المصدر:
وأقصد به ذلك الحب الذي يتحرك في قلب الفتاة، فتحب شخصًا لا يمكن لها أن ترتبط به بالحلال..
فمن النساء من يعشقن المشاهير كالمغنين والفنانين واللاعبين, فتعلق صور حبيبها في غرفتها، وتشتري كل أغانيه أو أفلامه أو أشرطته.. ومنهن من يحببن من لا تسمح العادات والتقاليد له أو لها بإتمام هذا الزواج لسبب أو لآخر، كاختلاف الجنسية أو النسب أو المستوى المعيشي أو الفارق العمري الكبير بين الاثنين أو ما شابه ذلك.. ومنهن من يحببن من يختلف عنهن في الدين كالنصارى مثلا, وهن يعلمن أن الزواج من هؤلاء لا يجوز.. ومنهن من يحببن رجلاً متزوجًا في مجتمع لا يسمح فيه بالتعدد أو أن من تحبه لا يستطيع أن يعدد لأي سبب كان.. ومنهن من يحببن رجالاً وهن متزوجات، مع العلم أنه لا سبيل لهذه المرأة أن تصل لمن تحب إلا بالطلاق من الأول.
وهناك غير هذا من صور الحب المستحيل الذي يدخل الفتاة في نفق مظلم من الأوهام والأحلام، فتبقى الفتاة تتمنى وتحلم بتحققه وتدفع نفسها للعيش في هذا العالم من الأوهام والتخيلات التي لا تنتهي إلا على صفحة الواقع الذي يرفض مثل هذا الزواج.. فيمضي عمرها، والسنة تتلوها الأخرى وهي تحلم وتتمنى بلا فائدة.
ولهذا فيجب على الفتاة أن تصحو من هذه الأحلام، وأن تقنع نفسها أن هذا الحب لا نهاية سعيدة له لأنه كالسراب للظمآن، وإن فاتها هذا الذي تحبه فستجد غيره بإذن الله.. بل حتى لو لم يتقدم لها أحد فحالها ستكون أفضل منها وهي تجري خلف سراب تراه ولكنها لا تستطيع الوصول إليه، فلا بد لها من حل سريع قبل أن تزيد مشكلتها وتقع في العشق الذي يصعب على النفس الفكاك منه. أما إن أقنعت نفسها بأن حالتها ليس لها علاج فستبقى تنتظر وهمًا وحُلمًا لا يمكن أن تحصل عليه فهو حبٌ مستحيل ولا يمكن أن يتحقق فلماذا تظل الفتاة متمسكة بمن تحب وهي تعلم سلفًا أن اقترانها به مستحيل؟!
تأليف أ/ أحمد بن محمد الهرفي
جامعة الإمام محمد بن سعود
نشرت فى 22 مارس 2011
بواسطة hanenelroh
عدد زيارات الموقع
6,180
ساحة النقاش