اليوم السادس من أكتور العام 1973 بعدة بثمان شهور ولدت استغرقت اعواما حتى سمعت بهذا اليوم،أول ما ترائى إلى سمعى هو ما يبثة التليفزيون بقنواته المحليه عن ما قام به جنودنا البواسل من تحطيم اسطورة خط بارليف وكيف تمكنوا من توجيه الضربات العسكرية المتتالية حتى افقدوا العدو توازنه فى خلال ست ساعات
كانت تدمع عيونى مع نشيد بسم الله الله أكبر بسم الله ، وأغانى النصر العظيمة ، تمنيت أن اولد قبل أعوام حتى يتسنى لى الأشتراك فى هذه الملحمة المصرية العربية الجليلة.
تنقلت بين أفلام ماجدة ومحمود ياسين ( العمر لحظة والرصاصة لا تزال فى جيبى ...وغيرها تلك الافلام التى لم تتغير حتى الأن ولم تخبرنا بالكثير مما يحيكيه أبطالنا المشاركين فى الحرب .
اليوم وقد تعدى عمرى الثلاين عاما ومر على اعوام من الاحتفالات بحرب اكتوبر أجمع فيها معلومات أكثر عن بطولة البعض وعن تضحيات الجنود وعن معاونة بعض الدول العرب وما تلا ذلك من معاهدة السلام التى يرفضها من يرفضها ويؤيدها من يؤيدها .
أنظر إلى حال الدول العربية فى هذه الفترة فترة تواجد العدو المشترك الذى ما زال قابعا فوق صدورنا وأنظر إلى ما يحدث داخل القطر العربى من تفتت وتشتت ودموية لا تنتهى ومؤامرات وعيون وأحاديث الفضائيات وصور تقتلع القلوب من أماكنها ، أنظر خلف جدران السجون أجد أناس عاصروا ما قبل حرب 73 وعاشوا مأساةالشعب المصرى ومعاناته من الفقر والحاجة والذل وخزى الهزيمة فى 67 ثم أتسائل :
هل ما يجرى فى عروقهم هو نفس الدم الذى حارب فى 73 ، هل العدو الذى حاربناه توارى عن الأنظار فنسينا ما قاسيناه ، هل القلوب التى تمزقت ليال طوال بحثا عن أبنائها الشهداء فى الصحارى شملتها السكينة والهدوء فتحولت نحو الشعب لتنهب ما بقى له من عزيمة وكبرياء ؟
لماذا تتحول الطبيعة الأنسانية بين ليلة وضحاها من حال الشجاعة والقوة والعزيمة والمروءة والاقدام والتفانى فى خدمة الوطن ،إلأى أناس خلت قلوبهم من الرحمة والحب والعطف أو حتى الصدقة .
كيف لرجل نهبت أرضه وعبث بها عدوه ويتمتع بخيرها على مرئى منه أن يزيق أبناء وطنه الويل والذل والهوان ويريق دماءهم فى الطرقات ، كيف رخّص لنفسه ما حرمه الله من فوق سبع سماوات ؟
لماذا تحجرت القلوب فلم تلين
والحجر للأنهار مجرى
والدمع فى المآقى يبين
والدم للأرض مروى
ساحة النقاش