أين تكمن أهمية الوعي ؟
الوعي هو ذلك الحصن الذي يحميك من الداخل من كل الهجمات التي قد تتعرض إليها سواء تعلق الأمر بالفيروسات المرضية او الآدمية كما أنه يمنحك القدرة على البناء واعادة البناء أوتقويته اذا اصابه شرخ .
يتعلق الأمر إذا بجزئين أساسيين هما نظام حماية ونظام البناء.
يتشكل الوعي إذا من نظامين أساسيين.
فنظام الحماية يمنحك القوة والقدرة على مواجهة التحديات وينجيك من الانشطار تحت وقع الصدمات .
وأما نظام البناء فيمنح المرء القدرة على الارتقاء الى حال أفضل ويمنح القدرة على إعادة البناء في حال وقوع شرخ لسبب من الاسباب.
لذلك يعتبر الارتقاء في الوعي والرفع منه والسهر على مراقبته فرض عين . لايمكن لانسان ان يقوم به نيابة عن الآخرين.
فهي وظيفة عينية تهم الفرد بنفسه. وأي تفريط في الوعي فهو تفريط في حياة الفرد أولا وتفريط في كيان الأسرة ثانيا وتفريط في كيان المجتمع ثالثا وتفريط في الكون بأسره أخيرا وتفريط في مصير الفرد في الحياة الأخرى.
لأن الصدمات والنكبات هي في نظري مثل حوت يونس عليها السلام إذا التهمتك اما ان تخرج منها سالما أو ميتا.
إما معافا تتحلى بالقوة والنشاط الذين كنت عليهما والحب والسلام الذي كنت تدعيهما أو تدخل في حالة اكتئاب وشكوى واجترار لوقع الصدمة والبكاء على الماضي والاطلال لتكتشف بذلك ان ما كنت تدعيه كان مجرد قشرة تتظاهر بها امام الخلق.
ان الصدمات ماهي الا امتحان يكشف حقيقة وعيك وحقيقة نفسك من الداخل .
والجميل في الامر ان التغيير دائما ممكن وان الحال قد يصبح افضل وارقى اذا ما اعترف الانسان بضعفه من الداخل واهتراء بنيانه وابدى رغبة في التغيير وصارح نفسه بذلك وعمل عليها.
لأنه لا مفر من العيش في الحياة دون الرقي بالوعي.
فالوعي إذا هو الحياة