قصـــيدة عشــــــــق
راقت الفيحاء للفؤاد بحسنها
فما كل حسن كحسن فيحاء
عشقت من حسنها الكون كله
و شاركت بعشقها نجوم السماء
هي ضالتي التي بحثت دومآ عنها
و هي التي سقتني العشق بلا إناء
كم كنت قريب من الموت لعطشي
فسقتني الغرام بكؤوس الوفاء
خفيفة الظل تسعد الروح بنظرة
شقية عيناها و لقلب العليل شفاء
تفوح بشذى عطرها لتسعد القلوب
و تستنشق الأزهار رحيقها للرواء
كأنها الرحيق لكل عاشق يجوب
أنحاء الأرض و الأفلاك ودر الفضاء
إن تدللت سحرتك حتمآ بدلالها
و إن أدمعت أضحى الكون بلاء
ما البلاء كان من شيمة محبوبتي
فهيا السعادة و هي للأفراح رداء
تغرد عصفورتي دوما عند حديثها
ولا يفقه لحديثها يومآ الجهلاء
تسحرني برمقة من أطراف عينها
فأطيح صريعآ من شدة الضياء
يعجز اللسان لوصف معشوقتي
إنها وطني أرض المحبة والعظماء
منها أشرق النور وشع بنوره
نبي الرحمة خير خلق الله والأنبياء
هي الصماء الخرساء عن كل منكر
التي أرسى الله قواعدها بالسماء
من مثل وطني تحي الفؤاد بحبها
فهي الخليلة إن كان للقلب أخلاء
هي الروح التي ينبض الوجد بها
وهي التي تسكن بالعين كالماء
فما كل حب وغرام وعشق كوطني
فالوطن أم جليلة بوجهها الوضاء
هي الحمى و هي مجدي و عزتي
سأبقى الوفي لها حتى الفناء
وطني تاج العروبة ودرع مجدها
أرض النبؤة و أرض الكعبة الشماء
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش