بنت الناظر
*******
كنت صغيرة أحتمى بنفوذ أبى .
التحقتُ بالمدرسة تبع لصغار السن ،كنت أرتدى الزى المدرسى ، المريلة الصفراء المائل للبنى الفاتح والشريط الابيض العريض اعلى ذيل الحصان على شكل فيونكة ، أجلس فى الفصل البنت الوحيدة وسط ثلاثين طالب ، أجلس على طرف الدكة وبجوارى ثلاث طلاب أيضا من صغار السن أبناء المدرسات ، وعندما ياتى التفتيش كانت تسارع كل واحدة فى اخفاء ابنها بأى مكان او تخرجه من المدرسة كلها إلا أنا ، يحمينى الزى وتفوقى وجرأتى ، وعدم اعترافى بأنى تبع لصغار السن ، عندما وصلنا إلى الصف الرابع الابتدائى كان يأتى إلى المدرسة معلمى التربية العملى من السنوات الاخيرة فى دبلوم المعلمين الذى انتهى العمل به الان ، وتحول الى كليات التربية التى تخرج أنصاف المتعلمين ، فى حصة الحساب كتب مدرس التربية العملى مسألة على السبورة واخرج طالبين فلم يتمكن أى منهم من حلها ، وعندما رفعت يدى خرجت وحللتها ، طلب منى المدرس أن أقوم بصفع الولدين على خديهما ، وعندما رفضت اراد ان يضربنى فتركت له الفصل وخرجت ، وسأل التلاميذ ، مين دى ، وفى صوت واحد ردوا *دى بنت الناظر * دق جرس الفسحة وكان من عادتى ان أذهب إلى أبى فى مكتبه كى أحصل على الشلن ، وأشترى به حلوى من المرأة الجالسة امام باب المدرسة تبيع خد البنات أو الترمس أو قطع الملبن الصغيرة ، أو أحصل على قرطاس جيلاتى من عربة الجيلاتى الواقفة فى الجهة الاخرى للباب ، وعندما ذهبت كالعادة وجدت فى إثرى هذا المدرس الذى خاف من ابى وسأل الاستاذة ثريا الجالسة بالمكتب ، هل وشيت به ام لا ، فطمأنته ، وصار من يومها يحسب لى حسابا آخر ، مرت السنوات وانا الأن ابحث عن مكتب أبى ، والشلن وصورة مدرس التربية العملية ، انا بنت الناظر
نشرت فى 26 إبريل 2014
بواسطة ghadahekal
عدد زيارات الموقع
25,010
ساحة النقاش