بقلم: أمل خيري
جهاز مبتكر لتحويل الطاقة الشمسية المهدرة إلى كهرباء في المناطق الريفية الصينية، مشروعات تجارية تقوم بتدوير المخلفات الزراعية في أوغندا، مشروع دراجة الخيزران في غانا، مشروعات تجارية تديرها نساء في جنوب إفريقيا، تصنيع جهاز لغسل الأيدي موفر للماء.. كل هذه المشروعات كانت بين المشروعات الثلاثين الفائزة بجوائز مبادرة SEED لعام 2010، والتي أعلن عن نتائجها الشهر الجاري.
وتعد مبادرة SEED مبادرة عالمية تهدف للعمل في مجال التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر، تأسست بشراكة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومواردها، وذلك خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة التي عقدت بجوهانسبرج عام 2002.حلول إبداعية
تقوم مبادرة SEED بدعم المشروعات المؤسسية الابتكارية الصغيرة الحجم التي تدار محليا، وتنطوي على فوائد اجتماعية وبيئية داخل نموذج العمل التجاري، ويشمل هذا الدعم تطوير قدرة أصحاب هذه المشروعات على النمو، وكذلك العمل على تطبيق هذه المشروعات في مناطق أخرى من أجل مساهمة هذه المشروعات في تنمية المجتمعات المحلية، مع العمل على تعزيز الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، والحد من الفقر والتهميش والبطالة والاقصاء الاجتماعي.
تبحث مباردة SEED عن أفكار المشروعات التجارية الصغيرة المبتكرة حول العالم من خلال جائزة سنوية لدعم أصحاب المشروعات المؤسسية الصغيرة في مجال التنمية المستدامة، وبالتالي فهي ترحب بأي فكرة مبتكرة واردة من إحدى المؤسسات أو المنظمات العاملة في إحدى الدول النامية، بشرط أن تكون هذه المؤسسات داخلة في علاقة شراكة مع آخرين بهدف العمل على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وأن تساهم في الحد من الفقر، وتعمل على تحسين أحوال البيئة المستدامة، للوصول إلى أفضل تطبيقات للاقتصاد الأخضر أو الاقتصاد البيئي.
ويشترط في المشروعات المختارة أن تقوم بتوفير خدمات للمجتمع المحلي بطرح منتجات جديدة في السوق أو تطوير طرق جديدة وفعالة ومستدامة لتوليد الدخل وتحقيق فوائد اجتماعية كتنظيم المجتمع المحلي، أو تأهيل وتشغيل الأيدي العاملة، أو تسهيل الوصول للخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، أو تحقيق فوائد بيئية مثل تقليل انبعاثات الكربون، أو حماية البيئة من التلوث، أو المحافظة على التنوع الطبيعي.
وبخلاف معظم المسابقات الأخرى فإن جائزة SEED لا تقوم بمنح جائزة نقدية، بل تقدم دعما معرفيا وخدميا، حيث يحصل الفائزون على حزمة من خدمات الدعم من بينها التعريف بمبادرتهم وإبرازها على الصعيد القومي والدولي، وتوفير إمكانية الوصول إلى منظمات ومؤسسات أعمال ذات صلة وأهمية، كالفائزين السابقين أو داعمي SEED أو المؤسسات الشريكة، وتنمية وتطوير مهارات أصحاب المشروعات كإدارة علاقة الشراكة، وتقديم تقارير الخبرة المالية والتقنية ومهارات تخطيط العمال التجارية، وأيضا تقوم المبادرة بتقديم مساهمة مالية بمبلغ 5000 دولار أمريكي لغرض تنفيذ بند أو بنود معينة من خطة الدعم هذه، وذلك على الوجه الذي يتم الاتفاق عليه بين الفائز ومبادرة SEED.
إفريقيا الخضراء
وكجزء من مشروع موسع طرحته المجموعة الأوروبية في مجال الاقتصاد الأخضر، فقد وجهت جائزة SEED بؤرة الاهتمام لإفريقيا لعامي 2010 و2011، وفي الثالث من شهر نوفمبر الجاري أعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) عن الفائزين الثلاثين لهذا العام، وقد ركزت معظم المشروعات الفائزة على القطاع الريفي والزراعي، وأيضا على تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارة النفايات، وتم اختيار المشروعات الفائزة بواسطة لجنة تحكيم دولية مستقلة تضم خبراء في الاقتصاد والبيئة.
تنتمي المشروعات الفائزة لعشر دول من بينها سبع دول إفريقية ودولتان آسيويتان ودولة في أمريكا الجنوبية، وكان لكينيا نصيب الأسد من الجوائز حيث حصدت سبع جوائز تليها غانا وجنوب إفريقيا حيث فازت كل منها بست مشروعات، ومن السنغال فازت ثلاث مشروعات، وحصلت كل من رواندا وبوركينا فاسو على جائزتين، أما أوغندا وسريلانكا والصين وكولومبيا فقد حصلت كل دولة على جائزة واحدة.
كينيا الفائز الأكبر
فاز من كينيا سبع مشروعات متنوعة وهي:
1. برنامج حقيبة الظهر للحقول: هذه المبادرة تحقق الاكتفاء الذاتي الغذائي للمجتمعات الريفية من خلال تزويد أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة بمجموعة ديناميكية من الأدوات الزراعية والتدريب والرصد الشامل يتم تسليمها وتوزيعها في حقيبة من القماش تحمل على الظهر.
2. قصب البردي أملنا المستقبلي: عبارة عن مشروع مستدام لحصاد وتصنيع قصب البردي لإنتاج السلالات عالية الجودة، والحقائب، والسجاد، والكراسي، وحصائر النوم والبطانيات، واستخدام النفايات كسماد طبيعي، ويعمل على تنفيذ المبادرة منظمات شبابية مجتمعية ومؤسسة بحوث محلية.
3. مشروع "المصابيح الشمسية: استبدال مليون مصباح شمسي بمليون مصباح كيروسيني": ويقوم بتنفيذ هذه المبادرة شركة خاصة، ومنظمة محلية غير حكومية، ومؤسسة للتمويل الأصغر توفر خدمات اقتصادية وبيئية وصحية للأسر الريفية والحضرية وتقوم بإمداد وتوزيع المصابيح الشمسية وتدريب الشباب أصحاب المشاريع الصغيرة.
4. المشروع المجتمعي للنباتات الطبية لحفظ التنوع البيولوجي: مشروع رائد بدأته إحدى المنظمات المجتمعية والحكومية الوطنية والدولية وبعض مؤسسات البحوث لتوليد مصادر بديلة للدخل وزيادة الوعي بقيمة التنوع البيولوجي في المجتمعات الريفية القائمة على الزراعة التجارية وتصنيع النباتات الطبية الطبيعية.
5. مراكز تجميع حبوب القرية:(VCAC) وهي شراكة بين مشروعات تجارية محلية والحكومة الوطنية وبين مشتري الحبوب لتأسيس مراكز إدارة متنقلة في القرى بعد الحصاد؛ لتمكين المزارعين من تقديم الحبوب عالية الجودة والقيمة للسوق، وتشجيع المزيد من الشباب على المشاركة في إنتاج الحبوب.
6. مشروع تصنيع أسلاك السياج من نفايات البلاستيك: ويقوم على إعادة تدوير النفايات البلاستيكية لتصنيع أسلاك وحواجز صديقة للبيئة وذات شكل جمالي تسهم في الحد من النفايات البلاستيكية في الشوارع والحقول المفتوحة، وكذلك تعمل على توفير المواد البديلة للأسيجة الخشبية التقليدية مما يسهم في الحفاظ على الغابات.
7. تسويق منتجات شجرة الغاف Prosopis Juliflora: وهي من الأشجار الصحراوية التي تتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف والتقلبات الجوية والرياح، لكنها غير مرغوب فيها في كثير من المناطق، لذا فقد عملت إحدى المنظمات المحلية المجتمعية غير الحكومية بالشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة(الفاو) على تشجيع الاستخدام التجاري لهذه الأشجار كالوقود وأخشاب البناء وعلف الماشية، حيث يؤدي تطوير سوق وطنية مستدامة لتعظيم العوائد للمجتمعات المحلية.
من الدراجات للوقود الحيوي
ومن غانا فازت ست مشروعات:
1. برنامج التمكين الاقتصادي لإنتاج الشيا: وهو برنامج يركز على تحسين سبل المعيشة للنساء العاملات في إنتاج زبدة الشيا (تستخرج من ثمار إحدى الأشجار الإفريقية وتستخدم في مستحضرات التجميل)، ويقوم البرنامج بتقديم التدريب، وتيسير الحصول على التكنولوجيا المحسنة.
2. برنامج G-lish لتوليد الدخل: والهدف منه توفير الدخل للمجتمعات الريفية من خلال صناعة السلال عبر تدوير النفايات، وهي بذلك تساهم في المحافظة على تاريخ صناعة السلال التقليدية، دون هدر الأشجار.
3. مشروع الاستفادة من شجرة البريكيس: وهو مشروع لتصنيع العصائر من فاكهة شجرة البريكيس وذلك من أجل تنمية المجتمعات المحلية، عبر تشجيع الزراعة المستدامة لهذه الأشجار مما يعمل على توليد الدخل للمزارعين.
4. مشروع تصنيع دراجات من الخيزران: وهي مبادرة تقودها مؤسسة شبابية غير ربحية ملتزمة بالتمكين الاقتصادي للشباب، من خلال الاستفادة من وفرة المواد الخام من الخيزران في غانا لتصنيع وتجميع الدراجات الخيزران عالية الجودة، والمناسبة لظروف الطرق والتضاريس في غانا وبأسعار معقولة للفقراء.
5. مشروع DeCo للسماد العضوي: وهو مشروع لخدمة المزارعين المحليين عبر إنتاج السماد العضوي في محطات مركزية باتباع نهج التكنولوجيا المنخفضة، كما يستهدف توعية وتثقيف المزارعين بمزايا الإدارة المستدامة للأراضي.
6. مشروع إنتاج الوقود الحيوي لتعزيز الإدارة المستدامة للأراضي: وهو عبارة عن شراكة بين منظمات غير حكومية ومؤسسات بحثية وطنية بهدف تحسين أحوال الأراضي، وإنتاج المحاصيل الغذائية واستخدام الطاقة المتجددة من خلال زراعة نبات دوار الشمس واستخدامه في تصنيع الوقود الحيوي، كما يشمل البرنامج أيضا تشجيع تربية النحل.
تدوير النفايات ومصائد الأسماك
أما المشروعات الست الفائزة من جنوب إفريقيا فكانت كما يلي :
1. مبادرة شراء النفايات: وهي ثمرة تعاون بين منظمات محلية غير حكومية ومنظمات حكومية لشراء النفايات المنزلية كالزجاجات البلاستيكية، وإعادة تدويرها وتصنيعها مما يؤدي للحد من انتشار القمامة، كما تعمل على حماية الموارد الطبيعية وتوفير فرص العمل.
2. " "IziWasha: مشروع لإنتاج جهاز مبتكر لغسل الأيدي في الدول ذات الدخل المنخفض، لا يعتمد الجهاز على الكهرباء ولا إمدادات المياه المنزلية، كما يعمل على ترشيد استهلاك المياه وتوفير الطاقة.
3. تحسين معيشة قرية مويريفر عبر تدوير النفايات: وذلك بتحسين أوضاع جامعي النفايات في القرية الذين يحصلون على الدخل عبر إعادة تدوير النفايات، ويهدف المشروع لإضفاء الطابع الرسمي على هذه الفئة، بتوفير المأوى والملابس الواقية والمعدات التقنية لتوفير فرص عمل مغرية لعدد أكبر من السكان.
4. مصايد أسماك السلمون المتوحشة: أول مناطق الصيد الترفيهية التي تهدف لتشجيع السياحة في المناطق الريفية الفقيرة، حيث يتم تدريب السكان المحليين على مهارات الصيد مما يخلق فرص عمل للسكان وتحسين البيئة من خلال الحفاظ على الحياة البرية والمائية.
5. "الغذاء والأشجار من أجل إفريقيا": وهي مبادرة اجتماعية تستهدف تخضير المناطق الحضرية، ومكافحة تغير المناخ وانعدام الأمن الغذائي من خلال غرس الأشجار، تقوم بها بعض المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية والمؤسسات الحكومية والشركات الخاصة، وتوفر هذه المبادرة عروض التدريب على المهارات في إدارة الموارد الطبيعية وتطوير الحدائق العضوية المستدامة للمجتمعات الفقيرة، وقام المشروع كذلك بتصميم مقياس لنسب الكربون.
6. مبادرة Claire Reid Reel للتشجير: وتقوم بتزويد الشباب ببذور الأشجار المخصبة، مع توفير الإرشادات حول كيفية الزراعة بسبع لغات مختلفة، وذلك بهدف تشجيع إنشاء الحدائق المستدامة في جميع أنحاء جنوب إفريقيا.
كهربة الريف والوقود الحيوي
ومن السنغال فاز مشروعان لكهربة الريف ومشروع آخر للتنمية الزراعية:
1. مشروع كهربة الريف: وهو مشروع لإنشاء مولدات للطاقة الريفية، باستخدام مصادر الطاقة المتجددة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية وأنظمة الطاقة البديلة.
2. مبادرة زهرة الأمل: وهي مبادرة تقوم على نظام الفرانشايز بهدف العمل على التنمية الزراعية، من خلال تدريب مجموعات المجتمع ذات الدخل المنخفض ليصبحوا رجال أعمال زراعيين ناجحين، وبالتالي توليد المزيد من الدخل للمجتمعات المحلية.
3. مشروع kayor لتوليد الطاقة الريفية وكهربة الريف بواسطة الطاقة الشمسية الضوئية، وهو مشروع يهدف لتوفير حلول الطاقة الشمسية للمجتمعات الريفية، وتتيح الشراكة مع مؤسسات التمويل الصغير للعملاء الحصول على المعدات والآلات بقروض تمويلية تلائم ظروفهم.
أما بوركينا فاسو فقدمت مشروعين للوقود الحيوي والمبيدات البيولوجية:
1. تصنيع وترويج قوالب الكتلة الحيوية: وهو مشروع يهدف لإحلال قوالب الكتلة الحيوية (وهي مصادر غير تقليدية للوقود) من الأوراق المتساقطة وغيرها من مصادر الكتلة الحيوية غير المستخدمة محل الخشب والفحم، ويساعد هذا المشروع على مكافحة التصحر، وخلق فرص عمل في المجتمعات الريفية ورفع مستوى الوعي لإيجاد مصادر بديلة للطاقة.
2. مبادرة لتشجيع وتوزيع المبيدات البيولوجية: هدف هذه المبادرة الطموحة تعزيز مكافحة الآفات البيئية للمحاصيل العضوية، وخاصة القطن والخضروات والمحاصيل المنتجة للوقود، مما يؤدي لزيادة الغلة والحفاظ على بيئة الإنتاج.
الغاز الحيوي والتنوع البيولوجي
من رواندا فاز مشروعان للطاقة البديلة:
1. مشروع إنتاج وتوزيع الغاز الحيوي في أسطوانات الغاز المضغوط: وقد تم تطوير هذه المبادرة من قبل شركة خاصة، ومنظمة غير حكومية دولية ومنظمات حكومية لإنتاج وتخزين الغاز الحيوي المضغوط لأغراض الطهي، ويتم تصنيع هذا الغاز من النفايات الحضرية المنزلية والصناعية، وبذلك يتم تقديم مصادر بديلة للحطب والفحم مما يسهم في حماية البيئة.
2. مشروع إنتاج الفحم النباتي وتدوير الدخان: ويستهدف زيادة إنتاج الطاقة من الفحم عبر إعادة تدوير الأدخنة وتعزيز التكنولوجيا، مما يقلل إهدار الغابات المستخدمة لإنتاج الفحم ويقلل من تلوث الهواء.
أما المشروع الفائز من الصين فيحمل عنوان "SolSource"، وهو عبارة عن جهاز للطاقة الشمسية على هيئة أطباق القمر الصناعي، مزود بوحدات محمولة قابلة للنقل، تحول طاقة الشمس المهدرة إلى كهرباء أو تخزينها في أقمشة حرارية لاستخدامها لاحقا، هذا الجهاز المبتكر يسخر طاقة الشمس لتوفير مصادر محمولة للوقود لأغراض الطهي والإنارة للأسر ذات الدخل المنخفض بأسعار في متناول الجميع.
ومن كولومبيا فاز مشروع التنوع البيولوجي للغابات المطيرة: وهي مبادرة تستخدم الفاكهة واللباب في مستحضرات التجميل والصناعات الغذائية المحلية، وذلك للحد من إزالة الغابات الاستوائية وتعزيز الإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي المحلي وتوليد فرص دخل للأسر المحلية.
مشروع ORIBAGS من أوغندا :وهو مشروع لصناعة أكياس الورق اليدوي، وحلي الزينة وورق الطباعة من المخلفات الزراعية وفي ذلك قش القمح وغيره من الألياف الطبيعية، ويعمل المشروع على تمكين النساء صاحبات المشروعات وتقديم بدائل صديقة للبيئة لأكياس البلاستيك.
وأخيرا من سريلانكا فاز مشروع "شبكة المؤسسات الريفية (REN)": وتهدف إلى ربط صغار المزارعين بالأسواق من خلال تحسين جودة المنتج، والحصول على معلومات تسويقية وإنشاء علامة تجارية مشتركة، عن طريق تنظيم عضوية المنتجين في شبكة من المؤسسات الزراعية والمؤسسات العاملة في تجهيز الأغذية، مما يساعد على استفادة المزارعين من خدمات التسويق المشترك.
ساحة النقاش