ديوان : فصحى - تاهَ القرارُ / صائغ القوافي الشاعر فهد بن عبدالله الصويغ

تاهَ القرارُ 


تاهَ القرارُ وضاعَ دربُ المصيرِ
وتكسَّرتْ أحلامُ شعبٍ أسيرِ
رفعوا الشِّعارَ ولم يُوازِنْ عقلُهم
فسقوا البلادَ مرارةَ التدميرِ
نادوا لحربٍ دونَ نورِ بصيرةٍ
فتكسَّرَ التاريخُ تحتَ هديرِ
باعوا الشعوبَ بزخرفِ الأوهامِ
ومضوا يجرّون الخرابَ الكبيرِ
كم صيحةٍ أُلقيت بغيرِ حكيمةٍ
فغدت نبوءَةَ مأتمٍ مستطيرِ
والناسُ بين مخيَّمٍ ومجاعةٍ
والطفلُ يسألُ عن غدٍ مستنيرِ
يا من تحمّسَ زورًا لا مقامُ له
إلا على منبرِ الضجيجِ الخطيرِ
أين التخطيطُ؟ وأين عقلُ قيادةٍ
ترعى البلادَ برحمةٍ وتدبيرِ
إن البطولةَ ليست نزفَ دمائنا
بل صونُها فعلُ الشجاعِ الكبيرِ
هي أن تحوطَ الشعبَ قبلَ خصومِه
وتشدَّ سورَ الحقِّ بالتفكيرِ
من باعَ حلمَ الناسِ خانَ أمانةً
ولو ادّعى في قوله التحريرِ
ما حرّرَ الأوطانَ طيشُ زعامةٍ
لكنْ يحرّرُها الوعيُ والتدبيرِ
إن الدمَ الغالي أمانةُ أمةٍ
لا يُستباحُ بفتنةِ التحريضِ
لا خيرَ في نصرٍ يُشادُ على الأذى
وتُشيَّدُ الأمجادُ فوق قبورِ
فالعقلُ درعٌ قبلَ أيِّ مدافعٍ
والعلمُ سيفٌ صادقُ التأثيرِ
والحربُ دونَ إعدادِها مهزلةٌ
تُهدَى إلى العدوِّ خيرَ نصيرِ
فاحسبْ لعزمِكَ ألفَ ألفِ حسابِه
وزنِ الخطى بميزانِ البصيرِ
واطلبْ علومَ القومِ وادرس ضعفَهم
فالجهلُ بابُ الهلكِ والتدميرِ
من رامَ مجدًا دون علمٍ سابقٍ
سارَ إلى حتفٍ بغيرِ شعورِ
والأرضُ لا تحيا بطعنةِ طائشٍ
بل تُستعادُ بعقلِ حرٍّ صبورِ
فالاستعدادُ أساسُ كلِّ معركةٍ
والفهمُ مفتاحُ الظَّفرِ المأجورِ
والحكمةُ العُليا طريقُ نجاةِ من
أرادَ أن ينجو من التدميرِ
والعلمُ قبلَ السيفِ شرطُ رسالةٍ
إن كنتَ تبغي رفعةَ الأحرارِ
من رامَ قتالًا دونَ زادِ بصيرةٍ
جارَت عليه سُننُ الدهورِ
ومن استعدَّ بعقلِه وحكمتِه
نالَ المكارمَ في سجلِّ النورِ




صائغ القوافي الشاعر 
فهد بن عبدالله فهد الصويغ 
    


وزن القصيدة بحر الكامل