ترانيم داخل دائرة الصمت
عند رحيل الينابيع أستمطر الحزن مرعداً في صحاري العدم فإختنقت وجوه الذاكره المشروخة . فالأفاعي قد باتت علي هامات النخل لتعود الريح تولول في ردهات القصور الشائخة .الرجلا تعبت من الركض خلف توابيت الموتي. الرجال قايضت بالسيف العاجز عن ذبح طيور السماء. والعيون المقروحة الراقده في حضن الشمس قد جف بريقها وذبلت أزهارها. فالربيع الأخضر أمسي ببقايا من شتاء جائع مقترح في قبضة الليل الداجي. الخوف المترع بالقلق الحائر باع للنيل سكونه فكان السكون المهيب بعضاً من العزاء وبعضاً من الرثاء ...!!!
فالعصافير التي لم تكف يوماً عن البوح تسلقت أشجار مملكة الخوف تنقر بعجل في جدران الخوف عن كوه ضوء تحملها الي فضاءات الفجر المفضيه الي وطن الشمس عبر الطريق المدمي, تناثرت أحلام الغد في عشيات العدم بينما سماء تزرف مطراً أسوداً بلون الفحم الحجري كانت أخر أسراب العصافير العاشقة قد دفنت في وحل الإطماء.أحزانها القصيرة صاحت ناحت تشققت تضاريس حناجرها فالصوت النشاذ طوق أسوار المملكة المهتوكه البكاره. صوت الحب المجدول يفرح الليالي الناعمه الصوت لم يصل النبع فالإعصار إمتص الترنيمة المهوسه فأوتار الناي إحترقت في شفة النغم الطريد. والمقطع الاخير حروفه ارتسمت في وجه المسافات الممتده في عيون النهارات ظلالاً من أسي وأسئلة حائرة تبحث عن الطريق المفضي إلي وطن الشمس المخبوء تحت أغبرة الزمن القاهر فالليل الوطني تسرمد تحت اقبية العتمة والحلم الليلي بلا فجر فقد طال بقاء الليل !!
فالبرق كذوب أو ضرير والليل سرمدي بلا حدود والصباحات تحلم بغيمة يحمل هودجها الي فيوض الضياء .تظل شجيرات الحقد تقعدها من التحليق في فضاءات الأفق .شجيرات الحقد التي تربت علي الخناجر الظائمة أنامت أحلام الصبح علي مقبرة الصمت فإختفت بقايا الذكريات علي مداخل العيون التي جفت وإنطفأ بريق وهجها الملتمع.
تخثر نبض الكلام بطول بقايا الليل السرمدي وإنسدت عيون النبع وعلي قلب مستنقع الجدب نبشت أشجار الشوك المسموم مجوفه رخوه متقعرة . وعلي حلق الايام بعض من كلمات عجفاء ودخان منقوع يكحل عيون الأيام المصلوبة تحت قبة الأفق …
والي لقاء ,,,
ساحة النقاش