سأترك دمي ورائي
وأرحل .
سأترك للقدر كلمته ،
للغياب اشتياقه .
سأترك حقولا من غبار،
فليحصدوا سنابل الفراغ .
موت العالم
هناك ،
ضباب كثيف .
لا أرى شيئا خلف القنطرة .
اختفى النهر والغابة .
اختفيت أنا ،
لم أعد أراني في الشرفة ...
هكذا ،
يعلن العالم موته كل مساء .
موت أزرق
أيها الملاك الأزرق ،
تمهل .
أرى يدا بيضاء .
انتظر قليلا ،
ربما كانت تقصدني .
حيرة
لا أحب الموت ،
ولا تستهويني الحياة
فهب لي يا الله
رقعة شفيفة من السماء
لأواري هذا المابين .
بالما مايوركا
البحر هناك ،
والنهر هنا ،
فأيهما سأختار الليلة
لسرير الغربة ؟
ما يليق بالموت
جزء مني قد مات .
وما بقي لم يستوعب بعد
معنى الحياة ..
فهل كان أبي يدرك
- حين سماني عائشة -
أننا لا نعيش ،
بل نقضي العمر لاهثين
بحثا عن مكان لائق للموت ؟!
لم أعد هنا
ناديتكَ ،
ناديتكَ سنوات طويلة .
حين قلتَ : نعم ،
فقدت معناها الكلمات .
حين عاد الطائر،
كانت السماء قد رحلت .
ما لم أقله لك
حبال صوتي
من الصمت تعفنت .
أقصد الكلام الذي ،
أبدا ما قلته لك .
تسلية
في الطريق إليك
أسحق اوراق العليق
كلما سحقت قدماي واحدة
أن عصفور فوق الشجرة .
فكم عصفورا
صرعته قبل الوصول إليك ؟!
طرق
جربتُ كل الطرق إليك ،
أعرف ،
أنت أعمى
وأنا بلا بصيرة .
لا أتهم أحدا
أنا لا أبكي
فقط أتذوق ملوحة خيباتي
دون اتهام أحد .
الشاعرة : عائشة البصري
ساحة النقاش