فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

authentication required

العشّاقُ مرضى دائماً

[لا أتفهَ من عاشقٍ احترقتْ بصيرتُه، ولا أحقرَ من أن تشتاقَ لامرأةٍ هجرتكَ دونَ سببٍ وجيه] فراس حج محمد| فلسطين

العشّاق مرضى كالشّعراء تماماً

لا فرق بينهما

إلّا بوحيٍ لطيف يداهم الخيالَ

ويستريح على رؤوس الجنون

 

العشّاق يتخيّلون الماء النازف في المطر

طقسَ تعميدٍ مقدسْ

فيغرقون في انهمار الضوءْ

ويستلقون على جنوبهم لاهثينْ

 

العشّاق يصيبهم مع الزمنْ

داء الشفاء من الشفاءْ

ينتقلون في أبراجهم العليا وأمزجتهم الأرضيّةْ

ويستغلّون الفراغ الناعم بينهمْ

 

العشّاق يتبجّحون بأنّهم أطفالُ الزغب الأبيض

وبأنّ أغنياتهم ما زالت تشرب من نهر عذبْ

مقتنعون بأنّ داخلهم عابقٌ كالنسيمِ

كفيروز القهوة الصباحيّة عند السابعةْ

 

العشّاق توهّموا يوماً

بأنّ الله أعطاهم رحيق الفردوس الأعلى

فصادقوا الملائكةَ ورجموا الشياطين

فألبسوا النساء عطوراً وزرعوا عيونهنّ رياحينْ

العشّاق يكتشفون عند المحطّة الأخيرةِ

كم كانوا مصابينَ بداء الكلَبِ المسعورْ

يمزّقون الوقت من أجسادهم دونما نهاية

ويكتشفون كم كانوا كلاباً نابحةً في الطريق الطويلة دون أن يعبأ بهم أحد قبيح أو مشوّه

 

العشّاق يكتشفون كم كانوا شعراء يوماً

وكيف أصبحوا سياسيّين فاشلين على موائد الانقضاض غير الرحيمةِ التي تقتات جلودهم كلّما فتح القلب مساحيق الحنين المستبدّةِ بالخفايا

 

العشّاق يكتشفون كم كانوا حقيقيّين مثل الوهمِ

مثل الشعرِ

مثل الماءِ

مثل الأغنيةْ

مثل كلّ شيء عدا أنّهم

مدجّنون وخائبون 

مثل حيوان أليفٍ آلفَ الذلّ فتمدّد واستراح لركلة الرِّجْلِ الخفيفة بابتسامتها الغريقة بالبرَد

 

العشّاق مُفَتَّتون في النواصي الخاطئةِ الكاذبةْ

أبيضهم كشيء ليس أبيضْ

وحُبَيْباتُ اللقاح في كلّ لقاءٍ عارية الحرارةْ

فالعشّاق ليسوا بأكثر من خلايا عفنة

يسيل منها القيحْ

تخصفُ في خجلْ

 

العشّاق مثل "الكافرينَ" الآخرينَ.. منافقونْ

"يفعلون ما لا يقولونْ"

ويختبئون في تلك الظلالِ المعتمةِ

ويحتلمون بالغيمة القاحلة

فيموت أمثلهم كأمثلهم طريقةْ

يموتُ أنبلهم عطشْ

 

العشّاق منمّقونَ.. مزخرفونَ

وخارجون عن الحدّ الطبيعي للمجاز

وداخلو قلبٍ النبات بلا إذنٍ من الغربةْ

ومدجّجون بالاصطلاحات البعيدة في اللغةْ

لكنّهم لا يعرفون الحدّ الفاصل بين كلّ محارتينْ

 

العشّاق صنّاع أشرعةٍ بلا بحر ولا موج ولا ريح وعاصفة وسدّ

العشّاق مجداف قديم قد تكسر في كلّ طلعةِ سردْ

العشّاق لا ينفصلون عن الريح وعن متن القلقْ

العشّاق مثل الوقت، يلتهمُ الانتظار قلوبهم

ويبتكرون التصالح مع جنينٍ ميّتٍ

لا يختلفون عن الرملِ سوى أنّهم أقلّ تماسكاً 

وتناظراً في الزوايا القائمةْ  

 

العشّاق مفتونون وفتنتهم بلا حدٍّ

وليس لها حرسْ

سيظلّون مصابين بداء الداء

صرعى بالكلَب

يتصوّرون الماء يخلو من الأكسجينْ

ويلهو بتكتكات الريح شيءٌ من هربْ

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 230 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2022 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

722,559

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.