جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
تئنُّ روحي
تئنُّ روحي إذا ما ضلَّ مسعاها
ويغمرُ القلبَ حزنٌ طال مدَّاها
وأسهرُ الليلَ لا نجمٌ يؤانسني
كأنَّ أفقَ السُّرى قد خان مبناها
أطاردُ الذنبَ لكن لا مهربَ لي
كظلِّ شمسٍ إذا ما مالت دنْياها
وتضيقُ النفسُ من حملِ الخطايا
كأنَّ أرضَ الأذى قد ضاقت خطاها
أيا إلهي وهل يهنأ فؤادٌ في
طريقِ باطلِه والحقُّ ينهاها؟
عجبتُ منّي وقد بعتُ الهدى درهمًا
واشتريتُ نارَ خطبٍ لا أراها
إذا تذكّرتُ قبري ارتجفَتْ شَفَتي
وضاق صدري وخارت فيَّ قواها
وجدتُ عمري كريحٍ مرَّ عابرَةً
فلا رجوعَ إذا ما فاتَ مرساها
وكم نداءٍ أتى والروحُ غافلةٌ
كأنها ما سمعتِ الرحمنَ دعواها
فوا حسرتا حين يأتي الموتُ مبْتَسِمًا
ولا أرى توبتي قد شُدَّ مرساها
لعلَّ دمعي إذا ما سال من ندمٍ
يخفّفُ الوزرَ إذ أثقلتُ ثراها
سلكتُ دربًا وآخرُهُ بجهنَّمَهُ
وما التفتُّ لِمَن قد كان يرعَاها
أأضحكُ اليومَ والآهاتُ في كمَنٍ
وغدًا يحاكمني والحقُّ يرعاها؟
فالرّوحُ تشقى إذا ما غابَ زاجرُها
وتحترقُ إن لمِ التقوى تتغشاها
وما شقاءُ الفؤادِ سوى تشرُّدِه
عن بابِ ربٍّ غفورٍ عمَّ عطاها
فُتُبْ إلهي على عبدٍ أساء وقد
عادَ إليكَ يرجّي العفوَ عن خطأها
فليس لي غيرُ بابِ العفو أطرقهُ
والذنبُ خلفَ ضلوعي ما توارَاها
فإن غفرتَ فذاكَ الفضلُ يشملُني
وإن حكمتَ فعدلُ اللهِ أولَاها
تبتُ إليكَ وعينُ القلب دامعةٌ
لعلَّ رحمتَكَ الكبرى تتُلقاها
فأنرْ فؤادي وهبْ لي صدقَ توبته
فكم عذابُ الفؤادِ إن لم يهتدَاها
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل
مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية
Bouchra Electronic
Literary Magazine
ساحة النقاش