معوقات الإنتاج السمكى ووسائل النهوض بالثروة السمكية

نعلم جيداً أن كل إنسان يحتاج إلى مصدر هام من مصادر الغذاء وهو البروتين، والطريقة الأساسية للحصول على هذا المصدر هو البروتين الحيوانى المتمثل فى اللحوم، ولكن فى الآونة الأخيرة ظهرت لدينا مشكلة نقص هذا النوع من البروتين، ويعتبر الإنتاج السمكى هو الوسيلة الممكنة لسد العجز من البروتين الحيوانى وتعويض النقص فى اللحوم وهناك أسباب عديدة تدعونا للاهتمام بالإنتاج السمكى فى مصر حيث أن المسطحات المائية تزيد عن ضعف الأراضى الصالحة للزراعة وذلك بما نملكه من مصادر هائلة للنهوض بالثروة السمكية والمتمثلة فى المصادر الآتية

: مصادر الثروة السمكية فى مصر

المصادر البحرية: وهى مصدر للمياه المالحة (البحر المتوسط، والبحر الأحمر).
2- المصادر النهرية: وهى مصدر للمياه العذبة (نهر النيل، والدلتا، والترع، والمصارف).
3- البحيرات ومن أهمها (ناصر – قارون – المنزلة – البرلس – إدكو – مريوط – بور فؤاد – البردويل – الريان).
4- المرابى والمزارع السمكية والمتمثلة فى ( الرسوة - العباسية – برسيق – مطار النزهة).
5- مصايد أعالى البحار. وهناك سبب آخر يدعونا للاهتمام بالإنتاج السمكى وهو الارتفاع الرهيب فى الزيادة السكانية ومجابهة هذه الزيادة بالعمل على تنمية الثروة السمكية، وأيضاً ما تتميز به الأسماك عن غيرها من الحيوانات المزرعية الأخرى وأهم هذه المميزات هى:
1- أن الأسماك مصدر رخيص للحصول على البروتين، سهل الهضم، ولحومها تعمل على تقليل الكوليسترول فى جسم الإنسان.
2- ارتفاع الكفاءة التحويلية للأسماك.
3- يمكن للأسماك الاستفادة من المصادر البروتينية والغير مستهلكة بواسطة الإنسان، وذلك باستخدام المخلفات الناتجة من غذاء الإنسان، وبذلك فهى تنافس الإنسان على البروتين، وأيضاً تعتبر الأسماك إحدى عوامل إعادة دورة البروتين.
4- الأسماك لا تتنافس مع إنتاج المحاصيل فى الحصول على المياه، حيث أنها تستخدم المياه العذبة أو مياه الشرب (25:20 % ملوحة) فى أحواض أو مسطحات مائية صغيرة وهذا يساعد على زيادة إنتاج الأسماك.
5- الأسماك من ذوات الدم البارد، فهى تحتاج إلى طاقة أقل من الدواجن وذلك للمحافظة على ثبات درجة حرارة جسمها.
6- الأسماك أكفأ حيوان يعطى زيادة ملموسة فى الوزن وأكفأ حيوان يستفيد من الطاقة الموجودة فى الغذاء.
7- الأسماك يمكنها الاستفادة الكاملة من البروتين المقدم لها فى الغذاء فى بناء الأنسجة، وإنتاج الطاقة عن الدواجن وفى الحقيقة يرجع قلة الإنتاج من الأسماك فى مصر بالرغم من كثرة سواحلها واستيرادنا للأسماك من الخارج لسد العجز من البروتين الحيوانى إلى العديد من المعوقات الآتية

معوقات الإنتاج السمكى

1- نقص العمالة والكوادر الفنية المدربة فى الاستزراع السمكى.
2- نقص البنية الأساسية وخاصة فى مجالات النقل والتخزين والتبريد.
3- عدم توافر بيانات دقيقة عن الإنتاج والمخزون السمكى.
4- نقص كفاءة وحدات الصيد.
5- عدم الإهتمام بالبحوث العلمية المرتبطة بإنتاج الأسماك.
6- القصور فى تطبيق التشريعات الخاصة بالصيد والحد من التلوث حيث:
أ- يتم إلقاء مخلفات المصانع والصرف الصحى فى البيئة المائية.
ب- انتشار أساليب الصيد البدائية، والصيد الجائر، حيث يتم الصيد بشباك ذات فتحات ضيقة حيث تستنزف الزريعة.
ج- الصيد فى فترة تكاثر الأسماك.
د- غزارة عمليات الصيد طوال العام.
7- عدم ملائمة طبيعة قاع المصايد البحرية المصرية لعمليات الإنتاج السمكى وعدم ملاءمتها لشباك الجر وذلك لعدم استواء القاع وكثرة الصخور بها.
8- ضيق الرصيف القارى: وهو تلك الرقعة المحصورة بين الساحل البحرى وحتى عمق 200 متر.
9- نقص الخصوبة الطبيعية، والأملاح المعدنية فى المصايد البحرية.
10- عدم وجود تيارات صاعدة للمياه المصرية وبذلك تقل كمية العناصر المعدنية فى البيئة المائية للمصادر البحرية.

وسائل النهوض بالثروة السمكية

للنهوض بالثروة السمكية فى مصر، يستلزم الأمر التغلب والقضاء على المسببات التى تعوق الإنتاج السمكى وذلك عن طريق
1- تدريب وتكوين جهاز للإرشاد السمكى، يشتمل على كوادر بشرية مدربة تقوم بإمداد المزارعين السمكيين بالتوجيه والمعلومات الضرورية فى مجال الإستزراع السمكى ويكون حلقة وصل بين المزارعين ومراكز البحوث السمكية.
2- التوسع فى إقامة المزارع السمكية فى الأراضى البور الغير صالحة للاستزراع النباتى.
3- تشجيع المزارعين على الدخول فى مجال استزراع الأسماك ومدهم بالمساعدات المادية والفنية وأساليب الاستزراع الحديثة ومستلزمات الإنتاج.
4- العمل على إنشاء المفرخات السمكية الصناعية لتفريخ أسماك البلطى والمبروك والاسماك البحرية تمهيدا للاعتماد عليها بدلا من الطبيعة.
5- إنشاء محطات لتجميع الزريعة من مصادرها الطبيعية وتكون مجهزة، حتى يمكنها ان تقوم بمد المزارع السمكية بزريعة الأسماك البحرية كالبورى، والدنيس، والقاروص بعد تحضينها داخل المحطة لتصبح فى حجم الاصبعيات لتقليل نسبة النفوق ويكون صيد الزريعة محدود حفاظا على المخزون السمكى.
6- العمل على استنباط، وتهجين، واستيراد سلالات من زريعة الأسماك الخالية من الأمراض، وتتميز بسرعة النمو العالية وإمداد المزارع السمكية والبحيرات بهذه الزريعة.
7- العمل على ابتكار أساليب جديدة للاستزراع السمكى ومن أهمها
أ- الاستزراع السمكى فى حقول الأرز لتربية أسماك المبروك العادى، وذلك لما يمتاز به من سرعة النمو فى مياه الأرز.
ب- الاستزراع السمكى فى الأقفاص العائمة لاستغلال كل مسطح مائى متاح من مياه نهر النيل وفروعه من ترع ومصارف والاتجاة الى البحارمع استخدام تقنيات حديثة فى هذا المجال.
ج- تطبيق إسلوب الإستزراع السمكى المكثف فى الأحواض الأسمنتية والفيبرجلاس وذلك بالاستعانة بالتغذية الصناعية المتوازنة فى محتواها من العناصر المعدنية والتهوية الجيدة وذلك للوصول إلى أقصى إنتاج سمكى من وحدة المساحة.
8- إنشاء مراكز لدراسة المخزون السمكى فى مناطق الصيد لتقدير كمية الأسماك بها.
9- إنشاء مراكز لحصر وتقدير الإنتاج السمكى.
10- استخدام أساليب متطورة وحديثة فى الصيد، وذلك بتوفير أسطول صيد حديث يشتمل على أحدث المراكب والسفن المجهزة بأحدث تجهيز علمى متقدم وفقاً للتكنولوجيا الحديثة، وذلك بتزويدها بأجهزة التجميد والتبريد وعمل الصيانة اللازمة لهذه الأجهزة وهذه الأجهزة ضرورية للحفاظ على الأسماك من الفساد حيث تستغرق عمليات الصيد فترة طويلة وإذا لم تتوافر هذه الأجهزة تتعرض الأسماك للتعفن والفساد. 12- تطبيق التشريعات الخاصة بالصيد والتى من أهمها
أ- عدم استعمال أساليب الصيد الجائر، واستخدام شباك الصيد المخالفة ذات الفتحات الضيقة وذلك للمحافظة على الزريعة وعدم استنزافها.
ب- عدم إلقاء مخلفات الصرف الصحى، ومخلفات المصانع فى المصادر المائية والتى تؤدى لتلوث المياه.
ج- دراسة دورة حياة الأسماك ومنع الصيد خلال فترة تكاثر الأسماك ومنع صيد الأمهات أثناء الهجرة لوضع البيض.
13- العمل على تطهير بواغيز البحيرات للحفاظ على الأسماك ولضمان وصولها طازجة إلى المستهلك.
14- إستخدام علوم الهندسة، والإستفادة من التقدم العلمى فى حل مشكلة عدم استواء قاع المصايد البحرية المصرية وكثرة الصخور بها.
15- المشاركة فى عمل الاتفاقيات، والتعاون، والتكامل التام بيننا وبين الدول الواقعة على البحار، وذلك للاستفادة من مصايد أعالى البحار.
16- العمل على التوسع فى إنشاء جمعيات تعاونية لصائدى الأسماك تهدف إلى رعاية المزارعين والصيادين اجتماعياً وصحياً وإمدادهم بأدوات ومستلزمات الصيد الحديثة اللازمة للاستزراع السمكى وتقديم القروض لهم لشراء هذه المستلزمات