الأيام كلها متشابهة ، لا أدرى كم الوقت ؟ وكم الساعة ؟ وما اليوم هل هو أمسى المؤلم بدونها أم حاضرى المعذب بعيدا عنها ، أو مستقبل بلا رؤيتها فهو فقدان كامل .

لا علاج للألم الذى خلفته وراءها ، كل هذا مسكنات،  عيونها، ألفاظاها، مشيتها حتى ضحكتها ماهى إلا مسكنات للألم ،تخرس الألم وتخرسنى ،تحبس عقلى فى مدارات صنعتها وأغلقتها بيديها الحانيتين ، حتى عجز القلم أن يصف سوى الألم حتى الألم عجز عن وصفه !، سقط بين أناملى  مرددا فشلى فى احتواء ضعفى ،ساخطا علىّ، محاصرا لى فى أماكن تواجدها التى أصبحت ملاذى ،اراها فيها رغم مغيبها عنى، ألمس مقعدها بأطراف أصابعى فتحترق جميع خلايا جسدى المتقد بلمستها ، تسير فى جنبات روحى تكوى أضلعى الثائرة الشوق إليها، أجلس فيغيب بى الوقت أذهب فتأخذنى أرجلى إلى نافذتها لعل وعسى ، مع علمى بعدم وجودها ولكنه الأمل ،أسير فى شوارعها واغادر إلى أرصفتها ، وأبحث عن مركبى لعله لم يغادر ميناء شطها ،
أعود إلى أوراقى كى اذرف عليها سخطى ، فأرى ابتسامتها وهى تستمع إلى صافية كالسماء بعد ليلة غيم ،فما هى إلا أوراق اهدتها لى وقلم يصاحبها ومنديل تمسح به دمعة شوق إليها ، الأن هى كل هؤلاء تحوطنى بعطرها وملمسها الرقيق لحاجياتى ، حتى دوائى هى من تقبله فتضيع مرارته من حلقى،كم أشتاق اليها وهى الأن صورة لا تمحوها الأيام ولا يثنينى عنها كل هؤلاء اللاتى عرفتهن بعدها فمن قبلها محتهن، ومن بعدها صرن صور لها منسوخة ،يتقلبن فى مدارات يتقابلن عند نقطة ويفترقن عند النقطة التالية فلا أتأثر بهن ولا يؤثؤن بى ، وعند كل نقطة وأخرى أجدها واقفة تنتصف الطريق فتغادر تلك إلى مغيب وهذه إلى فناء ، يا لك من أمرأة بكل النساء ويا لى من حبيس فى فضاءك الذى لا ينتهى ، فعذرا من تكتبون عن الحب فقاموس الترجمة لا يعى معنى حبى لها