روبيان المياه العذبة

روبيان المياه العذبة

يعد الروبيان بأنواعه المختلفة من القشريات التي تشكل احد مصادر الغذاء ألبروتيني للإنسان والحيوان معاً. يتمثل الروبيان بأنواع عديدة ذات مديات واسعة من التحمل البيئي فمنه أنواع تعيش في البحار والمحيطات (المياه المالحة ), ومنه ما يعيش في المياه العذبة وشبه العذبة (المويلحة) وفي كلا الحالين فان الروبيان يظهر انتشاراً واسعاً في معظم بقاع العالم.

تشير الدراسات إلى وجود ما يقرب من (150) نوعاً من روبيان المياه العذبة منها (50) نوعاً لها أهمية اقتصادية لما تمثله من مصدر أساسي لغذاء الإنسان والبعض منها (بحدود 15نوعاً) تستغل تجارياً في عملية التربية وبشكل خاص في دول جنوب شرق أسيا وأمريكا اللاتينية حيث يشكل الروبيان مصدراً مهماً للغذاء الغني بالبروتين الحيواني, والمياه العراقية البحرية والعذبة تذخر بالعديد من أنواع الروبيان حيث يشكل النوعان P. semisulcatus, Peanius affinis الأنواع البحرية السائدة, إما في المياه العذبة وبشكل خاص في مياه أهوار جنوب العراق فان النوع الأكثر شيوعاً حالياً Macrobrachium Rosenbergii والذي على ما يبدو انه ازدهر في السنين الأخيرة في المياه الداخلية العراقية.

لقد ظهر الروبيان من النوع المشار إليه أعلاه بصورة مفاجئة في أحواض التربية العائدة لمفقس اسماك الصويرة في محافظة واسط , وقد لوحظ لأول مرة من قبل الفريق البحثي للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية في بداية العام 2006, وكان بإحجام وإعداد تثير الاهتمام بالشكل الذي ولد دافعاً لدى الفريق البحثي لدراسة هذا الظهور للروبيان وبهذه الكثافة والحجوم والوقوف على إمكانية تربيته للاستفادة منه كمصدر غذائي أو كمصدر بروتيني في الصناعات العلفية.

لقد قام الفريق البحثي بعدة زيارات خلال سنتي (2006 و2007) وجمع عينات لإغراض الدراسة والبحث العلمي, وتابع من خلال العينات الوصف المظهري للنوع M . rosenbergii فضلاً عن مراحل دورة حياته المختلفة بدءاً بالبيضة وانتهاءاً بالحيوان البالغ.

تمت عملية جمع النماذج من أحواض مفقس الصويرة بواسطة شباك خاصة لهذا الغرض, وتم عزل الروبيان في أحواض بلاستيكية نقلت إلى مختبر المفقس. وتم عزل الإناث الناضجة عن الذكور وسجلت أوزان وأطوال معينة من أفراد المجموعة المصطادة وكانت بإحجام تؤشر إمكانية جيدة لتربية هذا النوع والاستفادة منه اقتصادياً. فقد وصلت القياسات بالنسبة للطول الكلي بمدى يتراوح بين (3,0-12,0سم) و أوزان تتراوح بين (1,5-4,5غم) وكانت معدلات الخصوبة المطلقة للإناث تتراوح بين (900-1200) بيضة.

ولقد وضعت الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ومن خلال فريقها البحثي خطة بحثية بهدف تربية هذا النوع وتنميته للاستفادة منه اقتصادياً.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ومفاده:-

(ما هو مصدر هذا النوع من الروبيان والذي لم يكن متواجداً بهذه الكثافة في المياه الداخلية العراقية)....( وكيف وصل إلى المياه العراقية)...

والإجابة عن هذه التساؤلات يمكن إن تتمحور حول الاحتمالين التاليين:

1. ضمن الخطة البحثية للهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية فقد تم جلب أمهات اسماك البني من أهوار المنطقة الجنوبية لغرض أقلمتها في أحواض المفقس بغية إجراء عمليات التكثير الاصطناعي ويحتمل إن تحتوي هذه المياه على بيوض للروبيان, ويمكن إن تكون هذه البيوض قد فقست في الأحواض خصوصاً وان طبيعة بيئة الأحواض تكاد تكون بشكل وأخر مشابهة للبيئة الأصلية لنوع موضوع الدراسة ويبدو إن ازدهار الإعداد والإحجام يعود إلى وجود قاعدة غذائية مناسبة من خلال تسميد الأحواض.

2. هجرة الروبيان من الأهوار إلى الأنهار ووصول إعداد لا باس بها إلى قنوات التغذية من النهر وبالتالي إلى أحواض المفقس. والاحتمال الثاني هو الأكثر ترجيحاً.

v وختاماً لابد من القول بان الهيئة بصدد انجاز خطة لدراسة الجوانب الحياتية لهذا النوع بالتعاون مع كلية التربية ابن الهيثم/ قسم علوم الحياة من خلال التعرف على معدلات النمو وعلاقة الطول بالوزن وخصوبة النوع وغير ذلك وبالتالي وضع قاعدة معلومات لتربية النوع والاستفادة منه تجارياً.

فراس مجيد جابك د. علي عيسى علي

رئيس بايولوجيين اقدم رئيس ابحاث اقدم

وزارة الزراعة

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

المصدر: كاتب المقال \ فراس مجيد جابك