على رَملِ الصحارى 



بلادي سِحرُها في القلبِ حتّى
تغنّي في دمي عِزًّا وفخرَا
على رَملِ الصحارى لي جذورٌ
وفي بحرِ الخلائقِ صُغتُ دُرّا
هنا التاريخُ ينهضُ من جُذوعٍ
ويكتبُ في جبينِ المجدِ سِيرَا
وهذا الحِمى تفيءَ له القلوبُ
إذا ما ضاقَ دربٌ أو تكسَّرَا
وفي كفِّ المليكِ العزمُ يزهو
فيفتحُ في الليالي ألفَ فَجْرَا
رعى أرضًا فأثمرَ كلُّ غصنٍ
وأنبتَ للمعالي ضوءَ صَدْرَا
بنى للعلمِ صَرحًا شامخًا
وزادَ لمجدِها فخرًا وفخرَا
وغنّى الشعبُ باسمهِ امتنانًا
لأنّ العدلَ في نهجِه استقرّا
إذا نادى المُنى لبَّتْ خيولٌ
وأورقتْ العزائمُ إذ تُذَكَّرَا
سَمَتْ راياتُها فوقَ السماواتِ
حتى ظنّها الرائي قمَرَا
بلادي لا تهابُ الريحَ يومًا
ولا تخشى الأعاصيرَ الخُطَرَا
لأنّ في صدرِها إيمانَ حرٍّ
يذودُ عنها ويَحفظُها الأثرَا
ويُقسمُ شعبُها عهدًا متينًا
أن يحمي العهدَ والذِّكرى وذخرَا
فيا وطني سأبقى في مداكَ
لواءَ صدقٍ ووفاءً لا يُكسرَا
أحبُّك لا لشيءٍ غيرَ أنّي
وجدتُ الروحَ فيكَ وفيكَ أُزرَى
إذا نادتْ حدودُك لبَّيتُ شوقًا
وإن ضاقتْ دروبي صِرتُ جسرَا
وفيك نشأتُ، منك أخذت حلمي
وعنك أغنّي التاريخَ شعرَا
فيا أرضَ الرسالةِ كوني مجدي
وكوني في مدى الأيامِ عُمرَا
بلادي أنتِ معنى كلِّ مجدٍ
وعهدُك في الوريدِ له استقرّا



صائغ القوافي الشاعر 
فهد بن عبدالله فهد الصويغ 
     



وزن القصيدة بحر الوافر