جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الملك المغرور
يحكى أنه في سالف العصر
والأوان كان هناك مملكة
يحكمها ملك مغرور يدّعي
معرفة كل الأمور ،يساعده
على ذلك حاشية منافقة
وجاريات يعشقن الرياء ولأنه لا
يعرف من متع الحياة سوى
عشق النساء يجلس كل ليلة
تحيطه الجواري الحسان
ينافقنه ويتلوَّن بالرياء ما عدا
هي تجلس وحيدة بعيدة
صامته لكنها حين يسألها
تتكلم بكبرياء دون انحناء لا
تعرف هي معنى الرياء
فتواجهه بعيوبه دون إخفاء
يتجاهل كلامها ولا يعرف لماذا
يتمسك بها ،حتى إذا قرر أن
يتخذ من أحداهن زوجة
تشاركه عرشه أخذ كلا منهن
على حدة وسألها ما عيوبي يا
جارية؟ فتتلون كل منهن
حسب ما يحبه وتذكر له
محاسنه وتتغافل عيوبه وتسرد
له قصائد في مدحه وكأن الله
لم يخلق بشرا مثله ،إلى أن
جاء دورها وكانت الأخيرة فقالت
له : أراك تهدر وقتك الثمين، وربي
سيحاسبك ،لا ترى سوى
عرشك وإلى الجواري تنصت
وتنسى مناجاة رب العرش ،يا
سيدي ،العرش زائل وإلي القبر
جميعا سنرسل، وأمام رب
العرش سنُسأل ماذا ستقول له
حينها؟ وأين ستكون جاريتك
وقتها ..بنار النفاق ؟
ستحترق حينها ،صمت الملك
وأطرق رأسه ثم رفع للسماء
يداه ودعا رب العرش ودموعه
تغلبه أن يتقبل منه توبته وقبل
يد جاريته ورفعها على العرش
ملكة وطرد كل جواريه
المنافقات وجعل من مجلسه
مجلس للحكماء يتعلم منهم
كيف تقاد الرعية فلا كبير
على العلم حتى وأن صار بين
الملوك قائد وإلي جواره تجلس
هي ملكة واعية تخطو به لمجد
واسع ونور يشرق كل صباح مع
صوت المؤذن ليقومان للصلاة
ويطلبان من رب العرش الصفح
والمغفرة
هنا أدرك دلال الصباح
فسكتت عن الكلام المباح
دﻻل أحمد الدﻻل
ساحة النقاش