أيـــها القـــبر
أخبرني أيها القبر لما يبكون
وقد كنت بينهم وهم غائبون
هل أضحيت الأن بالفعل حبيبهم
وهم من كانو عني يتهامسون
هل رحيلي عنهم حقآ يؤلمهم
أم أنهم بتباكيهم الأن يمرحون
أخبرني يا قبر أتلك حقآ دموعهم
أم أنها دموع زائفة بها يلعبون
ألا ترى ياقبر كيف يهطل دمعهم
ألا ترى كيف فوقك ينوحون
عجبآ لما أرى و أسمع يا قبر
لما البكاء وهم كانو عني غافلون
يقفون بكل حزن عليك ببكائهم
ماذا أرى وما كل هذا الجنون
أخبرني أبعد الفراق تذكروني
أم أنهم عن بعدي بالأمس نادمون
أرحني ياقبر من غثاء وجودهم
فقد أزعجني وجود الكاذبون
أحكم إغلاقك يا قبر في وجوههم
فقد أكدوا لي أنهم عابثون
كم بكيت بدنياي على بعدهم
وكم تمنيت يومآ أن يسألون
إغلق ياقبر حولي مصادر صوتهم
قد نسوني بالأمس والأن يتذكرون
هم من كنت يومآ قد أحببتهم
وقد كانو لي دومآ يتجاهلون
هم من كنت دوما أنشد قربهم
لكنهم تعالوا علي والأن باكون
تجاهلو يا قبر وجودي يومآ بينهم
وقد تناسوا أنني كنت لهم سكون
كنت أمنهم وأمانهم فيما قد مضى
وعند بلوغهم أضحوا بي ساخرون
إغلق يا قبر كفاني بكاء سينمائي
فقد تركت لهم الدنيا لرب حنون
سيعلمون من كنت ومن كان أنا
فمن بعد رحيلي حتمآ سيندمون
دعك من بكاء كاذب بدمع أعينهم
فبكائهم على أنفسهم لذاك يبكون
إغلق يا قبر أصواتهم كي أبتعد
عن هذا الخداع والكذب الملعون
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش