قولي لهم قات مات!!
فراس حج محمد
إنْ جاءَكِ اليومَ الصباحُ
مُكَلّلا بالياسمينْ
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءكِ العطرُ الشّهيُّ
مفتشاً عن ظلّهِ
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءكِ الورد المُطعَّمُ بالندى
متبتلا في حبّه
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءكِ النغمُ الشفيف بلحنهِ
ليضمَّه في نوتة معجونة من بوحه
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءك الشعر المُحلّى بالبلاغة والصورْ
مُتعانقاً مع شمسهِ
قولي لهُ: "قد مات"
إن غردت فيروز في المذياعِ
عند السابعةْ
لرحيقها العذبِ
الذي قد كان يروي سمعهُ
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءكِ اللونُ اللذيذُ
بخمرِهِ، وبكأسهِ، بطقوسه
وبلذعة المرّ المنضد في الرضابِ
المستكنِّ برشفهِ
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءك الفنجان يبحث عن
جنون العشق في القهوةْ
عن نصوص الشعر في اللحظةْ
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءك الوقتُ المعدُّ لسهرةِ
الفرح السروقِ
مُعاتباً، ومُغازلا، ومشاكساً،
ومناضلاً، ومكابراً
قولي لهُ: "قد مات"
إن جاءك الحلم الجريء بليلك الماء
الصراحْ
بخليّة العسل
الكسيرةِ في المرايا المهملاتْ
قولي لهُ: "قد مات"
قولي لهم، ولكلّ ذاكرة حديثْ،:
"بأنّ سيّد وقتنا وحبيبنا
وجميلنا وعشيقنا وغريمنا
من كان يكرهنا، ويحبّنا
يلاوعنا، فيشقينا
وأحيانا يهنينا
وبالأوهام، والأحلامِ والدفلى يغطينا"
قولي لهم: "قد مات"!
قولي لكلّ خليّة في الكونِ،
ذبذبةٍ، وأغنيةٍ، وساقيةٍ، وأنثى:
"بأنّ الشاعر المحمومَ في آماله
متكاملا مع ظله
هو راحل مع سرّه
وبوهمه قد ماتْ
قولي لهُم: "قد مات"
فما شكل الصباح بدونه
يا ليتهُ...
ويلاه يا ويلاه يا ويلاه
يا ليته ما مااااااااااااااااااتْ!!