فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

authentication required

"من يوقف هذا التناقض الحديث":

قراءة في كتاب "من قتل مدرس التاريخ" للكاتب فراس حج محمد

 بقلم: وفاء عمران محامدة

  يأتي كتاب "من قتل مدرس التاريخ" للكاتب فراس حج محمد- والذي يتكون من شقين، الأول مقالات مختارة تتعلق بحادثة مقتل مدرس التاريخ في فرنسا والسلطان عبد الحميد الثاني، والقسم الثاني أشعار كتبت في مدح الرسول ( صلى الله عليه وسلم)-  في وقت تعيش فيه الدولة الفرنسية أزمة التناقض بين ما تشيعه من مبادئ تتعلق بالحرية بكل أشكالها وبين ما تفعله من تضييق الخناق على المسلمين، فهم غير خاضعين لتلك المبادئ، فالمبادئ التي تدعمها الحرية الفرنسية هي تلك التي تدعو إلى المثلية أو ازدراء الأديان أو العري، أما غير ذلك فهو غير وارد، وتبذل لذلك حججاً واهية من محاربة الإرهاب، وليس كأنها دولة استعمارية قتلت ملايين الشهداء في الجزائر وشردت وقتلت الكثيرين في القارة الإفريقية.

 وللأسف يتبنى تلك الفكرة بعض أبناء جلدتنا من تحميل كل جريمة- ولو كانت شخصية- فكرا متطرفا في محاولة إقناع أن للإسلام دوراً في ذلك، فقد صدف أن دخلت في حوار على مائدة طعام مشتركة برفقة زميلات في العمل فتم الإشارة إلى ما حصل مع مدرس التاريخ باعتبار أن المسلمين يسيئون إلى الغرب. يومها قلت لماذا لا يتم اعتبار كل جريمة يقترفها مسلم هي جريمة ذاتية ولا يحملها الإسلام، لماذا يجب على المسلم أن يكون بلا كرامة حتى يعجب به من هم طغاة، مع أن المجتمع الغربي فيه سجون، وفيه قضايا جرائم كبيرة، أم أن سلاسل السفاحين التي قرأنا عنها ونسمع عنها مثل "زودياك" هي قصص خيالية، لماذا لا يتم تحميل مسؤولية ذلك للديانة، يقتل مئات المسلمين في الصين والهند ومع ذلك لا يقال عنهم "إرهابيون"، ويقتل الاحتلال مئات الفلسطينيين لمجرد الاشتباه فقط، ويعتقل الأطفال وتهدم البيوت وتسرق الأراضي ثم تعقد اجتماعات ومؤتمرات لمكافحة الإرهاب الإسلامي مع أن المسلمين لم يشنوا الحرب العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها ملايين البشر، ولم يكن لهم باع في صناعة الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا والنووية فلم يكن من ألقى القنبلة النووية على اليابان هو مسلم دفعته ديانته لذلك ولم يصنع المسلمون الأسلحة الجرثومية وينشروا الفيروسات، بل بالعكس هم أناس مسالمون اكتشفوا لاحقا كم هذا العالم مليء بالشر، ويشير الكاتب إلى اندفاع بعض الروائيين إلى تصديق مقولة الغرب مثل الكاتب واسيني الأعرج الذي أبدى رغبة في حضور حفل تأبين مدرس التاريخ الذي قتل على يد شاب شيشاني عندما قام الأول بعرض رسوم مسيئة للرسول من باب حرية التعبير، فيقول الكاتب " فراس حج محمد" في تعليقه على تلك المشاركة: "ليس الأمر بهذه السهولة وبهذا التبسيط المخل تاريخيا لم يصل المسلمون إلى هذا الوضع لأنهم عشاق دم وإرهاب وإنما هناك من يدفعهم ليكونوا كذلك، سلسلة الاستفزازات اليومية والإعلامية والسياسية لا تريد للمسلم إلا بالع شتائم وإهانات وإنسان مشارك بشتم الحضارة الإسلامية"، ولكن حرية التعبير تلك وقفت أمام الاساءة إلى ماكرون شخصيا والذي اعترض على نشر صورة مسيئة له، وقد يقوم برفع قضية ويكسبها ولكن ما الحكمة من نشر صور لنبي، وإذا فكرنا بمنطق من لا يؤمنون به فهو على الأقل إنسان انتقل غلى رحمة الله منذ ألف وأربعمائة سنة فلن يملك رفع قضايا ضد الاتهامات المسيئة بحقه والتي ليس لها مكان أو دليل، ويشير الكاتب إلى تعمد ترجمة الصحيفة تلك الرسومات باللغة التركية، ليردوا على السلطان العثماني"عبد الحميد الثاني"، فيلمح الكاتب إلى أن الحقد في القلوب لا يزول وأنهم لا ينسون فيقول: "وكيف ينسون وقد ضرب (غوروا) قبر صلاح الدين بعد قرون طويلة من موته وقال له( ها قد عدنا يا صلاح الدين) عندما دخل الفرنسيون سوريا في بداية عصر الاستعمار الحديث(1920م)"، فلماذا إذا ينكرون على المسلمين أنهم لا ينسون قادتهم ولا تاريخهم العريق وتنبري أصوات تتهموهم بالرجعية، وربما يكمن خوف القادة الفرنسيين من تأثير الإسلام على المرأة ففي مقابلة تلفزيونية أشار نائب أنه قيم الجمهورية تضرب فهناك عدد كبير من النساء يظهرن بملابس محتشمة وليس البكيني رغم أن ملابس القرن الثامن عشر تظهر بكثير من الوضوح الاحتشام في الملابس والتي كانت تغطي الجسم كاملا.

ومهما يحاول الجهلاء النيل من النور الذي سطع على الأرض منذ 1400 عام، فلا يمكن ذلك ذلك، لأن الشمس لا تغطى بغربال، ويقول الشاعر والكاتب فراس في مدح رسول الله:"

رضع الجهالة حاقد مأفون *** يصدى بفكر، قد علاه جنونُ

متطاولا في حجب نور ساطع *** شع البقاع فجاوبته حزونُ

خسئت ظنون العابثين بفكرنا *** هذا النبي معلم ومعينُ

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 236 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2021 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

725,480

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.