#ليتنفس_القلم
ديوان: وشيءٌ من سَرْدٍ قليل "فراس حج محمد"
بقلم: جمانا العتبة/ ليبيا
"كوني الفوضويّة
كي يعيد العالم ترتيب النّظام الدّاخليّ"
ديوان يدهش القارئ ويعمل على وقوفه محتارا فيما يقرأه .. ليسأل ذاته هل هناك ديوان بقوة هذا الديوان ..
فقد استطاع قلم الكاتب فراس ان يصل بالقارئ لأبعد مسافة في الشعر .. فلم يكرر اي وصف في ديوان كامل .. لم يكرر اي تصوير .. قلم استطاع ان يحلق لأبعد من السماء في الكلمات والتصاوير اللغوية
بيت واحد قادر ان يعطي القارئ قوة لغوية وتذوق عال للأدب.. فحينما يكتب:
أحتاج كلّك في كلّي وأكثرْ
أحتاج كلّك إذ ينمو بكلّيَ يكبرْ
هنا فقط يصل القارئ ليقين بأن هنالك لغة في اللغة..
ديوان للحب خلق حبا آخر.. وأبعاد أخرى للشعور بمتعة القراءة.. فكتابة الحب تحتاج لقلم يجعل من القارئ عاشق.. يمارس طقوس عشقه عبر كلمات وسطور أبيات شعر كتبت بصدق عاشق يلامس شغف كل محب... وهل هناك أجمل من عاشق يبعث فينا لغة جديدة للحب؟
في كل مرة اختار بعضا من الأبيات ليتذوق القارئ طعم الحلاوة في فنجان قهوة مرة.. ولكنني أحببت أن أشارككم بعضا مما خطه قلم الكاتب.. وأعمل أن يتزين فنجان قهوتنا الصباحية كل فترة بقصيدة من قلم جعلنا نتنفس اللغة والعشق معاً.
من قصيدة "خلق من بعد خلق"
تبدأ رحلة التّشكيلِ في الإعراب عنّي
أعرِف ما أعرّف من حضور الوقت منها
فالوقت يكمل دورتين بها
أكون ثانية بمساحة الساعةْ
من قصيدة "شهيّة فعل الأمر"
تعالَيْ مثل نهر جامح على شطّيْهِ مغتسلي
وتعمّدي طقساً تمرّد مثلما شئتِ يشاءْ
دون فلسفة أو كسرة من فكرة أو ربّما شيءٌ يؤخّرنا عن المضمون في كلّ ابتداءْ
من قصيدة "عبْدٌ أنا لــــولاكْ"
يا سيّدي الحبّْ
قم عن صليبكَ وانتشرْ
وانشر جناحك واحتدمْ
كُنْ قويًّاً
مثل حكاية وقصيدة وجديلة وقُبلة وحيٍ سمائيّةْ
كُنْ جامعاً وكنيسة ومذبح معبدٍ
وقربانَ صلاةْ
من قصيدة "أيّتها النّفوسُ ائتدمي"
كلّما أغُلق باب على عاشقينِ انفتحت منافذٌ ونوافذٌ
هبط القمرْ
وخفّفت الرّيح سرعتها
تعانق الغصنان في وضوح الضوءِ
والتحم الضّدّ مع أضدّاده
واغتمر الضياء ضياءه
وكلّ شيء مغتسلْ
من قصيدة "أنا جائــعٌ للسّرد"
أتأمّلُ الأفعالَ
كيف تنبُتُ في طرف الجملةِ منّي
تزدهي بخروجها على القانون
من قصيدنة "أيقونة حبّْ"
قبّليني
كي أفهم أنّ الثّورة ليست مؤنّثة فقطْ
أو أنّها مؤقّتةٌ على مزاجِ الخبراءْ
كي أفهم أنّ هذا الفكر طاغوتٌ يعود إذا ما لبسنا الظّلّْ
وناجينا السّماءْ
من قصيدة "يَصْنَعُني الخلودُ"
وتُنسي القبلةُ القبلةْ
كلّ ما في الحبّ فلسفة وأفعالٌ فريدة
الحبّ لا يدخل لعبة التكرارْ
لا يعرف العدّ والأرقام والآلة الحاسبةْ
مختلفٌ في كلّ ثانية ولهفةْ
حتّى النظرةُ لا تعرف كيف أضاعت نفسَها في نفسِها
*******
العبرة في الحبّ انفتاح المطلقِ الأبديِّ
موائدُ الحبّ فرائدُ اللحظةْ
فأوْلِمْ فرائدكَ الشهيّة تأتدمْ فيك الحياة الكاملةْ
فالحبّ ليس هذا الذي في القصيدةْ