جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سحر الفراشات
***********
خرجت من بيت أختها والقلق يداهمها و الغضب ينفض أعماقها مثل ما تنفض الرياح العاتية أغصان الأشجار.. وقفت على حافة الطريق تنتظر مرور الحافلة أو إحدى سيارات النقل القادمة من الأرياف المجاورة.. تحمل حقيبة أدباش صغيرة وضعتها جانبا في انتظار وسيلة نقل تعود بها إلى بيتها..
هاهي الحافلة قادمة.. لتستعد.. أشارت بيدها إليها لكنها لم تتوقف.. تبدو متراصة بالركاب.. هاهي أخرى.. اقتربت أكثر.. أشارت بيدها.. لكنها أيضا واصلت رحلتها دون الاهتمام بإشاراتها.. انتظرت قليلا.. ها هي الثالثة.. الرابعة ولكن دون جدوى.. ترى لماذا لا تعير لإشاراتها أي اهتمام.. الأنها لم تقف في المحطة..؟
بقي الأمل في سيارات النقل الريفي.. ترى هل ستقف لها أم هي أيضا ستمر مرور الكرام؟ هاهي واحدة تقترب منها.. أشارت إليها.. الثانية.. الثالثة.. لا حياة لمن تنادي فالكراسي محجوزة بالركاب من المحطات بالقرى و الأرياف قبل أن تصلها..
غمرتها الحيرة.. لم تبق لها كوسيلة نقل إلا سيارات التاكسي ولكنها ستطلب منها أجرا كبيرا وهي لا تملك النقود الكافية.. التفتت وراءها.. إلى الحقول المكسوة برداء الخضرة.. لفت نظرها منظر الفراشات البيضاء المتناثرة في جميع الجهات.. الراقصة هنا و هناك على وتر الأزهار فقد منحها الربيع أجمل الحياة و لمسها بعصاه السحرية فأضفى على محياها جمالا و توج جبينها بأفخم التيجان..
ابتعدت عن الطريق.. لملمت بقايا روح سقطت منها و ابتلعت خيبتها بمرارة مغتصبة ثم غاصت وسط الزهور التي كونت بساطا ساحرا يأخذ الألباب..
هاهي تلاحق الفراشات تميل معها حيث مالت و تتجه حيث اتجهت.. تمد يديها محاولة المسك بها.. يا لروعة الأجنحة وهي ترفرف.. و يا لروعة الحركة وهي تحاول الحط على ثيابها مكونة شكل مجموعة رقص تعبيرية.. و يا لروعة الحرية والإبداع الرباني..
تدور و تدور والفراشات ترقص و تدور و تصفق بأجنحتها.. وهي تصفق بيديها وسط الكم الهائل ضاحكة مستبشرة.. ناسية أنها في انتظار وسيلة نقل للعودة..
ترفرف أجنحة قلبها المنكسرة مع أجنحتها الحالمة: هيا يا فراشاتي.. هيا.. تجري.. تتسابق معها وتمد يديها تحتضنها..
الضحكات تلو الضحكات.. و الجري وراء الجري.. و الفراشات تحوم حولها في رشاقة و مرح.. بين الحين و الآخر تقترب منها.. تلثم شفتيها و تمتص رحيق القبلات كعربون عشق سرمدي يبث في كيانها السعادة لتغفو قريرة العين فوق الأعشاب مستسلمة لمغازلتها..
فهل يمكن أن يلتقي الانكسار مع السعادة..؟ نعم مع سحر الفراشات كل شيء ممكن......//
صالحة بورخيص
بقي الأمل في سيارات النقل الريفي.. ترى هل ستقف لها أم هي أيضا ستمر مرور الكرام؟ هاهي واحدة تقترب منها.. أشارت إليها.. الثانية.. الثالثة.. لا حياة لمن تنادي فالكراسي محجوزة بالركاب من المحطات بالقرى و الأرياف قبل أن تصلها..
غمرتها الحيرة.. لم تبق لها كوسيلة نقل إلا سيارات التاكسي ولكنها ستطلب منها أجرا كبيرا وهي لا تملك النقود الكافية.. التفتت وراءها.. إلى الحقول المكسوة برداء الخضرة.. لفت نظرها منظر الفراشات البيضاء المتناثرة في جميع الجهات.. الراقصة هنا و هناك على وتر الأزهار فقد منحها الربيع أجمل الحياة و لمسها بعصاه السحرية فأضفى على محياها جمالا و توج جبينها بأفخم التيجان..
ابتعدت عن الطريق.. لملمت بقايا روح سقطت منها و ابتلعت خيبتها بمرارة مغتصبة ثم غاصت وسط الزهور التي كونت بساطا ساحرا يأخذ الألباب..
هاهي تلاحق الفراشات تميل معها حيث مالت و تتجه حيث اتجهت.. تمد يديها محاولة المسك بها.. يا لروعة الأجنحة وهي ترفرف.. و يا لروعة الحركة وهي تحاول الحط على ثيابها مكونة شكل مجموعة رقص تعبيرية.. و يا لروعة الحرية والإبداع الرباني..
تدور و تدور والفراشات ترقص و تدور و تصفق بأجنحتها.. وهي تصفق بيديها وسط الكم الهائل ضاحكة مستبشرة.. ناسية أنها في انتظار وسيلة نقل للعودة..
ترفرف أجنحة قلبها المنكسرة مع أجنحتها الحالمة: هيا يا فراشاتي.. هيا.. تجري.. تتسابق معها وتمد يديها تحتضنها..
الضحكات تلو الضحكات.. و الجري وراء الجري.. و الفراشات تحوم حولها في رشاقة و مرح.. بين الحين و الآخر تقترب منها.. تلثم شفتيها و تمتص رحيق القبلات كعربون عشق سرمدي يبث في كيانها السعادة لتغفو قريرة العين فوق الأعشاب مستسلمة لمغازلتها..
فهل يمكن أن يلتقي الانكسار مع السعادة..؟ نعم مع سحر الفراشات كل شيء ممكن......//
صالحة بورخيص
ساحة النقاش