رثاء الذكريات
فراس حج محمد
ولست أذكر إلاكِ معمعة السؤالِ المرِّ
منساب الألمْ
ذكريات مؤلماتْ
من بين التفاصيل القتيلةِ
وانمحتْ
ولم تعدْ تحت الطلبْ!!
مرجلا كانت فصادرها الغيابُ
ولم تعد كنز الكتابة والطربْ!!
نحاولُ استرجاعها كي تقتل الأحزان فيها
فيقتلنا العصَبْ
نشقى من الألم الوجيبِ،
مرددا خفقَ العُصابٍ
هي هكذا تحبو على أناتها،
تسقي سطورا في كتابْ!!
لم يَبقَ لي منها سوى مر التذكر والعذابِ
مرتلاً في لحن جرحٍ فاغرٍ في الأسئلةْ
عتبت عليّ فجردتني من تحدُّر سيلها
وبأن لي في الغيب غيرَ طيوفها
فأدار لي قلبُ المحبِّ متونَ ألوان اللغةْ
وصرت عبئا جارحا، يسعى إلى نهل السرابْ!!
جاءَ الجواب معاتبا تلو الجوابْ
لا ذكرياتٌ بيننا!!
فاغتربنا عن شقاء الأخيلةْ
لتعود تحسو الكأس علقمة الشرابْ!!
فلست ذاكرةً تربّعُ في جنوحي
ترسو في ارتيابْ!!
جردتني كلَّ شيءْ
من سطوري الواهيةْ
من ذلك المكتوب
في سطرِ الغيابْ
ويقول فيه القلبُ كلَّ ما يبغيه،
أو يعنيه، أو يرديه، أو يشقيهْ
ضدَّ الليلِ والغربةْ
ضدّ الهجر والنكبةْ
ضدّ تشنُّج اللعبةْ!!
وضدّ الذات تطحنها شقيات الحرابْ!!
هِيَ لم تعدْ كما كانتْ تُطلّ على المساءِ
كزهر فُلْ
مصحوبا على صوتٍ من "الإحساسْ والطيبةْ"
مثلما صدح المغني في تلافيف السمرْ
هي لم تعدْ تحدو أغاني العشقِ
تبدلتْ ألحانها
لتموت ألحانٌ ويحضنها الخرابْ!!
هي لم تعدْ ذكرى ككل الذكرياتْ
سفحت ورودي الحائراتْ
سمعت وساوس قاتلةْ
فأودعت تباريح الصّبا المشتاقِ
نوح الناعياتْ!!
يا لتلك الذكرياتْ!
يا لتلك الأمنياتْ!!
صورٌ وأسئلةٌ وبعض هوىً
وترديد الأغاني الهائماتْ
تبكي علينا كل صبح أو مساءٍ
في غيومٍ باكياتْ!!
وتلبّستْ وتيبّست لغتي
على صهيل الموتِ تندبُ ما تلاشى
من غبار الذكرياتْ!!
لم يبق لي مثلَ خلق الله ما تولد من جنونِ السردِ
في عزّ التوله من جميل الذكرياتْ!!
هي قسوةٌ أنْ صادرَتني بعضَ روحي
كيْ أسافرَ في غيابي المرِّ
يقتلُ مهجتي ليلٌ طويلٌ جارحٌ وثّابْ!!
أخَذتْ بقوتها الشفيفةِ كلَّ ماضٍ
وانتهى الشعرُ "مضحوكاً عليْهْ"
طفلا تداعبه الأماني الساذجاتْ!!
أرثي البراءةَ ذكرياتٍ في تقاسيم
اللحون الكافراتْ
فعلا صليب الحبّ
مقتولا على خشب المواتْ!!
كم كنت مرتابا!
وما نفع ارتيابي
بعد أن فات الفواتْ!!