فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

الرسالة الخامسة والثلاثون:

هذا هو وعيُ الدّماء!

اللوحة: عاشقة للفنان عبد الهادي شلا (فلسطين)

الخميس: 3 كانون أوّل 2020

أسعدتِ حبّاَ أيّتُها الإلهةُ الوثنيّةُ الحُرّة:

هكذا فاضت اللغة على نحو مفاجئ لتكتب غوايتها بين أصابعي، وقد عشت معكِ وبكِ وفيكِ وعليكِ ليلة طافحة باللذة، يغمرني جسدك بعريه النقيّ الشفّاف. عليّ أن أخبركِ بما كان من هذه الليلة الممتدّة، جسداً يغرق في الوقت بلا حدّ، فإذا مشيت تحرّك الحجر، وانتصبت أغصان الشجر، وأنصتت العصافير لوشوشات رائحتك، وتمنّى الكون أن يكون لها وفيها، على صدركِ تسكن آلاف الرغبات، وفي وردتك تحيا آلاف الأمنيات، ومن حليبكِ تخلقُ ملايين الكائنات، وتتفتح بضحكتك الأزهار، وتتشبّع بشهوتك شهوة الإلهاتِ والحوريات.

يا لكِ من امرأة بحر لذة لا ينتهي وبركان شهوة لا عاصم منه إلّا به، كلّما اقتربتِ أكثر متُّ بجلال أشدّ، وكلّما ابتعدت عشتُ بجنون بلا حدود لمسافاته، قاتلة في الحالتين، ووحدي قتيلكِ بين تأوّهين.

أتخايلك في فضائي فراشة، وفي فراشي صرخة استغاثة، وفي القصيدة عصارة ماء، آية على وجه قمر، أغنية على ثغر شمس، ووشم على نهدٍ تبتلّ وانتصب، متّسعة كانبساط السهل، عالية كجبل، بعيدة كمغارة الراهب، قريبة كالهواء، سهلة كامتداد الأصابع، صعبة كارتداء المعاطف. تنفجر شهوتك كبركان وتهجمُ نشوتك كعاصفة، ثمّ تهدئين مثل لحن كمان!

تراودينني عن فمي المعطوب بالقبلة المشبعة المحتدمة، وتتأبّين عليّ في مساء مفخّخ باشتياق رؤيتك عارية كقطعة ماس مبتلّة بماء الشَّهوة الحارقة. فيا لله كم أشتاق رائحة فرجك. حلمت بك كثيراً، وتصورتكِ فيّ طويلاً، تحسّست جسمك كلّه، ردفيك العاليين بمهابتيه الفخمتين، صدركِ الفارهِ كصحن كنيسةٍ عالية، نهديك المتنبهين بحلمتين مولّهتين، متنك الممتدّ، بطنك وسرتك، وردتك المبللة، باطن فخذيك المكتنزين، ساقيك، نعومة ملمسك الطري، كل شيء فيك له انتفاضته الخاصة في دمي، شعرت بدفء أعضائك، بطعمك المتعالي عن الوصف، كان يجب عليك ألّا تغادريني، وأن تبقي معي، وأن تتركي ماءك يبلّل كلّ أعضائي، ويفيض في فمي، عَطِشٌ أنا، فارويني بكأسك التي تفور، وبلذّتك التي تثور، امرأة طازجة وممتعة، لكنّك أنت المرأة المؤلمة المجنونة، تضربين الأعصاب، وتغادرين المكان، لتتركي النار تنهشني والشوق يأكلني، ولا أدري كيف يمكن أن أستجمع نفسي وقد أصابها إعصارك هذا على نحو مهووس ومدمّر. بل كيف لي أن أرمّم نفسي بعد هذا العطب؟ وكيف سأعود أخضر ناضراً وأنا يتصاعد منّي دخان احتراقي بك؟

تراودينني اللحظةَ عن كلّ لحظة أخرى، كأنّك وقت للانتظار، تستولدين الشوق بعذاب عنيف الموج. أينك أيّتها اللّذة؛ لأقول لك بسذاجة الأطفالِ ووعي الدماءِ وبلاغة الشّعراء وانتفاضة اللغة "أحبّك"؟ فتعاليْ لنصنع شيئاً من هدوءٍ، ونحن نطفئ لهيب الشهوة في جسدينا المحترقين في نيران الانتظار. يكفيني ما حلمتُه بك، فالأحلام خائنة، ونهاياتها قاسية دائماً، فتعاليْ نصفَ عارية؛ لأكمل زينتي بلباس جسمك المشتهى أيّتها الدواة التي تفيض نشوة وسعادة. تعاليْ لتكتملَ الحياة، ولأرى منها وجهاً جميلاً بعد كلّ هذا الشقاء الذي أنا فيه.

بانتظارك لتشبع من جسدينا وروحينا اللذّة الكاملة.

المشتاق لك دوماً: فراس حج محمد

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 223 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2020 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

598,469

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024.

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.