جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
أَقْبَلْتِ فَارْتَبَكَ الْمَسَاءُ
أَقْبَلْتِ فَارْتَبَكَ الْمَسَاءُ بِنَبْضِهِ
وَتَعَثَّرَتْ فِي خُطَا عَيْنَيْكِ أَيَّامِي
وَسَكَبْتِ فِي جَفْنَيَّ صُبْحَ قَصِيدَةٍ
فَاسْتَيْقَظَتْ مِنْ لَيْلِهَا أَحْلَامِي
مَا كُنْتُ أَدْرِي أَنَّ فِي الدُّنْيَا هَوًى
حَتَّى انْحَنَى فِي خَافِقِي إِلْهَامِي
يَا مَنْ تُعَلِّمُ ظِلَّهَا فِي مَشْيِهَا
كَيْفَ ارْتِقَاءُ الضَّوْءِ فَوْقَ خِطَامِي
النَّجْمُ خَافَ مِنَ افْتِتَانِكِ لَحْظَةً
فَتَوَارَى، وَاسْتَحْيَا بَدْرُ الظَّلَامِ
وَالْوَرْدُ حِينَ لَامَسَتْهُ أَنَامِلُكِ
غَارَ الشَّذَى وَتَبَعْثَرَتْ أَنْغَامِي
لِلَّهِ كَيْفَ يَفِيضُ بَحْرِي صَامِتًا
وَأَنَا إِذَا نَادَتْ عُيُونُكِ أُهَامِي
أَنَا لَا أَكْتُبُ عَنْكِ بَلْ بِكِ أَرْتَقِي
وَالشِّعْرُ فِي فَوْضَى هَوَاكِ نِظَامِي
إِنْ قُلْتُ: مَسَاءُ الْخَيْرِ عَادَ إِلَيَّ مِنْ
رَمْشَيْكِ صَوْتٌ بِالسَّلَامِ يُرَامِي
وَإِنِ اعْتَرَضْتُ طَرِيقَ شَوْقِي لَحْظَةً
قَادَتْنِي الْكَفُّ اشْتِيَاقًا ظَامِي
يَا شَمْسَ رُوحِي مَا تَغَيَّرَتِ الْمَدَى
حَتَّى إِذَا غَابَ الْمَدَى بِتَسَامِي
فِي رَاحَتَيْكِ قَصَائِدِي قَدْ ذَابَتِ
وَمِنِ ابْتِسَامِكِ يَبْعَثُ الْإِلْهَامُ
لَا تَسْأَلِينِي عَنْ سِوَاكِ فَإِنَّنِي
أَلْغَيْتُ مِنْ دَفَاتِرِي آلَامِي
عَلَّمْتِ قَلْبِي كَيْفَ يُخْلِصُ نَبْضُهُ
وَتَشَرَّبَتْ مِنْ صَوْتِكِ الْأَحْكَامُ
لَوْ أَنَّ صَوْتَكِ أَبْحَرَتْ أَنْفَاسُهُ
لَغَرِقَ الْمَسَاءُ وَنَجَّى أَنْسَامِي
كَيْفَ النَّجَاةُ وَحُبُّكِ اسْتَوْطَنَنِي
وَتَرَكْتِ فِي شِرْيَانِي أَوْهَامِي
إِنْ مَرَّ طَيْفُكِ فِي غَمَامَةِ خَاطِرِي
زَهَرَ الْحَنِينُ وَغَنَّتِ الْأَيَّامُ
يَا فِكْرَةً تَمْشِي عَلَى حَدِّ الْهَوَى
وَيَخُطُّهَا فِي مُهْجَتِي إِقْدَامِي
لَوْ خُيِّرْتُ عُمْرًا بِغَيْرِ حُضُورِكِ
لَاخْتَرْتُ مَوْتًا بِاسْمِكِ يُخْتَامِي
فَالْحُبُّ دُونَكِ لَيْلَةٌ عَرْجَاءُ لَا
قَمَرٌ يُنِيرُ وَلَا نَجَاةٌ تَامِي
أَمَّا حُضُورُكِ… فَهُوَ مِيلَادُ الرُّؤَى
وَبِهِ تُبَارَكُ فِي الْفُؤَادِ قِيَامِي
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الوافر