رفقاً بالآخرين
رجوع
عندما نقيم سلوك شخص ما أو تصرف قام به ، نتحلى بمنتهى العقل والحكمة و نلبس ثوب الفضيلة و نرتدي رداء الشرف و الأخلاق و نتدثر بدثار من المثالية ، و ننحي كل العوامل جانباً و نكون كالقاضي الذي لا يقبل نقض و لا إستئناف ، ولا نراعي ظروف و لا ملابسات و لا نستجيب لشفقة أو تعاطف ، بينما و على الجانب الآخر عندما نخطئ نوجد مئات المبررات و تظهر عشرات الأسباب و نسهب في الشرح و تكثر دموع الإستعطاف و تسيل كما الأنهار مطالبة بالمزيد من الفرص ممزوجة مع مشاعر الإستجداء .
و لأنه ليس هناك شئ كامل ولا مثالي بالحياة يجب أن يكون لدينا نوع من التوازن بين تقييمنا
لأنفسنا و تقييمنا للآخرين فليس مطلوب منا المثالية التامة ولا مطالبة الآخرين بها ، ولكن مطلوب الحيادية و النزاهة عندما نكون الطرف المقيم أو الواقع عليه التقييم .
فعندما نصدر أحكامنا على الآخرين يجب أن نعلم إنه ليس هناك خير تام ولا شر مطلق ، فكل إنسان منا مهما زادت و علت جوانب الخير به لن يكون ملاك ، و مهما كثر و استشرى الشر بداخله لن يصبح شيطان ، وكل نقص و عيب فينا هو وليد النشأة و التربية و البيئة المحيطة
لذا لا يجب أن نتعامل مع إنسان ما على إنه مثالي و كامل فالكمال لله وحده ولا نتعامل مع شخص ما مهما كثرت عيوبه و مساوئه إنه خالي من المزايا بل يجب أن نتعامل مع أي نقطة إيجابية له لتنميتها و زيادة الخير بداخله و تقليص مساحات الشر عنده ، أعلم أن التطبيق ليس بالأمر الهين لكن الحياة جهاد .
و في النهاية نخطئ بحق أنفسنا و الآخرين عندما نتوهم وجود المثالية فينا أو في الآخر
ساحة النقاش