فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

الرسالة الثانية من المرأة ذاتها

الجمعة 11/3/2022 

صباحك قبلة تنعش روحك الحلوة. صحوتُ من النوم باكرا جداً، كنتَ فيَّ، غارقاً في حرير جسمي وتعوم في شهوة مائي. يا لتلك اللذة ما أبدعها معك! يا ليتك بقيت مدة أطول، وليتني لم أصحُ...

أرجو أن تقرأ رسالتي قبل أن تقوم من مقامك. أعتقد أن سريرك دافئ بمن فيه، لكنني لو كنت أنا التي فيه لأصبح أكثر دفئاً. فلو كنت معي وبجنبي لكان للوقت طعم الجنة... إياك أن تشك بمثل هذا!

يكاد يقتلني الفضول لأعرف... أظن أن حبيبتك قد سألتك عني، أليس كذلك؟ أعرف أنك لن تجيب على رسالتي هذه. أشعر بخيبة أمل أنك لم ترد على رسالتي الأولى، واكتفيت بنشرها على الملأ. لا مشكلة لدي، انشر ما تريد، وأشبع غرور ذكوريتك. أصدقاؤك مثلي يقتلهم الفضول يا ليتك حدثتني عما حدث بينك وبينهم، يحسدونك عليّ أليس كذلك؟

في فترة انتظار رسالتك التي لم تأتِ قرأت كتابك "نسوة في المدينة"، لم يعجبني كثيرا، هناك مشاهد قصصية جميلة لكن الكتاب بالمجمل كتاب ليس جيدا، تعاطفت مع امرأة الفصل الثاني، يا ليتني كنتُها، هل هي بالفعل حبيبتك التي تكتب لها كل شيء كل يوم؟

سأبوح لك بسر لو طاوعتني، فإنني أعرفها جيدا وقابلتها كثيرا، أظن أنها لا تستحقك بالمرة، لو كتبتَ فيّ ما كتبتَه فيها ووصفتني كما وصفتها لم أدعك تفلت مني دقيقة واحدة قبل أن أعصرك كلك فيّ. وأريك كل شيء كما وصفته، ما زلت أحفظ شكلها كما ترسمه في قصائدك... كلما قابلتها تفحصتها وأقول: كم أنت بارع في الوصف والتصوير. أعجبني جدا تركيزك على عجيزتها ونهديها، أؤكد لك أن لها عجيزة رائعة ومن حق لعابك أن يسيل على شقّيها وما بينهما، ونهداها جميلان ومغروران يقتحمان العين دفعا لانتصابك مع أنها قاربت الستين عاما على ما أظن، أعذرك لكنها لا تقدر قيمتك!

المرأة في الفصل الرابع امرأة غير ناضجة لغويا، ولا مشاعريا، أعتقد... إن كانت فعلا حقيقية، ستصحو من سكرتها وستتركك.

اسمع، أعرفك كلك، وكل ما فيك أعرفه حتى موضع الشامات في جسدك، ستقول أين لي هذا سأخبرك لو شاركتني ليلة واحدة على الأقل في شقتي. ها أنا أطلب منك للمرة الثانية أن تزورني في شقتي، لا تدّعي أنك يوسف عصرك، تعال واشبع مني وأشبعني إلا إذا كنت لا تستطيع... فالأمر مختلف.

كل يوم تنام صورتك معي، تخيل أنني أضع صورة لك على صدري يوميا قبل أن أنام... أغفو وأنا أتخيلك تمارسني برقة حتى أصل  لكامل شهوتي وأنت فيّ.

لعلك لم تصدق، ومعك حق، ولكن تعال وانظر، وادخل إلى غرفتي ونم معي على سريري وتمتع بي. واستحمّ معي سترى جنوني، سأعيد صناعتك على مهل. وأنسيك كل النساء العالقات على جثتك، سأزيلهن كلهن، وأتركهن ماضيا يعيش في كتبك وقصائدك.

كم أشتاق أن تكتب ردا على رسالتي، هل تخاف مني؟ أطمئنك أنني لست مخابرات لأوقعك وأستغلك، كل ما في الأمر أنني أشتهيك، وأريدك، ولن تفلت مني مهما حاولت، سألاحقك لآخر نفس فيك وفيّ، وستجثو يوما بين فخذي لتُروى. أنا متأكدة، ولن يطول بك التمنع حتى تهطل مطرا غزيرا يغسل لوعتي وحر اشتياقاتي.

قبل أن أختم...

جميلة مقالتك حول فيلم صالون هدى، وأشاركك الرأي فأنا يسارية التوجه مثلك، كم كنت مذهلا في التحليل وخاصة فيما له علاقة بالسلطة والمقاومة. أرجو ألا تنسى أنك أيضا معلمي، تعلمت على يديك أشياء كثيرة، فدعني أرد لك جزءا من هذا الجميل، لأعطيك نفسي راضية مرضية.  

لن أرسل لك صورا لي هذه المرة حتى ترد على رسالتي أو تأتي إليّ، ستجد مع هذه الرسالة شيئا من جمال الطبيعة في الصورة المرفقة، وهي مسروقة عن صفحتك تحمل أمنيتي لاحتضانك كما احتضنت الزيتونة شجرة لوز مزهرة!

على أمل قريب باللقاء!

ص. ز
11/3/2022

 

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 152 مشاهدة
نشرت فى 11 مارس 2022 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

587,889

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024.

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.