اسس تصميم المثيرات البصرية


تعتبر أسس التصميم بمثابة الواقع البنائى لمكونات الصورة التعليمية وهى أيضا النظم التى تحقق الشروط الواجب مراعاتها عند استخدام عناصر التصميم داخل أطار الصورة ومنها

" الوحدة – الاتزان – الإيقاع – الحركة – التناسب

1- الوحدة :

هى العامل المشترك الذى يجمع عناصر التصميم ، وهى تعبير واسع يشمل عناصر متعددة منها وحدة الشكل ووحدة الاسلوب الفنى ووحدة الفكرة وحدة الهدف أو الغرض من الصورة المرسومة .

وهذه العناصر جميعها هى التى تثير فى الرائى الاحساس النهائى بوحدة الصورة و تتحقق وحدة التصميم بوجود عامل مهيمن يحتل مركز الاهتمام وعامل ثانوى يقوم بمثابة التابع للعامل المهيمن ليؤكده .

2- الاتزان :

يعبر الاتزان عن الاستقرار و الثبات وهو الحالة التى تتعادل فيها القوى المضادة و الأتزان شرط من شروط وحدة الصورة وهو من خصائص الأساسية الهامة فى التصميم الناجح وتوجد أنواع من الاتزان منها .

- الاتزان بالتقابل ( السيمترى ) : ويعنى ذلك أن تتواجد قوى متماثلة فى كلا جانبى الصورة ويكون التوازن حينئذ ليس فيه تنويع .

- الاتزان الغير متقابل : حيث يكون التماثل فى شكل الجانبين الايمن و الأيسر معا أو العلوى و السفلى معاً ، مع اختلاف فى اللون .

- الاتزان المركزى : وفيه يكون مركز الصورة هو المنطقة الفاصلة بين عنصران متماثلان

وهناك نوع آخر من التوازن المستتر غير السيمترى لا يتفق فيه شكل أو لون فى أى من نصفى الصورة ( العلوى و السفلى ) أو ( الأيمن و الايسر بل فيه تعادل فى القوى بين نصفى الصورة .

3- الحركة :

تستمد الهيئة قيمتها الحركية أما من حدودها الخطية الخارجية أو من محاورها الرئيسية التى تعمل على توجيه سير الحركة فى اتجاه خاص ، وفقا لما تقتضيه فكرة التصميم فتدرك العناصر الأفقية على أساس ميلها إلى حالة من الثبات ، أما العناصر الرأسية فتظهر دائما متزنة برغم ما تتميز به من التشبع بشحنة ديناميكية كذلك فان المحاور بصرف النظر عن اتجاها وسواء أكانت ظاهرة أم مختلفة داخل الشكل لتتميز هى الأخرى بجانب حركى كبير.

4- الايقاع :

الإيقاع هو التكرار المنتظم لعنصر أو مجموعة من العناصر على مسطح التصميم ويتكون الإيقاع من عنصرين أساسين هما :

أ‌-     الأشكال : وهى العنصر الإيجابي

ب‌-الخلفية : وهى العنصر السلبي المسمى بالأرضيات المحيطة بالأشكال .

ويتكون الإيقاع من تبادل هذين العنصرين متخذا واحد من الأشكال الآتية:

أ- إيقاع رتيب : حيث تتشابه فيه كل من " الشكل " و الأرضية تشابها تاما فى الشكل و الحجم و الموقع ولكنها تختلف فى الألوان فقد تكون الوحدات سوداء مثلاث الأرضية بلون آخر .

ب- ايقاع غير رتيب : حيث تتشابه فيه جميع الأشكال مع بعضها و تتشابه الأرضية مع بعضها أيضا ولكن تختلف الأشكال عن الأرضية شكلا أو لونا أو حجما .

ج- ايقاع حر : حيث يتم توزيع الأشكال التزام بتسلسل محدد ، ويختلف شكل الأشكال عن بعضها البعض تماماً كما تختلف فيه الخلفية أيضا .

د- ايقاع متناقص : وفيه تتكرر بصورة مطردة فى التناقض

هـ- ايقاع متزايد : و فيه تتكرر الأشكال بصورة مطردة فى التزايد ولو نظرنا إلى تعريف كل من نوعى الايقاع السابقين ( المتناقضين ) و المتزايد لوجدنا أن أيا منهما قد يكون مرة إيقاعا متزايدا و أخرى إيقاعا متناقضا ويتوقف هذا الأمر على الجانب الذى ينظر منه الرائى ومثال ذلك ما نشاهده فى صورة الأعمال التى وضعها الإنسان ( مثل قضبان السكة الحديد و أعمدة التلغراف و السلالم ... الخ )

التناسب : وهو النسب الجمالية التى تضمن نوعا من قياس يمكن اتخاذه معيارا يقاس من خلاله صلاحية الصور التعليمية أو عدم صلاحيتها .

رابعا : توظيف أسس التصميم فى إعداد الرسوم التعليمية .

إذا كانت الرسوم التعليمية كمثيرات مرئية تتكون هيئاتها من عناصر الفن المختلفة من أشكال وخطوط و ألوان وملابس فإنها قد تعتمد فى تصميم وصياغة هذه الهيئات على عدد من أسس الفن أيضا كالوحدة و التوازن و التباين و السيادة .

ومن هنا فإن تناول العلاقة بين أسس التصميم و الرسوم التعليمية إنما يكون بغرض بيان بعض ما يمكن أن تؤديه هذه الأسس فى العمليات المرتبطة بتصميم تلك الرسوم .

الوحدة : الوحدة تتضمن تفرد معين فى الشكل المعروض فهى تعد أكثر أسس التصميم فعالية فى إعطاء الشكل فرادته وكيانه .

فالتخطيط الذى يضعه المصمم لأى رسم تعليمى يبدأ بتحديد قاعدة لجميع العناصر من خط ولون ومساحة وغيرها بأسلوب ينشا عنه ( وحدة ) الرسم وهذا التجميع يبنى على الموضوع أو الغرض من الرسم وعلى حجمه و لونه .

ولا تعنى الوحدة التشابه بين كل أجزاء التصميم بل يمكن أن يكون هناك كثير من الاختلاف بينهما ولكن يجب أن تتجمع هذه الأجزاء معا فتصبح كلا متماسكا ولقد أوضح الباحثون فى مدرسة الجشطالت كثير من العوامل التى تحقق انتماء العناصر البصرية لبعضها البعض يتميز بالوحدة وهذا يتحقق عن طريق :

أ‌-     التماثل فى الحجم

ب‌-التماثل فى الشكل

ج- عن طريق التقارب

د- عن طريق اللون

هـ- عن طريق التوازى

عوامل ضعف وحدة الشكل بالصور التعليمية :

وفى مقابل العوامل التى تحقق وحدة الرسم هناك عوامل تقلل من هذه الناحية وتؤدى إلى اضعافها مثل :

1- قد تكون الصورة شاملة لموضوعين أو أكثر يتصارعان فى السيادة فيجذبان النظر نحوهما بقدر متساو فى آن واحد رغم إمكان الفصل بينهما .

2- إذا حملت الصورة شكلين أحدهما واضح يدل عما يعبر عنه والثانى مبهم فسوف يكون الثانى بإضعاف وحدة الشكل .

3- لو زاد عدد الأشكال المتجاورة المتباينة الألوان ويمكن التغلب على ذلك بإدخال خطوط جديدة فى الصورة لترابط بين هذه الأشكال المتباينة .

ويذكر " مصطفى محمد " العوامل التى تضعف وحدة الشكل المرسوم ويقترح بعض الطرق التى يمكن للمصمم التغلب عليها ومنها ما يلى:

1- قد يشمل الرسم عددا من العناصر المتنوعة تفضل فراغات أو مساحات خالية مما يضعف وحدته ويمكن تفادى ذلك بالتقليل من هذه الفراغات وزيادة تقارب هذه العناصر جميعها داخل أطار خطى لأن وضح خط حول الأجزاء المتنوعة غالبا ما يوجد بينهما بطريقة كافية .

2- تضعف وحدة الرسم التوضيحى إذا ما أحتوى على عدد كبير من العناصر المتباينة الألوان ذلك لأن هذه العناصر سوف تتصارع لجذب النظر نحوها ومن الممكن تفادى ذلك عن طريق توافق العناصر فوق أرضية مشتركة أو عن طريق تلوين العناصر الثانوية بألوان أقل وحدة وتباينا و الإبقاء فقط على تباين العنصر الرئيسى الأكثر أهمية

3- قد يشتمل الرسم على بعض العناصر الواضحة وبعض العناصر الغير واضحة ( المبهمة ) وهذه العناصر المبهمة من شأنها أن تقلل من وحدة الرسم ، لأنها تعوق قدرة التلميذ على إدراك الرسم ( ككل) وتعوق استيعابه له .

5- تضعف وحدة الرسم بوضع أفقى أو رأسى فى منتصف الرسم تماما أو بوضع عنصر من شأنه أن يقسم إلى نصفين متساوين و إذا ما اضطر المصمم فى تنظيمه لعناصر الرسم إلى ذلك فقد تكون هذه الخطوط الفاصلة ذات سمك أقل من أطار الرسم أو تكون على هيئة نقط أو شرط خطية قصيرة متجاورة فى اتجاه واحد .

التوازن : الأشكال البصرية التى تعطى شعورا بالتعادل يقال عنها أنها متوازنة فالتوازن يعلب دورا مؤثرا فى إعطاء الإحساس بالراحة النفسية عند النظر إلى الشكل أو الرسم .

وغالبية الأشكال البصرية تتوازن بواحدة من هاتين الطريقتين التقليديين :

الاتزان المتماثل ويستخدم عندما يراد إعطاء شعور مستقر هادى و الاتزان غير متماثل يعطى شعورا بالحركة فهو نوعية ( ديناميكية ) .

و الاتزان المتماثل ينشأ فى الرسم التوضيحى من خلال تقسيمه إلى مساحات أو أشكال متساوية أو متشابهة مما يؤدى إلى تماثله وتوازنه وهناك رسوم متوازنة بطبيعتها كرسوم القطاعات فى أعضاء داخل جسم الإنسان أو الحيوان أو الحشرات و الكائنات الدقيقة .

بينما الاتزان الغير متماثل لا يكون مماثلا لتلك التقسيمات البسيطة ففيه قد لا يتفق شكل أو لون العناصر البصرية فى أى من نصفى الصورة بل نشعر فقط بتعادل فى القوى بين النصفين كما فى شكل وهو يوضح الصورة على شبكية العين.

مع تحيات/حمادة جمال بساط

  • Currently 79/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
26 تصويتات / 1895 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2010 بواسطة hamadagamal

ساحة النقاش

م/حمادة جمال بساط

hamadagamal
موقع هندسي**بحثي**ثقافي** »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

21,224