القراءة السريعة ضرورة واقعية
يتعلم الطفل في بعض الدول الغربية القراءة قبل الكتابة.و يعلمونه بعدها في سن العاشرة القراءة السريعة لما فيها من تقنيات تساعد العقل على الاستيعاب و قوة التركيز و اتساع محيط الالتقاط للعين.
وقد نجحت بعض الاسر التي تعد القراءة عنصرا اساسيا في التربية في جعل ابنائها مدمنين على القراءة .بحيث يربط المربي ابنه منذ الاشهر الاولى من الولادة بالقراءة وذلك عن طريق قراءة قصة قبل النوم من البوم القصص ولو لم يكن يفقه بعد معنى الكلمات و لا مغزى القصة, المهم ان تربط علاقته بالكتاب باعتباره المصدر الحقيقي للمعلومة.
وللقراءة عموما عدة فوائد على الدماغ و الذاكرة و على الشخصية ايضا.
ماهو اهم اسباب الهروب من القراءة؟
عموما الملل هو الدافع الاساسي للنفور من القراءة. سواء الملل من المادة المقروءة او من عملية القراءة .
و يعود السبب في الغالب الى عدم تطوير الكيفية التي تعلم بها الفرد القراءة او الى غياب الكتاب في حياة الانسان و ارتباطه فقط بالمقرر الدراسي . و غياب الدافعية و الرغبة الملحة .
لكن من الممكن جدا اكتساب هذه المهارة اذا طورنا الطريقة التي تعلمنا بها القراءة .
كيف تعلمنا القراءة؟
تعلمنا القراءة منذ الصبى اما كلمة كلمة و نستخرج منها حرفا و نركب الحروف مع بعض لنحصل على الكلمة . و هناك من بدأ بالحرف و تدرج الى الكلمة. وفي معظم الحالات ننتقل مباشرة من الكلمة الى الجملة ذات كلمتين ونتدرج حتى نصل الى النصوص ذات جمل تتراوح بين كلمتي الى سبعة او اكثر بقليل. و نستمر في قراءة كلمة كلمة سطرا سطرا حتى يرث الله الارض ومن عليها . و من بقي في هذا المستوى فهو لا يزال يقرأ بمستوى الطفل ذو العشر سنوات و يكون لزاما عليه ان ينتقل الى القراءة الناضجة التي لا تستلزم قراءة كلمة كلمة سطر سطر .
كيف يكون الاقلاع عن هذا الحال؟
اولا حالة استعداد
هل انت مستعد؟
ان الاستعداد هو اول خطوة لكل بداية فهو الذي يمنحك الطاقة للانطلاق نحو الهدف المنشود . بحيث تفرز لديك كل الهرمونات المساعدة للنهوض بالأوامر و تنفيذ الخطط لحظة اصدارها . فإذا غاب الاستعداد بطل كل شيء وهذا هو السبب الرئيسي لعدم النجاح في تطبيق ما يسمعه المرء من نصائح و افكار. الطاقة التي تشحذ الهمة و تجعلها متوقدة و تواقة لكل ما قد يأتي في الفقرات الموالية . اذن خذ ورقة وقلم واكتب 21 مرة هذه العبارة :
" لدي طاقة هائلة تساعدني في تسريع القراءة " .وان شئت ان يكون التمرين فعالا اكثر اكتبها ثلاثة اسابيع متتالية
لاحظ معي ان الجملة ليس فيها ما يدل على ان الامر لم يتحقق بعد .
و بعد الاستعداد تكون الانطلاقة للسؤال الذي يطرح نفسه اولا:
هل انت تستحق؟
المعضلة التي لا يعلم عنها الكثير من الناس سوى القليل القليل جدا .هو موضوع الاستحقاق . ان ما يمنع المرء من البداية او الاستمرار او أحيانا ما يجعله يتجه نحو تدمير ماهو مكتسب هو الشعور بعدم الاستحقاق ،اي عدم استحقاق الافضل او عدم استحقاق حال احسن من الحال الذي يعيشه . فيجد نفسه بمجرد قراءة عنوان "القراءة السريعة" يهرول هابطا او صاعدا الى موضوع غير هذا كي يتفادى ادخال تقنيات تشكل في نظره خطرا على حياته مادام لا يعرف بعد عواقبها.
و يكون رد الفعل عبارعن سيل عرم من الافكار تروج في ذهنه والتي تكفر بشيء اسمه تسريع القراءة .اما ان يعتبرها امرا لا فائدة منه او انها مجرد كلام يكسر ادمغة الناس او مجرد دورات لسرقة اموال الطيبين . كل هذا وغيره ، هو نابع من منطقة في العقل الباطن تسمى ب "منطقة الارتياح" وهذه المنطقة هي التي تمنع كل محاولة للتغيير نحو افضل احتمال في اي جانب من جوانب الحياة. و يعود ذلك الى الترسبات الناتجة عن البرمجة التي تلقاها في السابق بحيث اعتاد (ذلك الانسان الذي يخاف من التغيير في حياته )على تلقي ترسانة من الانتقادات او النعوت او الشتائم من المحيط و في الغالب من طرف الاسرة او المدرسة او مصادر اخرى ..التي ترسبت في عقله الباطن على شكل حجر اساس لمعتقداته عن نفسه بحيث بات يعتقد ان ما يشكل اساس معتقداته هو فعلا الحقيقة التي تعبر عنه ، في حين انه غير ذلك تماما وانه من الممكن ان يكون ارفع مما يظن العالم اجمع عنه و ارقى مما كان يسمعه من الشتائم و النعوت و السباب.
فقبل اية محاولة للتدريب او التعلم او الترقية فليسأل الانسان نفسه في جلسة مع نفسه في مكان خال من الضوضاء بكل صدق هل انا استحق ما اصبو اليه هل استحق ان اقرأ بسرعة البرق كما كان يقرأ الامام الشافعي رحمة الله عليه ؟ هل استحق قراءة 1200 كلمة في الدقيقة او على الاقل 900 كلمة في الدقيقة ؟ وهذا هو الحد الاقصى لقراءة كلمة كلمة سطر سطر . هل فعلا استحق ؟.
هنا تمرين اكثر من رائع و نتائجه ساحرة في تحقيق الاستحقاق و تجنب التدمير الذاتي
ومادمت اتحدث عن موضوع القراءة السريعة سآخذها هي موضوع التمرين
التمرين خاص بمن لا يدمنون قراءة الكتب و لا يقرؤن الا قليلا و يشعرون بالملل اثناء القراءة .
<!--اختر مكانا هادئا خال من الضوضاء و من المقاطعات
<!--اطفئ الحاسب و التلفاز و الهاتف ان كنت فعلا تستحق
<!--اجلس جلسة مريحة ليست جلسة استرخاء او نوم بل جلسة تأمل
<!--ادخل في تأمل
<!--اختر جملة تناسبك تعبر فيها انك اصبحت تقرأ بسرعة عالية و دون ملل
مثال: انا الآن اقرأ بسرعة 900 كلمة في الدقيقة متخيلا نفسك في المستقبل
<!--ردد انا استحق القراءة بسرعة 900 كلمة في الدقيقة
<!--استشعر مشاعر الاستحقاق و الفرح
<!--اذا استشعرت مشاعر ايجابية عممها في سائر جسدك
<!--و اذا استشعرت مشاعر سلبية اسمح لها بالخروج ( هناك تمرين خاص بهذه المرحلة)
<!--في حال شعرت بالالم و الرغبة في البكاء لا تحبسه ابك حتى يتوقف البكاء من تلقاء نفسه
<!--عد و ردد انا استحق القراءة بسرعة 900 كلمة في الدقيقة
<!--تخيل نفسك في المستقبل وانت بارع في القراءة
<!--عد وتنفس بعمق
<!--اخرج من حالة التأمل
هذا التمرين لا يحتاج التكرار الى اذا كنت ستستعمله في موضوع آخر او حال قاطعك طارئ . قد تكفيك حصة واحدة من هذا التمرين خلال حياتك بكاملها.
بعد الاستعداد و الاستحقاق نأتي الى التمارين التطبيقية لتسريع القراءة .
لنبدأ بأول شيء يمكّن الانسان من النهوض بطريقة القراءة. :
*1 - القراءة باستعمال مرشد و يمكن ان يكون المرشد قلما او اصبعا او مسطرة واذا كان الفرد يقرأ في الحاسوب بامكانه الاستعانة بنفس الوسائل او الفأرة ان استطاع.
*2 – ان يكون ظهره في وضعية مستقيمة . لأن طريقة الجلوس تعتبر عنصرا مؤثرا جدا في كمية المقرؤء واستيعابه بحيث يتعين على الانسان الذي يقرأ ان يتجنب الانحناء او اعوجاج العمود الفقري لأن انحاء الظهر يشكل تشويشا على الدماغ .و بالتالي تتأثر عمليتي القراءة و الاستيعاب.
-3* الا ينطق بلاسنه يقرأ الكلمات بعينيه في المرة الأولى
-*4 ان يقرأ بعد ذلك دون ان يحاول نطقها حتى في رأسه يمر على الكلمة فقط بعينيه دون ا ن يخاف من عدم فهمها
-*5 ان يقرأ جملة جملة دفعة واحدة عوض كلمة كلمة سطر سطر
و هذه التمارين كفيلة ان ترفع مستوى قراءتك الى الضعف
جربها و واظب عليها لمدة شهور على الأقل نصف ساعة كل يوم و انظر الى مستواك يتحسن يوما عن يوم.
في البداية يستحسن ان تبدأ بالكتب التي سبق لك ان قرأتها حتى لا تشعر بالملل و الإحباط , حتى تستطيع الاستمرار في التمرين مدة أكبر.
شكرا للاهتمام بالقراءة
فتيحة سبط