رام الله- مقهى حنظلة:
أبو الحروف [*]
حسن عبادي| رام الله- حيفا
التقينا اليوم لنحتفي بإطلاق وتوقيع ديوان "على حافّة الشعر: ثمة عشق وثمة موت" للشاعر فراس حج محمد؛ دعونا بداية نقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء .
جاءت قصائد الديوان في خمس مجموعات؛ "من غمسة الريشة"، يتحدث فيها الشاعر عن الشعر والإلهام. "مُنَمْنَمات"، تناول فيها قضايا فكرية وجمالية وأسطورية. "إللّات: محاولة في القفز على حواجز اللغة"، "قصائد إلى صوفي"، "في مديح النهد"(حلماتُكِ النشوى أجلُّ وأمتعُ من زهرةِ الرمّانِ)، "في حبسة الكوفيد التاسع عشر" تحدث فيها فراس حول الهواجس الذاتية والعامة خلال الحجر الصحي في فترة انتشار فايروس كورونا.
* كتب حول الديوان: "القصيدة لدى فراس سريعة الاشتباك وسريعة الاشتعال والإشعال، تواجه وتشتبك، بحمولة لغوية وتصويرية قريبة ولكنها مفاجئة، عادية ولكنها صادمة إلى حدٍ بعيد".
وجد في قصائد الديوان جرأة عالية، وقد تكون غير مُسْتَحبة، وقد تلامس تابوهات متعددة، وقد يكون في ذلك بعض حق، ولكنها تعبق بجمال خاص يشفع له.
أدعو الدكتور أحمد رفيق عوض، وهو غني عن التعريف، ليحدّثنا عن جماليّة جرأة فراس الشعريّة.
* كتبتُ في حينه قراءة حول الديوان وتناولت ثلاثة محاور:
أ. الإهداء.
ب. حضور النبيذ والخمرة في الديوان.
ت. متلازمة حرف الفاء.
وحين التقيت الصديقة صفاء أبو خضرة في إربد، على هامش حفل إطلاق "رنين القيد" للأسير عنان الشلبي، قالت لي مرحّبة: "شو أخبار صاحبنا أبو الحروف؟". كان بودّها مشاركتنا الندوة لكن تعذّر تواجدها معنا بسبب موبِقات الاحتلال فبعثت ببرقيّة تقول فيها:
"أبو الحروف":
سعدتُ بدايةً بوصول ديوان "على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت"، ليديّ في الأردن هديةً من الشاعر الصديق فراس حج محمد، وقد تآمرتُ مع الصديق حسن عبادي على شاعرنا ونعرفُ مسبقاً سعة صدره وتقبلهِ لدعابتنا بأن أطلقتُ عليه أبو الحروف...
الشاعر فراس له قدرة عجيبة على تقمّص الحروف... كأنّ كل حرفٍ امرأة بكاملِ غيمها ومطرها وهو بكل تفتّحهُ اللغوي يدهشنا بتنقّله من حرف إلى حرف كأنّهُ تلك النحلة التي تلتفّ على أجمل الزهرات وأكثرها شهداً ليجمع لنا عسل الشعر...
لك مني فراس أجمل التحيات وها صديقي حسن سيكمل مسيرة الدعابة مع حروفك.
(مقتطفات من حروف فراس)
حرف ف (ص 42)
إلى الحروف الخمس (ص 62)
(ش.ح) (ص 97)
السيدة واو (ص 124)
ف. ن (ص 234)
* محمد دلّة:
كتب عنه صديقي رائد الحواري: "محمد دلة كالنبع المتدفّق، الذي يُثرنا بمشاهدته، ويمتّعنا بجماله، ويدعونا لنرتوي منه، فنحصل على ماء عذب، يُنعشنا، وعلى مشهد جميل، يُمتعنا، وعلى إحساس بالشبع، الشبع المادي من خلال الماء، والشبع الجمالي/ الروحي من خلال مشاهد النبع ".
أدعو الشاعر الناقد محمد دلة ليُمتّعنا ويشبعنا ببعض ما عنده حول الديوان، وهو يتقمّص قبّعة الناقد.
* فراس:
تُسعدني وتحفّزني مشاكساته، أحبّ استفزازه بين الفينة والأخرى، وأعشق شفافيّته وجرأته، ورحابة صدره.
وشهادتي فيه مجروحة.
المنصّة لك عزيزي فراس، ولكن قبل أن تبدأ بالحديث، لا بدّ من اعتراف؛ أحب قراءة الشعر على أنواعه ومدارسه وأوزانه، النثرية والعاموديّة وما بينهما، ولكن يبقى لسماعه رونقًا وجماليّة إغرائيّة تزيده عطراً، تعطي الكلمات مذاقاً وبعداً آخر، تجعلني أسبح في بحر الكلمات، أتذوّقها وأستوعبها وأفهم صاحبها أكثر وأكثر. فخذ بالحسبان أن تُتحفنا ببعض من إلقاءاتك، بدل التنظير.
زرت باريس عدّة مرات؛ وفي كلّ زيارة لها أتجوّل في مراسمها ومتاحفها؛ وهناك لوحة شدّتني بشكل خاص، لوحة أسطوريّة من مواليد 1788 للفنان "جاك لوي دافيد" بعنوان "باريس وهيلين"، مررت بها مرّات عديدة، وقفت أتأمّلها ساعات طويلة، وحين قرأت "رسائل إلى هيلين" (ص 222 في الديوان) تخيّلت فراس مختبئاً خلف الستارة يتنصّت لهما. بادرت زوجتي سميرة باقتناء نسخة من اللوحة هديّة لفراس.
حبّذا تسمعنا بعضاً من القصيدة...
وأخيرًا؛ أبارك لفراس هذا الإصدار، وأبعث من هنا برقية إلى فائك وأقول لها: زيديه إلهامًا يا فاء الفراسيّة.
[*] عرافتي في حفل إطلاق الديوان يوم السبت 18.03.2023 في مقهى حنظلة الثقافي/ دار الرعاة/ رام الله