جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
هَذِّبْ نَفْسَكَ
هَذِّبْ نَفْسَكَ الأُولَى فَإِنَّ عَدُوَّهَا
يُقِيمُ بِصَدْرِكَ اسْتِكْبَارَهُ وَصُدُودَا
وَمَا السَّيْفُ إِلَّا بَعْدَ عِلْمٍ وَحِكْمَةٍ
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا بَعْدَ صَبْرٍ وَجُهُودَا
فَإِنْ لَمْ تُهَذِّبْهَا تَهَيَّأَ طَيْشُهَا
يُزَيِّنُ لِلإِثْمِ الطَّرِيقَ وَقُيُودَا
وَكَمْ زَلَّ رَأْيٌ جَارَ أُمَّتَهُ أَسًى
وَخَلَّفَ جُرْحًا فِي الصُّدُورِ شَهُودَا
فَدَعْ صَوْتَ تَحْرِيضٍ يَرِنُّ بِغَفْلَةٍ
وَخُذْ صَوْتَ عَقْلٍ فِي الدُّجَى يَتَوَقُّودَا
وَسِرْ فِي طَرِيقِ العِلْمِ تُبْنَى دُرُوعُهُ
فَدِرْعُ الْهَوَى وَالْجَهْلِ وَهْمٌ يَحُودَا
وَلَا تَتَّبِعْ خَطَّ الرَّغِيبَةِ إِنَّهَا
تُرِيكَ الضِّيَاءَ وَتُخْفِي المَنَايَا وَقُعُودَا
جِهَادُكَ أَنْ تَرْقَى عَلَى كُلِّ شَهْوَةٍ
وَتَكْسِرَ فِي نَفْسِكَ الْغُرُورَ وَقُيُودَا
وَأَنْ تَزْرَعَ الأَخْلَاقَ فِي كُلِّ خَاطِرٍ
فَيُزْهِرَ مِنْ صَدْرِكَ الحَقُّ وَعُودَا
فَهَذَا طَرِيقُ العَاقِلِينَ إِذَا وَعَوْا
وَمِنْهُ يُنَادِي النُّورُ قَلْبًا فَقَلْبًا فَزُودَا
لَيْسَ الفَتَى مَنْ يَسْتَبِيحُ دِمَاءَهُمْ
وَلَكِنْ فَتَى الأَخْلَاقِ مَنْ قَهَرَ الْحُدُودَا
وَمَنْ يَبْنِ جِيلًا بِالْمَعَانِي وَعِلْمِهَا
أَجَلُّ مِمَّنْ يَبْنِي الرُّكُامَ وَيَسُودَا
فَإِنْ رُمْتَ نَصْرًا فَابْدَأَنْ مِنْ دَاخِلٍ
فَفِي النَّفْسِ أَسْوَارٌ تُهَدّ وتُسُودَا
وَلَا تَدَّعِ النُّبْلَ الْكَبِيرَ وَقَلْبُكَ
أَسِيرُ هَوًى تَخْفَى بِهِ مَا تَرُودَا
وَكَمْ صَائِحٍ لِلْحَقِّ فِي النَّاسِ زَاعِمٌ
وَفِي الصَّدْرِ تَخْفَى غَايَةٌ وَحُسُودَا
جِهَادُكَ أَنْ تَحْيَا لِتَحْيَا أُمَّةٌ
وَتَغْرِسَ فِي الأَيَّامِ أَمْلًا وَعُهُودَا
وَأَنْ تَصْنَعَ الإِصْلَاحَ عِلْمًا وَقِيمَةً
فَتَثْبُتُ كَلِمَاتُ الْوَعِي وَلا تَبِيدَا
فَمَنْ صَانَ نَفْسًا قَدْ أَقَامَ دَوْلَةً
وَمَنْ أَهْمَلَهَا قَدْ أَوْرَثَ الْهَمَّ وَسُودَا
وَلَا تَلْتَمِسْ أَمْجَادَ حَرْبٍ مُزَيَّفَةٍ
إِذَا لَمْ يَكُنْ عَقْلُكَ لِلْحِكْمَةِ جُنُودَا
فَالأَرْضُ تُسْتَرْجَعُ بِالْوَعْيِ وَالتُّقَى
وَلَيْسَ بِمَنْ يَهْوِي لِحُمْقٍ وَسُجُودَا
وَكُنْ نُورَ فِكْرٍ لَا لَهِيبَ فِتْنَةٍ
فَفِي النُّورِ تَحْيَا الأَرْضُ عَدْلًا وَعُهُودَا
فَهَذَا جِهَادُ الحُرِّ صِدْقًا وَعِزَّةً
وَغَيْرُهُ وَهْمٌ فِي الْحَيَاةِ جُمُودَا
وَالْعِلْمُ قَبْلَ السَّيْفِ دِينٌ وَرِسْلَةٌ
وَمَنْ أَهْمَلَ التَّهْذِيبَ ضَلَّ وَصُدُودَا
وَفِي النَّفْسِ مَعْرَكَةٌ إِذَا انْتَصَرْتَ فِيهَا
فَقَدْ نِلْتَ فَتْحَ الْعَزْمِ سُمْوًا وَصُعُودَا
وَمَنْ حَادَ عَنْ دَرْبِ العُقُولِ وَحِكْمَةٍ
تَخَبَّطَ فِي ظُلْمَاتِ وَهْمٍ وَصُدُودَا
فَخُذْهَا وَصِيَّةَ مَنْ تَبَصَّرَ دَرْبَهُ
وَذَاقَ مِنَ التَّهْذِيبِ فَتْحًا وَصُعُودَا
فَإِنَّ سُمُوَّ النَّفْسِ أَعْظَمُ غَايَةٍ
وَبِالْعَقْلِ تُبْنَى فِي الوُجُودِ خُلُودَا
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش