تعلمت من أمي




الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
كم أسدت لنا أمهاتنا من نصائح , وقدمت لنا من خبراتها , ما ننتفع به , بعد أن تتركنا الى عالم آخر مليء برحمة الله ورعايته . واذا ذكرنا أمهاتنا ونحن نطبق ما تعلمناه منهن , قد تغلبنا العبرات , ونسأل الله لهن المغفرة والجنة .
عدت مرة للبيت غاضبا من صديق لي , لم ينضم معي فلعبة جماعية كنا نلعبها مع أطفال القرية , وأخبرت أمي بذلك , فقالت لي :
خذ يابني هذه اللعبة : الميزان له كفتان . عليك أن تضع كل ما أغضبك من صديقك في كفة , ولا تنس شيئا .
فلما فرغت قال : سأحاول أن أذكرك ببعض حسناته معك : ألم يعطيك من حلواه ؟ ألم تركب على دراجته يوما ؟ ألم يأخذك معه الى حقلهم لأكل الذرة المشوية ؟ ألم يقرضك النقود بالمدرسة يوم ضاعت نقودك ؟ ألم يعدك عندما مرضت وغبت عن المدرسة ؟ ......الخ
وأخذت أمي تعدد الكثير من أعمل وأقوال صديق التي كانت كلها في صالحه . وأنا أقول على مضض نعم نعم نعم .
وأخيرا قالت أمي : أنظر يا بني الى كفته الطيبة لقد رجحت على كفة مساوئه التي أغضبتك منه .!!!!
عليك دائما قبل أن تنتقد أحد أو تغضب منه أن توازن أعمله وأقواله معك , ثم تحكم علىه وعلى نفسك أيكما على الحق , وأيكما يجب أن يتغاضى عن أخطاء الآخر معه ؟ تلك اللعبة أتذكرها الآن وأنا اختلف مع بعض الأصدقاء في آرائهم بالنسبة لتعاملاتهم معي .
رحمك الله يا أمي وأسكنك الله فسيح جناته . لقد علمتني كيف أكسب أصدقائي ولا أخسرهم .
يكتب فاروق جويدة , في هوامش حرة , بالأهرام , طيف نسيمه الحنين :
الى أمي .. وكل أم ... في عيد الأم :
في الركن يبدو وجه أمي
لاأراه لأنه
سكن الجوانح من سنين
فالعين ان غفلت قليلا لاترى
لكن من سكن الجوانح لا يغيب
وان توارى ....... مثل كل الغائبين
يبدو أمامي وجه أمي كلما
اشتدت رياح الحزن .. وارتعد الجبين
الناس ترحل في العيون وتختفي
وتصير حزنا في الضلوع
ورجفة في القلب تخفق كل حين
لكنها أمي يمر العمر أسكنها وتسكنني
وتبدو كالظلال تطوف خافتة
على القلب الحزين
منذ انشطرنا والمدى حولي يضيق
وكل شيء بعدها ...... عمر ضنين
صارت الأيام طيفا
لايغيب ولا يبين
طيفا نسميه الحنين
في الركن يبدو وجه أمي
حين ينتصف النهار
وتستريح الشمس
وتغيب الظلال
شيء يؤرقني كثيرا
كيف الحياة تصير بعد مواكب الفوضى
زوالا في زوال
في أي وقت أو زمان سوف تنسحب الرؤى
تكسو الوجوه تلال صمت أو رمال
في أي وقت أو زمان سوف نختتم الرواية
عاجزين عن السؤال
واستسلم الجسد الهزيل .. تكسرت
فيه النصال على النصال
هدأ السحاب ونام أطيافا
مبعثرة على قمم الجبال
سكن البريق وغاب
سحر الضوء وانطفأ الجمال
حتى الحنان يصير تذكارا
ويغدو الشوق سرا لا يقال
في الركن يبدو وجه أمي
ربما غابت .. ولكني أراها
كلما جاء المساء تداعب الأطفال
فنجان قهوتها يحدق في المكان
ان جاء زوار لنا
يتساءل المسكين أين حدائق الذكرى ؟!!
وينبوع الحنان
أين التي ملكت عروش الأرض ؟!!
من زمن بلا سلطان.
أين التي دخلت قلوب الناس ؟؟!!
أفواجا بلا استئذان
أين التي رسمت لهذا الكون
صورته في أجمل الألوان؟!
ويصافح الفنجان كل الزائرين
فان بدا طيف لها
يتعثر المسكين في ألم ويسقط باكيا
من حزنه يتكسر الفنجان
من يوم أن رحلت وصورتها على الجدران
تبدو أمامي حين تشتد الهموم وتعصف الأحزان
أو كلما هلت صلاة الفجر في رمضان
كل الذي في الكون يحمل سرها
وكأنها قبس من الرحمن
لم تعرف الخط الجميل
ولم تسافر في بحور الحرف
لم تعرف صهيل الموج والشطآن
لكنها عرفت بحار النور والايمان
أمية
كتبت على وجهي سطور الحب من زمن
وذابت في حمى القرآن
في الأفق يبدو وجه أمي
كلما انطلق المؤذن بالأذان
كم كنت ألمحها اذا اجتمعت على رأسي
حشود الظلم والطغيان
كانت تلم شتات أيامي
اذا التفت على عنقي حبال اليأس والأحزان
تمتد لي يدها بطول الأرض
تنقذني من الطوفان
وتصيح يا الله أنت الحافظ الباقي
وكل الخلق ياربي الى النسيان
شاخت سنين العمر
والطفل الصغير بداخلي
ما زال يسأل
عن لوعة الأشواق حين يذوب فينا القلب
عن شبح يطاردني
من المهد الصغير الى رصاصة قاتلي
عن فرقة الأحباب حين يشدنا
ركب الرحيل بخطوه المتثاقل
عن آخر الأخبار في أيامنا
الخائنون.. البائعون.. الراكعون
لكل عرش عرش زائل
عن رحلة سافرت فيها راضيا
ورجعت منها ما عرفت .. وما اقتنعت.. وما سلمت
وما أجبتك سائلي
عن ليلة شتوية اشتقت فيها
صحبة الأحباب
والجلاد يشرب من دمي
وأنا على نار المهانة أصطلي
قد تسألينالآن يا أماه عن حالي
وماذا جد في القلب الخلي
الحب سافر من حدائق عمرنا
وتغرب المسكين
في الزمن الوضيع الأهطل
ماعاد طفلك يجمع الأطيار
والعصفور يشرب من يدي
قتلوا العصافير الجميلة
في حديقة منزلي
أخشى عليه من الكلاب السود
والوجه الكئيب الجاهل
أين الذي قد كان
أين مواكب الأشعار في عمري
وكل الكون يسمع شدوها
وأنا أغني في الفضاء .. وأنجلي
شاخ الزمان وطفلك المجنون
مشتاق لأول منزل
مازال يطرب للزمان الأول
( شيء سيبقى بيننا ) .. ( وحبيبتي لا ترحلي)
في كل يوم سوف أغرس وردة
بيضاء فوق جبينها
ليضيء قلب الأمهات
ان ماتت الدنيا حرام أن تقول
بأن نبع الحب مات
قد علمتني الصبر في سفر النوارس
علمتني العشق في دفء المدائن
علمتني أن تاج المرء في نبل الصفات
أن الشجاعة أن أقاوم شح نفسي
أن أقاوم خسة الغايات
بالأمس زارتني ..وفوق وسادتي
تركت شريط الذكريات
كم قلت لي صبرا جميلا
ان ضوء الصبح آت
شاخت سنين العمر يا أمي
وقلبي حائر
ما بين حلم لا يجيء
وطيف حب ..مات
وأفقت من نومي
دعوت الله أن يحمي
جميع الأمهات
************
أمي وما أدراك من أمي = أمي التي من دمها دمي
كم عانت وكم تعبت ألما = وكم أشقيتها تعبا بهمي
تحرم نفسها طوعا وتطعــــــمني فما بفيها ناله فمي
***********************
رب أدخلها جنات عدن = ولاتؤاخذها بذنب أواللمم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 25 سبتمبر 2016 بواسطة ghafekerwabqaze

محمد فهمي يوسف

ghafekerwabqaze
غذاء الفكر وبقاء الذكر تدوينات إبداعية: دينية ولغوية وثقافية وترفيهية وأدبية ، تغذي العقل والروح بأخلاقيات مؤمن يخاف الله »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

16,573