البيئة المائية

إعداد

الأستاذ الدكتور / حسين على السعدى

مقدمة

تزايد الاهتمام في موضوع البيئة عالمياً خلال الثلث الأخير من القرن الماضي لما له من أهمية في حياة الإنسان وما يحيط به من الكائنات الحية من خلال عقد العديد من المؤتمرات العالمية و الإقليمية التي يشارك فيها معظم دول العالم، فضلاً عن نشر البحوث و تأليف العديد من الكتب. إلا أن موضوع البيئة المائية لم يحظى بالاهتمام الكافي خاصة في الوطن العربي التي تفتقر له المكتبة العربية. لذا تم تأليف هذا الكتاب إغناءاً للمكتبة العربية، مما يعطي قاعدة علمية واسعة تكون عوناً للباحث و الأستاذ و الطالب في مجال البيئة المائية وخاصة ان الوطن العربي غنياً بالمسطحات المائية من أنهاروبحيرات وبحار.

يعيش الانسان وبقية الكائنات الحية التي تفوق المليوني نوع مختلف في البيئة ويتفاعل معها وتتاثر به وأنشطته المختلفة. ورغم ان اليابسة موطناً Habitat له، لكنه يحتاج الى المياه لحياته وحياة بقية الكائنات الحية بصورة مباشرة او غير مباشرة. لذا برز الاهتمام في دراسة البيئة المائية وما تحويه من احياء مائية مختلفة وتفاعلها مع العوامل اللاأحيائية المختلفة كالعوامل الفيزياوية والكيماوية .

ويشمل مصطلح البيئة Environment كافة العوامل اللاأحيائية والأحيائية المتفاعلة والمؤثرة في حياة أي كائن حي سواء كان هذا الكائن الإنسان او غيره من الكائنات الحية. ان دراسة الكائن الحي في محيطه ودراسة العلاقات المتبادلة بين ذلك الكائن ومحيطه تتضمن في الحقيقة دراسة الكائن او الكائنات الحية المختلفة في مكانها الطبيعي وعلاقتها مع جميع العوامل المحيطة بها والتي تشمل العوامل الفيزياوية والكيمياوية والبايولوجية. وانطلاقاً من هذا المفهوم يلاحظ بان البيئة لها ارتباطاً وثيقاً بالعلوم المختلفة الاخرى، حيث تتداخل دراسة البيئة مع فروع المعرفة الاساسية الاخرى كالكيمياء والفيزياء والرياضيات والحاسوب وعلم الارض وعلوم الاخرى.

ويعتبر الماء ركنا اساسيا من الاركان التي تهيئ الظروف الملائمة للحياة واستمرارها. وهو يشكل العمود الفقري لكل الفاعليات والانشطة بشرية كانت ام غيرها. كما انه الاساس الذي قامت وتقوم عليه المدنية والحضارة منذ فجرها إلى اليوم وإلى ما بعده .

الماء ضرورة للحياة ولبقاء الانسان إذ يحتوي جسم الانسان البالغ على 65:58 بالمائة من وزنه ماء. وفضلاً عن الحاجات اليومية فانه يستعمل للري وسقي المزروعات وتوليد الطاقة والترفية. ولا يمكن تصور قيام التنمية مهما كان نوعها بدون الماء .

وتشير الدراسات ان ازمة شحة المياه تعد اشد خطراً من ازمة الطاقة . ففي الوقت الذي يمكن فيه ايجاد بدائل للنفط ومشتقاته لتوفير الطاقة فانه من المستحيل ايجاد البديل المناسب للماء العذب. لاستخدامات البشر والكائنات الحية الاخرى كمصدر للمياه أو مصدر للرفاهية .

ولما كان من المتوقع ان يزداد عدد سكان العالم في بداية القرن الحادي والعشرين الى (1000) مليون نسمة فإن نتائج هذه الزيادة الكبيرة ستظهر للعيان في زيادة الطلب على الماء كما ان الاستهلاك الفردي للمياه هو الأخر في تزايد مطرد. بالإضافة الى ذلك فإن المتطلبات الصناعية للمياه يتوقع لها ان تتضاعف خصوصاً في البلدان النامية وعلى هذا الأساس يجب ان ينظر الى الماء على انه ثروة جديرة بالاهتمام لمنع وقوع مشاكل خطيرة ومحتملة كما هو عليه الحال في الدول المتقدمة .

لا تقتصر مشكلة المياه عند مبدأ عدم توفرها بالكمية المطلوبة وانما يتعداه الى احتمال تلوث هذه المياه بمختلف الملوثات . وكما هو معلوم فان الماء عندما يشوبه التلوث يصبح مصدرا خطرا على الصحة العامة ويفقد ميزاته التي تؤهله للاستخدام لشتى الاغراض .

وتركز البيئة المائية في الدراسات المائية التي تشمل النظم البيئية في المحيط المائي ويبقى دور الانسان عنصراً هاماً ضمن هذه النظم لانه يمثل رأس الهرم الغذائى والعامل الذي يقاس على اساسه الأهمية البيئية ودراسة مظاهر التلوث وسبل الحماية من خطورته .

ان المدخل التحليل الذي يتبعه علماء البيئة حديثاً يعد افضل بداية لتفهم البيئة المائية ودراستها . ويتضمن هذا المدخل توضيح تأثيرات المحيط في الكائن الحي وتفاعله معها ونشاطه وفقاً لتغيرات العوامل البيئية . كما يمكن تحديد العلاقات الاساسية التي تربط الكائن الحي ومحيطه ودراستها . فمثلا يمكن مقارنة الطحالب التي تعيش قرب المياه السطحية في المحيطات مع امثالها من الاشجار والشجيرات التي تعيش على اليابسة بالنسبة للعلاقات الأساسية . فخلايا ذلك الطحلب تستقطب الطاقة الضوئية من الشمس من خلال الصبغات الموجودة كالكلورفيلات Chlorophylls وغيرها وتعمل على تحويلها الى طاقة كيمياوية واستكمال العمليات الايضية Metabolism داخل خلايا الطحلب بعد الاستفادة من عوامل البيئة الاخرى كالغازات الذائبة والمواد المغذية وغيرها . وكذلك الاشجار والشجيرات من ناحية اخرى فهي تستفيد من الطاقة الشمسية ايضا وعوامل البيئة الاخرى كالحرارة والرطوبة وغيرها. والمثالان المذكوران من حيث العلاقات الاساسية متشابهان ولو ان هناك فروقات من نواح اخرى فمثلا تتعامل الشجرة مع الكائنات الحية الاخرى في الجزء العلوي (فوق سطح التربة) وعوامل بيئية معينة تختلف عن الكائنات الحية والعوامل البيئية المتواجدة تحت سطح التربة . في حين ان الطحالب لا يمتلك مثل هذه الاختلافات فانه يعيش ويتواجد مع غيره من الاحياء المائية في المسطح المائي وتتعرض لنفس العوامل البيئية .

وفي تحليل البيئة لابد من معرفة العامل المحدد factor Limiting حيث ان كافة الاحياء المائية تنمو وتتكاثر وتنتشر عند توفر العوامل البيئية الملائمة ولكن تتحدد تلك الانشطة في حالة وجود احد العوامل التي تؤثر في ذلك . وعلى الرغم من صعوبة فصل عامل واحد ليكون محدداً فقد يتحد اكثر من عامل لتؤثر سلباً في حياة ذلك الكائن او تحد من نشاطه.

وفي الوقت الذي قد يكون الماء عاملاً محدداً في بيئة اليابسة كما هو الحال في النباتات الصحراوية فانه أي الماء لا يعد محدداً في البيئة المائية.

المحتويات

الفصل الأول : المدخل

تعريف البيئة المائية

أهمية البيئة المائية

النظام البيئي

الدورة الهايدرولوجية

الصفات الفيزياوية والكيمياوية للماء

استخدامات المياه

الفصل الثاني : المناطق البيئية

أولاً : بيئة المياه العذبة

1 – المياة الساكنة   2 – المياه الجارية   3 – العوامل البيئية الأخرى    

ثانياً : بيئة مصبات الأنهار

أنواع مصبات الأنهار

صفات المصبات

إستجابة الأحياء لتغيرات العوامل البيئية

التـأقلم

ثالثاً: البيئة البحرية

مناطق البيئة البحرية

1 – منطقة المد والجزر

2 – منطقة الجرف القاري

3 – منطقة أعالي البحار

4 – المنطقة القاعية

5 – منطقة الشعاب المرجانية

الفصل الثالث : العوامل البيئية

المجموعة الأولى : العوامل اللاأحيائية

أولاً : درجة الحرارة

ثانياً : الضوء

ثالثاً : الملوحة

رابعاً : حركة الماء

خامساً : المواد والغازات الذائبة

سادساً : الضغط

سابعاً : الكدرة

ثامناً : طبيعة القاع

تاسعاً : المواد العضوية

عاشراً : الإشعاع المتأين

المجموعة الثانية : العوامل الأحيائية

اولاً : مجمعات المياه العذبة

ثانياً : مجمعات المياه البحرية

ثالثاً : مجمعات المصبات

تداخل العوامل

الفصل الرابع : تلوث المياه

مصادر المياه

الإستعمالات البشرية للمياه

تلوث مياه المناطق البيئية

أولاً : المياه العذبة وملوثاتها

ثانياً : المياه الجوفية وملوثاتها

ثالثاً : مياه البحار والمحيطات وملوثاتها

الأدلة البايولوجية لتلوث المياه

المنظمات الدولية ذات العلاقة

المعالجات

*** للإطلاع برجاء زيارة مكتبة الهيئة ***

إعداد / أيمن عشرى

إشراف / منى محمود

 

 

المصدر: دار اليازورى العلمية للنشر والتوزيع - عمان - الأردن

ساحة النقاش

مكتبة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

gafrdlibrary
عنوان الهيئة: القطعة رقم (210) بالقطاع الثانى-حى مركز المدينة-التجمع الخامس-القاهرة الجديدة- Email: [email protected] »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

2,455,421

اخر إصدارات كتب المكتبة