1. برغوث الفأر Xenopsylla Cheopis 2. برغوث الإنسان Pulex irritants 3. برغوث القطط Ctemocephalides felis 4. برغوث الكلاب C. canis وتتكاثر البراغيث بشدة في المنازل الشعبية والريفية حيث يسهل ليرقات البراغيث الحصول على غذائها كما أن للعذارى القدرة على البقاء دون التحول للبراغيث الكاملة لفترات تصل إلى العام .
ب – مكافحة البراغيث : توجه أساساً للأماكن التي يعتقد أنها جحور للفئران باستخدام المبيدات في صورة غازية (أقراص الفوستوكسين المولدة للغاز) وهى تقضي على الفئران والبراغيث معاً أو على صورة مساحيق تعفير Dust Powders والتي تعلق في فرائها وتساعد عادة الاحتكاك بين القوارض في نقل المبيد من فأر إلى آخر كما أن انتقال المبيد لداخل الجحور يساعد في القضاء على يرقات البراغيث بداخل الجحر. أما مكافحة البراغيث داخل المنازل والمناطق المأهولة فتتم باستخدام المبيدات الحشرية على صورة مستحلبات للمبيدات السائلة القابلة للاستحلاب بالماء أو معلقات للمبيدات المتواجدة في صورة مساحيق قابلة للبلل .. بينما تتم مكافحة البراغيث في الحيوانات الأليفة عن طريق رشها أو غمرها (تغطيس) في محاليل مبيدات معينة وبتركيزات محددة نوضحها فيما بعد .. إلا أنه يجب زيادة حملات مكافحة الكلاب والقطط الضالة ونقل النافق منها على وجه السرعة وبحذر لدفنه في المكان المخصص لذلك مع إضافة الجير الحي (أكسيد الكالسيوم) بما يعادل وزنه. هذا ويلاحظ أن استخدام المبيدات المخففة يكون وفق تركيزات أو معدلات إما محسوبة على أساس كمية (حجم) أو وزن معين من المبيد المحدد تركيزه لكل وحدة مساحة أو حجم مثلاً.. أو أنها تكون موصوفة على أساس المادة الفعالة وفي هذه الحالة تحتاج إلى حسابها بطريقة خاصة لتحديد الحجم أو الوزن المطلوب من المبيد المركز .. ويتم تقديرها كما يلي : بفرض أن التركيز الموصى باستخدامه من مبيد معين هو 0.4 جم مادة فعالة/متر مربع. وبفرض أن المبيد المطلوب يباع تجارياً بتركيز 10% فمعنى ذلك أن : كل 100جم من هذا المبيد تحتوي على 10جم مادة فعالة وبالتالي فإن س جم من هذا المبيد تحتوي على 0.4 جم (التركيز الموصى به). س = 100 × 0.4 = 4جم 10 فيتم بذلك استخدام المبيد التجاري 10% بواقع 4جم / متر مربع 3- المبيدات الحشرية الموصى بها : 3-1 مساحة التعفير : 1- أ للمناطق الغير مأهولة : لامبداسيها لوثرين 10% W.P أو سيفلوثرين 10% W.P أو بنديو كارب بواقع 0.4جم/م2 من أي منهم. 1-ب للمناطق المأهولة : بير مثرين 10% بواقع من 2-3جم/م2 – دلتا مثرين بودرة 0.05 بواقع 30 جم/م2 – ملاثيون 2% أو بيريمفوس ميثايل 2% بواقع 40جم/م2 . 3-2 مستحلبات أو مساحيق قابلة للبلل معلقة في الماء : لامبداسيها لوثرين 10% دبليو بي أو - 2.5 ئي سي – بيرمثرين 10-25% قابل للاستحلاب أو قابل للبلل – فنتروثيون 50% وتستخدم كافة هذه المركبات طبقاً لما هو مدون على بطاقة العبوات أو النشرات الفنية لها. 3-3 محاليل رش أو غمر (تغطيس) الحيوانات الأليفة : • كارباريل 0.5% ئي سي ( سيديت – مونصر) . تغطيس أو رش . • كارباريل 2-5% بودرة تعفير (لا يستخدم مع القطط أقل من أربع أسابيع). • ملاثيون 0.25% تغطيس (غمر). • ملاثيون 0.5% رش • ملاثيون 4-5% تعفير
ثالثاً : القوارض Rodents :-
تعتبر القوارض من جنس راتس Genus Rattus من أكبر العوائل المرتبطة بمرض الطاعون والخازن للبكتيريا المسببه له والتي تسببت في معظم حالات الأوبئة التي ظهرت في مناطق مختلفة من العالم ويعتبر الفأر النرويجي (الفأر الأسود) Rattus Norvegicus يليه فأر السقوف (الفأر البني) Rattus rattus وكذا الفأر المنولي Mus Musculus المسئولة عن حالات الإصابة فيما بين المواطنين بعد انتقال الميكروب إليها عن طريق البراغيث المصابة التي كانت تعيش على القوارض البرية .. ومن ثم عبر البراغيث المصابة أيضاً إلى الإنسان السليم.
مكافحة القوارض :
أ – يتم في البداية تنظيف المنطقة المستهدفة كمحاولة لتقليل : • مصادر الغذاء المختلفة (البقايا المكشوفة والمخازن غير الجيدة … الخ ). • مصادر المياه (التي يمكن أن تستخدمها القوارض). • أماكن الاختباء الإضافية .
ب- المركبات التي يمكن استخدامها في مكافحة القوارض : يستحسن تعدد المركبات المستخدمة والمقصود هو تعدد المركب الكيماوي الفعال نظراً لوجود المركب تحت أسماء تجارية عديدة . ويفضل بالطبع استخدام سم حاد مثل فوسفيد الزنك للعمل على خفض سريع لتعداد الآفة يليها استخدام المركبات المانعة للتخثر (تجلط الدم) كمرحلة ثانية مع شدة الحرص في استخدام فوسفيد الزنك الشديد السمية . اسم المركب الأسماء التجارية دايفيناكوم Difenacuom رتاك كوميكلور (كومارين) Coumichlor (Cumarine) )تومورين – راتيلان – لانيرات برودا يفاكوم Brodifacoum كلـبرات دايفاسيونو Diphacinone ريد نتين ويستحسن في الغالب استخدام أكثر من مركب في حملات المقاومة وكذلك استخدام المركب في أكثر من صورة كأن يستخدم الطعم المحبب أو الأقراص حسب التجهيزات المختلفة للشركات المنتجة للطعم المحمل عليه المادة الفعالة طبقاً لأماكن الاستخدام.
ج – اختيار أماكن وضع الطعوم :
1. يجب أن تكون نقط وضع الطعوم في خط سير الفئران المتوقع .
2. توزع الطعوم على الأماكن العلوية والسفلية في حالة المكافحة داخل المباني.
3. يتم اختيار الأماكن المظلمة والبعيدة عن الحركة والضوضاء .
4. يبعد الطعم عن الحوائط بمقدار 15سم تقريباً .
5. عدم تغيير أماكن وضع الطعوم طول أيام دورة المقاومة (20 يوماً تقريباً ).
6. رسم كروكي لأماكن وضع الطعوم تبين بأرقام مسلسلة ويعلم فيها الأماكن العلوية لتمييزها عن السفلية .
7. في الأماكن المكشوفة يتم وضع الطعوم في اسطوانات من البلاستيك أو ما يشبهها أو أي أشكال أخرى تعوق الحيوانات الأخرى من الوصول للطعم السام وأن يكون بعيداً عن متناول الأطفال ويتم التحايل بصورة أو بأخرى لأماكن وضع الطعوم في خط سير الفئران دون ما ضرر .
8. يجب أن يتناسب عدد نقط وضع الطعوم مع الأعداد المنتظر (المتوقعة ) للفئران.
د – دورات الطعوم :
المقصود بها تنظيم وضع الطعوم والكشف عليها وتغيير التالف مع رفع الفئران الميتة وتطهير أماكنها بالفنيك أو الكلور الجيري ورصد ذلك في جداول خاصة بكل دورة مع ملاحظة الآتي :-
1. يتم نشر مجموعة ضخمة من الطعوم الغير سامة والجاذبة للفئران وفي داخل الأشكال المختلفة التي سوف تستخدم فيما بعد مع الطعوم السامة فيما يسمى بعملية (Pre – baiting) حتى يمكن تحديد أماكن انتشار القوارض وكثافتها في كل منطقة بناءً على معدل استهلاك تلك الطعوم ويستمر ذلك لمدة ثلاثة أيام .
2. تستبدل الطعوم العادية بالطعوم السامة في اليوم الرابع في المناطق التي ثبت أنها مسالك للفئران.
3. يستمر الكشف عن الطعوم لتغيير التالف وزيادة الطعم حسب معدل الاستهلاك - مع رفع الفئران الميتة من الأماكن المختلفة ويستمر ذلك حتى يتوقف أكل الطعوم.
4. ترفع الطعوم وتعدم بعد نهاية الدورة بدفنها في التربة في حفرة بعمق واحد متر تقريباً بعيداً عن مصادر المياه أو اتجاه حركة السيول والأمطار .
5. يستمر المرور لبضعة أيام أخرى للتأكد من جمع كل الفئران الميتة بحذر شديد مع دفنها مع ما يعادل وزنها من الجير الحي وتطهير مكانها بالمطهرات الطبية كالفنيك أو الكلور الجيري. ويلاحظ أنه يمكن استخدام بعض الطعوم السامة في صورة سائلة في المناطق الجافة التي يكون من الصعب فيها على القوارض الحصول على الماء .. كما يمكن استخدام بعض المركبات التي لا تتأثر بالماء للاستخدام في مواسير المجاري (أقراص شمعية).
هـ- وسائل هامة أخرى للمكافحة :
1. استخدام المصائد داخل المباني والمخازن.
2. استخدام الألواح اللاصقة .
3. استخدام التدخين الكيماوي في بعض الأماكن التي يصلح فيها بأمان كاستخدام أقراص الفوستوكسين في جحور الفئران وهي في هذه الحالة ستكون ثنائية الغرض في القضاء على كل من البراغيث والقوارض في نفس الوقت .
4. تشجيع الأهالي على صيد القوارض بوسيلة أو بأخرى. ويمكن تكرار حملات الإبادة هذه من مرتين إلى ثلاثة في العام في المناطق الموبوءة التي تشكل فيها القوارض والبراغيث خطورة محتملة.
ملحوظة هامة : يجب على عمال المكافحة والمشرفين ارتداء الملابس الوقائية الكاملة في كافة مراحل المقاومة مع ضرورة الاهتمام بصفة خاصة بارتداء الحذاء الجلدي ذو الرقبة الطويلة لتجنب تطفل البراغيث.. كما أنه وبسبب الخطورة الشديدة لمادة فوسفيد الزنك على الإنسان والحيوان والتي تؤدي في أغلب الأحيان إلى وفاة من يتعرض لها فإنه يجب اتخاذ الاحتياطات المناسبة والحرص والحذر الشديدين عند استخدامها وأن لا تستخدم إلا تحت إشراف الشخص المسئول عن المكافحة بالبلدية بحيث يكون هو الشخص المسئول عنها. مع ضرورة إفهام العاملين بهذه المادة بمدى خطورتها والتقيد التام بارتداء الملابس الوقائية .
ساحة النقاش