تطبيقات ناجحة للاستزراع السمكي




1- زراعة الأسماك على أسطح المنازل:



زراعة السمك على سطح المنزل
ينفذ المعمل المركزي للمناخ الزراعي في مصر بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة "FAO"مشروعاً لإنشاء مزارع للأسماك فوق أسطح المنازل يضمن إنتاج أسماك طازجة خالية من أي ملوثات.
وتعود فكرة هذا المشروع إلى 15 عامًا مضت، عندما تقدم طالب يدرس في كلية الزراعة بجامعة عين شمس إلى إدارة الكلية بفكرة تقول بإمكانية استغلال أسطح مباني الكلية لإنشاء أحواض خشبية تربي فيها أسماك البلطي.
وعلى الرغم من أن بدايات المشروع كانت مشجعة، إلا أنها ما لبثت أن توقفت لأن غاز الأمونيا الناتج في مخلفات الأسماك تسبب في حدوث مشكلة أثناء تجديد مياه الأحواض؛ حيث يساعد الغاز على نمو الطحالب؛ مؤدياً لانسداد مواسير الصرف الصحي.
وفي أثناء تطبيق مشروع آخر لزراعة الخضراوات فوق الأسطح أيضاً، أشار أحد الباحثين في المعمل إلى إمكانية التزاوج بين أحد أنظمة الزراعة فوق الأسطح وتربية الأسماك، وتتمثل فكرة الباحث في أن هذا النظام من شأنه حل مشكلة غاز الأمونيا، حيث ستقوم التربة بحل المشكلة من خلال قيام النباتات المزروعة في بيئة "البرليت" أو "البيتموس" التي تمثل التربة البديلة للتربة الطبيعية، بالعمل على تنقية المياه من غاز الأمونيا، الذي سيقوم بدور السماد الحيوي لتلك النباتات، وبالتالي لن تكون هناك حاجة لتغيير المياه كما يحدث بمزارع الأسماك العادية، بل إن ذلك سيفيد في توفير جزء من احتياجات السمك الغذائية وكذلك الأوكسجين الذي تفرزه جذور النباتات .
ولكن كشفت الدراسات عن عيب جوهري تمثل في أن زيادة كمية الأسماك في بعض الأحواض كان يؤدي إلى خروج كمية كبيرة من غاز الأمونيا أكثر من احتياجات النبات؛ حيث كان يترسب على جذور النبات ويؤدي لاختناقها.
ولحل هذه المشكلة تم التوصل إلى تصميم مناسب يراعي العلاقة بين مساحة الحوض، وكمية الأسماك التي يتم زرعها فيه.
نظام زراعة الأسماك على الأسطح :

يتكون النظام من حاويات بلاستيكية ذات سمك 1 مم بمقاسات 1 متر × 2 متر × ارتفاع 40سم يتم ملئها بالماء لارتفاع 30 سم أي بما يوازي 600 لتر ماء محاطة من الخارج بشاسيه من الخشب لتدعيم الجوانب الخارجية ويتم وضع 100- 150 سمكة داخل هذه الحاوية ويتم تركيب منضدة خشبية بمقاسات 1متر × 1.15 متر ذات حوائط جانبية بارتفاع 10 سم .
يتم وضع بيئة البورليت الخاصة بزراعة النباتات بها، ويتم تزويد النظام بطلمبة قدرتها 32 وات لرفع المياه من حوض الأسماك إلى المنضدة المحتوية على النباتات لريها والتخلص من الأمونيا والمواد العضوية التي تنتج عن الأسماك ثم عودتها مرة أخرى إلى حوض الأسماك، وأيضاً يتم تزويد النظام بطلمبة أوكسجين قدرتها 4.5 وات.
أما عن أسعار هذه الوحدات فسعر طلمبة رفع المياه حوالي 100 جنيه مصري ومضخة الأوكسجين حوالي 30.00 جنيه مصري، ويمكن الحصول عليها بصورة متيسرة من محلات أسماك الزينة والحيوانات الأليفة.
ويراعى عند استخدام ماء الصنبور العادي إزالة الكلور منها قبل استخدامها، وذلك عن طريق وضع الماء في تنك وتركه لمدة 48 ساعة حتى يتطاير الكلور أو استخدام مادة سايوسلفات الصوديوم (مزيل كلور) وذلك بوضع حوالي 40 حبة لكل 600 لتر ماء، ويتم وضع السمك بعد نصف ساعة على الأقل من وضع هذه المادة.
وتستخدم طلمبة الأكسجين لضخ الهواء داخل الماء لإمداد الأسماك بالأوكسجين، ثم يتم رفع المياه بواسطة مضخة صغيرة لتمر على النباتات النامية في المنضدة المملوءة ببيئة "البرليت"، فيتم حجز المواد العضوية على بيئة البرليت، ويقوم النبات بامتصاص الأمونيا الناتجة من إفرازات الأسماك، ثم يعود الماء مرة أخرى إلى حوض الأسماك نظيفًا خاليًا من المواد العضوية، وبالتالي لا نحتاج إلى تغيير المياه، فقط يتم إضافة مياه خالية من الكلور لحوض السمك مباشرة كلما نقص ماؤه.
وتفيد الدراسة أنه يمكن تربية من 100 إلى 150 سمكة في كل 400 لتر ماء، بما ينتج حوالي 30 - 35 كجم من الأسماك خلال فترة من 4 - 6 أشهر، وتختلف هذه الكمية طبقاً لاختلاف حجم الزريعة التي تبدأ بها الزراعة.
تعليمات ضرورية للمبتدئين :



عادة ما يقع المبتدئون في هذا المشروع في جملة من الأخطاء الشائعة، والتي أمكن حصرها، وتقديم الاقتراحات لحلها على النحو التالي :

  1. انسداد الخراطيم الخاصة بعملية الري نتيجة تراكم فضلات السمك، ويتم التغلب على هذه المشكلة عن طريق غسيل الخراطيم بتيار ماء مندفع من الصنبور وذلك بواقع مرة كل أسبوع.
  2. عدم ضبط معدلات التغذية خاصة في الأسابيع الأولى من دورة التغذية، حيث تحتاج الأسماك لكميات بسيطة جداً من العليقة والتي تقدر بـ10 جرامات يومياً يتم وضعها على ثلاث دفعات فهذا يؤدي إلى زيادة الفضلات وزيادة عكارة المياه، ويتم علاج هذه المشكلة بضبط معدلات التغذية ووقف التغذية لمدة 24-48 ساعة إذا حدث اخضرار في المياه بالحوض مع زيادة عدد ساعات تشغيل طلمبة رفع المياه، وفي العادة يتم تشغيل طلمبة المياه لمدة 8 ساعات يومياً ولكن في حالة الاخضرار يمكن التشغيل لمدة 10-12 ساعة يوميا حتى يتم تنقية المياه ثم يتم إعادة التشغيل للمعدلات العادية.

 

2- زراعة الخضار والفاكهة بجوار زراعة الأسماك:

وقد أثبتت التجارب أنه يمكن زراعة المحاصيل الورقية كالخضراوات، والمحاصيل الثمرية كالفراولة بجانب زراعة الأسماك، بل وكافة أنواع الأسماك؛ حيث تمت تجربة ذلك مع أسماك البلطي والبوري والثعبان والجمبري.
وقد تمت تجربة محاصيل الخضر الورقية مثل الخس والفجل والجرجير، وأعطت نتائج جيدة.
أما بالنسبة لمحاصيل الخضر الثمرية مثل الطماطم والفراولة والخيار والفاصوليا والباذنجان، فقد تم إنتاجها أيضاً لكن في بعض الحالات في المحاصيل الثمرية خاصة تحتاج إلى رش النباتات ببعض العناصر الصغرى مثل الحديد والزنك والمنجنيز، وذلك لنقص تلك المواد في مياه الري المأخوذة من أحواض الأسماك واحتياج النباتات لها.
وتصلح فكرة استخدام محاصيل الخضر في تنقية مياه المزارع السمكية على نطاق تجاري، حيث تم بالفعل إنشاء هذا النظام في أحواض مساحاتها 10م × 10م في ارتفاع 1م لإنتاج 1.5- 2 طن في منطقة الخطاطبة بطريق مصر- الإسكندرية الصحراوي.
ومما يجدر الإشارة إليه أن المحاصيل الناتجة عن أنظمة الزراعة فوق الأسطح تعتبر محاصيل عضوية، حيث لا يستخدم فيها أية مبيدات أو أسمدة كيماوية، كما أنه يعتمد في تغذية النبات على فضلات الأسماك التي تحتوي على الأمونيا والبوتاسيوم والكالسيوم وغيرها من العناصر اللازمة لغذاء النبات.

مزايا المشروع :

  1. إنتاج أسماك خالية من الملوثات .
  2. توفير كميات كبيرة من المياه؛ حيث لن تكون هناك حاجة إلى تغيير المياه بصفة يومية، كما تتم الاستفادة من مياه حوض الأسماك في ري المزروعات.
  3. في الاستزراع التقليدي يتم استزراع 3 - 5 أسماك في المتر المكعب وقد تصل إلى 15 سمكة في المتر المكعب حيث يتم تغيير مياه حوض السمك يومياً بمعدل 25% من حجم الحوض وهذا يؤدي إلى إهدار كمية كبيرة من المياه والتي لا يمكن توفيرها في المناطق الصحراوية. أما في نظام الاستزراع السمكي التكاملي فيتم استزراع 100 سمكة في المتر المكعب دون حدوث أي تغيير للمياه في حوض السمك نتيجة الاعتماد على محاصيل الخضر في تنقية مياه الأسماك من الفضلات والأمونيا، وبذلك يتضح الفارق بين النظامين ففي النظام التكاملي بين الأسماك والنباتات يمكن الحصول على 20 كيلوجراما من المتر المكعب، أما في الاستزراع السمكي يتم الحصول على 2-3 كيلوجرامات من المتر المكعب بالإضافة إلى الحصول على نباتات خالية من الكيماويات والمبيدات. وأيضاً توفير أحد الموارد البيئية الهامة وهو الماء.
  4. توفير كميات كبيرة من الأعلاف التي توضع للأسماك؛ لأن جزءاً من تغذية السمك يعتمد على ما تفرزه جذور النباتات.
  5. يتيح نوعاً من الإنتاج يتميز بخاصية تكثيف الاستزراع السمكي.

وقد تم تطبيق هذا النظام في بعض المنازل التي تم زراعة سطحها بنظام البرليت، وكذلك قام المعمل المركزي للمناخ بتنفيذه بأحد الفنادق الكائنة بالساحل الشمالي، حيث ارتأت إدارة الفندق في المشروع وسيلة تمكنها من الحصول على احتياجاتها من الأسماك الطازجة.
ويشار إلى أنه هذا النظام يصلح لتربية أسماك البلطي بنجاح، كما أنه يجرى الآن عمل أبحاث على الجمبري والبوري وسمك الثعابين، وقد جاءت النتائج الأولية للجمبري بصورة طيبة للغاية، حيث وجد أن زريعة الجمبري التي بدأ بها والتي كان حجمها 0.2 جرام وصلت خلال ثلاثة شهور إلى 4 جرام، ومازالت أسماك المياه المالحة محل دراسة.

المصدر: منتديات الجغرافيون العرب
  • Currently 25/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
7 تصويتات / 647 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2011 بواسطة fatma2

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

98,602