تغـــــريــدة الـــــــريــــم
أيا عجب الحسن الذي أرى
الريم ما بين العصافير تقف و تغرد
سلبت لب العقول ببعض حسنها
و جعلت الفؤاد بحسنها مجهد
ما قد رأت العين حسن يفيض
شهدآ من ثناياه قد خلق لها أوحد
فاتنة القد من جيدها الضياء
و حولها الأزهار تغني و تنشد
صبية يمر العبير من حول جيدها
وكل حسن بالكون أمامها قد تبلد
تنثر للورد من رحيق ثغرها
ليتفتح الورد من لحنها و يتورد
قد أصابتني صبابة الهوى بلحظة
فلحظها الفتان يلقي بسهم ممرد
أصاب قلبي العاشق بلا تأني
فتغريدها يجعل الكاهن لله موحد
هي الحسن إن سألت يومآ عنه
فسل الحسن سيقسم لها و يشهد
إن تمايلت إزداد الفؤاد لوعآ
و تمايلت من حولها أشجار الغرقد
كأنها الكنز الذي يقتنيه كل ثري
وهي أنقى من الذهب و الزبرجد
إستبشرت بدنياي و جعلتها بشرى
لمن أراد عن الكأبة أن يتمرد
كم فقدت من الحسن قبل رؤياها
و كم كنت بلا حسنها سأفقد
غيداء نجلاء ضياء الشمس ضيائها
والجبال من حسنها تمتد و تتمهد
سليلة حسب و نسب عفيفة فعالها
والبدر من حسنها عن خروجه يتردد
كم عشقت الحياة من بعد رؤياها
وكم أقسمت أنني الوحيد المسعد
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش