جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
جاهِدْ نَفْسَكَ
جاهِدْ نَفْسَكَ إنَّها أعدى العِدَا
وَبِجِهادِكَ يستقيمُ لَكَ الهُدَى
فالنفسُ إن تُهْمَلْ تمادتْ في الأسى
وتهاوتِ الأحلامُ وانطفأ الصَّدَى
لَيْسَ الجهادُ سيوفَ بطشٍ دامِياتٍ
بل أن تُزكِّي القلبَ إن عاثَ الرَّدَى
أن تُخمِدَ الشهواتِ قبلَ عِدَاكَها
وتردَّ عن دربِ الضلالةِ مَن غَدَى
أن تستقيمَ على الفضائلِ دائمًا
وتعيشَ في خُلُقٍ يضيءُ به المدى
العلمُ سِلاحُ العاقلين إذا وعوا
وبه تُصانُ كرامةٌ وتُرى الذُّرَى
والجهلُ إذ يسري بعقلِكَ ظلمةٌ
تَهْوِي بصاحبها إلى قَعْرِ الرَّدَى
والحكمةُ الغرّاءُ فيكَ منارةٌ
من دونِها يصبحُ القرارُ بلا هُدَى
فاصحَبْ كتابَ اللهِ واطلبْ نورَهُ
تَسْمُ الحياةُ ويستفيقُ بها النَّدَى
وابنِ العقولَ بصبرِكَ المُتَواصِلِ
فبِهِ تُشيَّدُ في المعالي مَربِعَا
واهجرْ صِدامَ الجاهلين فإنّهم
ريحٌ تُثيرُ الشرَّ في أرضٍ قَفَا
كنْ في الحياةِ رسالةً متوازِنةً
تجلو الدجى وتعمُّ بالخيرِ الرُّبَا
ما النصرُ قتلُ الناسِ دونَ بصيرةٍ
بل أن تُحيي العلمَ في النفسِ النُّبَى
فجهادُ نفسِكَ أعظمُ النصرِ الذي
يرقى بصاحبِهِ ويَهَبُهُ السَّنَا
وابنِ الشعوبَ بعلمِها وأخلاقِها
فبذلكَ يُجتَثُّ من دنيا الظُّلَا
واغرسْ معاني الصدقِ بينَ قلوبِهم
حتى يُضيءَ الدربُ في ليلِ العَنَا
علِّمْ صغارَكَ أنَّ مجدَ أُمَّةٍ
خُلُقٌ وعلمٌ لا دماءٌ تُرتدَى
فالمالُ يفنى والقصورُ هشيشةٌ
ويبقى من الإنسانِ خُلْقٌ قد سَرَى
إن الحضارةَ فكرةٌ وسلوكُها
وليستْ سيوفَ قطيعةٍ وقوى عَمَى
بالعلمِ تنهضُ كلُّ أرضٍ أجدبتْ
وبه القلوبُ إلى العُلا تتسامَى
واجعلْ حياتَكَ منبرًا ومبادئًا
فالأثرُ يبقى ما بَقِيَتْ هذي الدُّنَا
إن الطريقَ طويلُهُ متشابكٌ
لكنَّ عزمَ الصادقينَ لهُ وفَا
والصدقُ ميزانُ القلوبِ إذا صَفَتْ
نالَ الفتى عزًّا وفَتْحًا وارتقَى
فاقصدْ رضى الرحمنِ في خطواتِكَ
تَحْيَ السكينةُ في الفؤادِ إذا سَعَى
والفوزُ أن تلقى الإلهَ ونفسُكَ
قد جاهدتْ فاستبشرتْ يومَ اللِّقَا
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش