جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أشارت صحيفة (جارديان) البريطانية إلي مخاوف إسرائيلية من تحالف تركيا مع مصر ضد إسرائيل خلال الزيارة المرتقبة لرجب طيب أردوغان إلي القاهرة بعد غد الاثنين،
خاصة في ظل العلاقات المضطربة التي تربط بين إسرائيل والبلدين، مما يزيد عزلة إسرائيل بالمنطقة.
وأكدت الصحيفة أن القلق يجتاح إسرائيل بعد حادث اقتحام مبني سفارتها المصرية أمس الجمعة، وخاصة أن الأحداث تأتي في فترة انقطعت فيها العلاقات الوثيقة بين إسرائيل وأقوي حلفائها الاستراتيجيين بالمنطقة تركيا، فضلا عن التوتر الشديد الذي أصاب علاقتها بمصر بمجرد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
وأضافت الصحيفة أن زيارة أردوغان لمصر تعتبر أول زيارة يقوم بها زعيم تركي إلى مصر منذ 15 عاما، والتي تعتبر بداية لحملة دبلوماسية عنيفة تشنها أنقرة ضد إسرائيل، وهو ما تسعى الولايات المتحدة لاحتوائه.
وأوضحت الصحيفة أن أزمتي مصر وتركيا منفصلتين وإن كانت أسبابهما تتشابه، فكل من البلدين شهدتا اعتداء اسرائيليا خاطئا، مع رفض اسرائيل الاعتذار لكل منهما، مما أسفر عن علاقات مهددة وشديدة الحساسية بين البلدين الجارتين لإسرائيل.
وقال ألون ليئيل، السفير الإسرائيلي السابق في أنقرة: "تركيا مستعدة لاستثمار الكثير من المال والجهد في بناء مصر كحليف إقليمي، ومن المتوقع أن يشمل هذا التعاون اقناع تركيا لمصر بخفض العلاقات مع اسرائيل".
وقال يوسي ألفر المحلل الاسرائيلي: "أردوغان يسعي إلي استعراض قوة تركيا، ويحاول الآن أن يضع مشروعا ذو نفوذ تركي في مصر، وما يدعو للقلق أن تقدم تركيا مساعدات مالية لمصر التي تحتاجها بشدة خلال الفترة الحالية، كما أنه من المتوقع أن يتواصل أردوغان مع الإسلاميين المصريين، الذين يزدادون نفوذا، ومن المثير للمخاوف أن يعمل على إقناع المصريين للسماح له بزيارة قطاع غزة، معلنا نفسه المنقذ، وأكد ألفر: "لا شيء من كل هذه التوقعات جيدة لإسرائيل".
وحذر ألفر من الخطوات الانتقامية التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة، قائلا: "نفقد الكثير من هذه الخلافات، فعلي المستوي الاقتصادي، خسرت اسرائيل 3,5-4 مليارات دولار سنويا هو حجم استثمارتها المشتركة مع تركيا، وعلي الجانب الإقليمي الخسارة أكثر فداحة، مؤكدا: "اسرائيل كانت غبية عندما رفضت الاعتذار لتركيا عن حادث المرمرة".
وشدد ألفر: "إسرائيل وقعت في الفخ الذي رسمه لها أردوغان عندما حاولت تفادي نفس الأزمة مع مصر، فأعربت عن أسفها، ولكنها تشددت في حالة تركيا مما فاقم أزمتها".
وقالت الحكومة الاسرائيلية إن زيارة أردوغان إلي غزة في مثل هذه الظروف، سيجعل استقباله استقبال الأبطال وسيحصد غضب إسرائيل، ولكنه حتي الآن لم تحصل إسرائيل علي مؤشرات تدل على أن مصر وافقت على عبور أردوغان إلى غزة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لا تستطيع تحمل خسارة الحلفاء الاقليميين، وخاصة في الفترة التي تسبق التصويت المتوقع لصالح الاعتراف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة الشهر الجاري.
ساحة النقاش