التقت الأيادي بعد جري طويل توحدت نظرة الشوق بين العيون بارقة بالحب بدمع الفرح ولهفة القلب 
جلسا تحت ظل شجرة الليمون
أول شاهد على قصة حب لم ولن تنتهي يوما كانت الشجرة في وقفتها الطويلة عظمة وشموخ حب عطف وحنان 
ابتدأ الكلام 

بوجهه المبتسم وفرحته الظاهرة تكلم : 
_ لقد اشتقتك كثيرا
قالت :
_ وأنا أكاد لا أصدق بأني أراك أمامي الآن وألمس يديك 

_ يا ألهي أهذه انت أم أني أحلم 

_ بل هذه أنا .. 

_ كيف حالك يا ليلى
كلميني أريد سماع كل أخبارك

_ بخير يا قصي بخير المهم أنت تكلم أخبرني أني أحترق من لهفتي كيف حالك لقد خسرت الكثير من وزنك لماذا لا تأكل أأنت بخير 

_ الآن أصبحت بخير يا ليلى لا تقلقي سأعود لسابق عهدي وانت كالوردة المتفتحة ما أجملك يا ليلى وكم أصبحت الدنيا مشرقة عندما أتيتي
عانقته ووضعت رأسها على صدره وبكت بصوتها العذب 
ربت بيده على رأسها 
و قال :
_ لا بأس يا ليلى نحن مع بعضنا الآن
ممسكا نفسه و محاولا الترفيه عنها أكمل كلامه قائلا :
_ كم طال غيابنا على شجرتنا هذه
رفعت رأسها فمسح دموعها بيده قبلتها بشفتيها الصغيرتين وقالت :
_ منذ سفرك وأنا آتي كل يوم لأراها اجلس تحتها وأمنع أحدا أن يشاركني جلستي 
قال :
أما أنا فسأجلس
ضحكا ضحكة فيها ترتد الفرحة وتذهب عنهما دموع القهر والعذاب قال :
_ لم تنضجي كثيرا كما رأيتك في آخر صورة أرسلتها لي مازلت تلك الطفلة الصغيرة وجهك يبرق حبا كما أراه كل يوم يأتي من الأفق مشرقا ناصعا يعج بالحياة والأمل 

_ لقد مرت أربعة أعوام يا قصي وما يزال كلامك كأغنية جديدة تعزف ألحانها على أوتار قلبي لن أستطيع أن أعبر لك عن شوقي فلا دموع ولا كلمات تكفي

_ وأنت أيضا بقيت كلماتك كلها كالشعر الذي لطالما آنس وحدتي ونفض غبار الغربة عن قلبي آه لو تعلمين كم ساعدتني رسائلك ودائما ما تكون الرسالة منقطة بدموع الشوق كنت أرى وجهك في الرسالة وأمسح لك دموعك

_ كنت أكتبها وأنا أنظر لك في السماء أراك بها كالقمر أرى وجهه دون أن أستطيع لمسه
فأخر باكية من أشواقي و قلة حيلتي

_ لقد تعذبت كثيرا يا ليلى وأكثر ما كان يعزيني معرفتي بأنه لا بد لجسدي من لقاء روحه لا بد أن أعود يوما لك أنتي يا ليلى
لكنا الآن هنا وأنا واثق بجمال مستقبلنا كما جمال وجهك يا ليلى
اختلط دمع حزنها عليهما بدمع فرحها بكلامه الذي اعتادت سماعه حيث كان يمحي الأسى من أول حديثه بنهاية تسعدها فهو يخاف عليها ويفضل أن يكابر على آلامه من أن يقوله لها ويؤلمها به 
فقالت :
_ ماذا سيحصل لو قمت وقبلتك من شفتيك يا قصي 
أجابها :
_ صدقيني لن يحصل شيء سوى أن نار شوقي ستزداد اشتعالا وسأبادلك القبلة بقبلة لا تنتهي ولا تتوقف

ردت بابتسامة وشوق :
_ قد لا أمانع لست وحدك المجنون هنا
ضحكا قليلا وفرحة القلب أكبر من كبيرة صمت المساء ودخل القمر لسمائهما فتحول هذا اللقاء إلى جلسة رومنسية كلامها الصامت أجمل ما قيل بها ...

بقلمي فراس الأمين 
.............................

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 141 مشاهدة
نشرت فى 22 مارس 2015 بواسطة ferasalamin

أقسام الموقع

فراس خلدون الأمين

ferasalamin
شاعر عربي سوري »

عدد زيارات الموقع

24,750

ابحث

تسجيل الدخول

قمر إذا تغنى به الليل

فلي قصائد وأشعار