جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
وَجَعُ حَرْفِ الضَّاد
آهِ مِنْ وَجَعِ الضَّادِ بِفِقْدَانِ القَصِيدَهْ
وَآهِ مِنْ أَنِينِ كُلِّ حَرْفٍ شَرِيدَهْ
وَآهِ مِنْ عُصُورٍ مَا عُدْنَا نُقَدِّرُهَا
وَآهِ مِنْ سِنِينَ كُنْتُ أَرَاهَا عَنَّا بَعِيدَهْ
تَغَيَّرَ حَرْفُ الضَّادِ حَتَّى بَعُدَتْ أَحْرُفٌ
لَيْسَتْ مِنْ كَلِمَاتِنَا بَلْ حُرُوفًا قَعِيدَهْ
حُرُوفٌ لَا تَنْتَمِي لِقَصَائِدِنَا وَعُرُوبَتِنَا
أَحْرُفٌ نَسَجَتْهَا شَيَاطِينُ دَوْمًا عَتِيدَهْ
بِتَغْيِيرِهَا تَغَيَّرَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ حَوْلِنَا
وَأَضْحَتْ عُقُولُ قَائِلِيهَا فِينَا عَنِيدَهْ
كَأَنَّنَا الْآنَ نَفْقِدُ هُوِيَّتَنَا فِي كُلِّ شِبْرٍ
بَعْدَمَا قَرَأْنَا القُرْآنَ كَمَا نَقْرَأُ الجَرِيدَهْ
نُدَمِّرُ لُغَتَنَا بِمُصْطَلَحَاتٍ كَانَتْ تَافِهَاتٍ
لِيُقَالَ عَنَّا إِنَّنَا أُمَّةٌ مُثَقَّفَةٌ سَعِيدَهْ
تَنَاسَيْنَا تَارِيخَنَا وَتَجَاهَلْنَا حَضَارَتَنَا
لِيُقَالَ يَوْمًا إِنَّنَا أُمَّةُ العُلُومِ الفَرِيدَهْ
تَمَسَّكْنَا بِالقُشُورِ وَتَلَاعَبْنَا بِالفَصِيحِ
وَكُلٌّ أَلْقَى مَا بَيْنَ يَدَيْهِ بُوَارِيدَهْ
تَلَوَّنَتْ أَلْسِنَتُنَا وَتَلَوَّنَتْ كُلُّ أَشْكَالِنَا
وَجَعَلْنَا لُغَتَنَا بِأَيْدِينَا شَهِيدَهْ
لَمْ نَعُدْ نَفْخَرُ بِعُرُوبَتِنَا بَعْدَ اليَوْمِ
وَكَأَنَّ عُرُوبَتَنَا أَضْحَتْ لَعْنَةً بَغِيضَهْ
نَعَمْ اعْذِرُونِي إِنْ صَرَخْتُ عَالِيًا عَالِيًا
وَإِنِ انْتَحَبْتُ عَلَى رَحِيلِ القَصِيدَهْ
كَمْ مِنْ أُمَمٍ أَصْغَرَ مِنَّا مَقَامًا وَشَأْنًا
قَلَّدَهَا البَبَغَاوَاتُ فَازْدَادَتْ بِهِ النَّهِيدَهْ
كَمْ سَاقِطَاتٍ فَاجِرَاتٍ خَدَعْنَ نِسَاءَنَا
وَتَشَبَّهْنَ بِهِنَّ لِيُقَالَ يَوْمًا عَمِيدَهْ
كَانَتْ أُمَّتِي عَظِيمَةً تُرْعِبُ الخُصُومَ
وَكَانَتْ حَضَارَتُهَا دَوْمًا تَلِيدَهْ
اليَوْمَ يَنْعَى حَرْفُ الضَّادِ جُلَّ حَالِنَا
فَقَدْنَا كَرَامَتَنَا بِاتِّبَاعِنَا أُمَمًا وَلِيدَهْ
أُمَمٌ تَصْغُرُنَا شَرَفًا وَكَرَامَةً وَعِزَّةً
وَلَكِنَّنَا نَتَغَنَّى أَنَّنَا اليَوْمَ أُمَّةٌ بَلِيدَهْ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الرجز