أصونُ نـفـسي
أصونُ نـفـسي إن رأيتُ محاسِنآ
وأغُضّ طَرفي عن جمـال رآهـا
ما هَزَّني طَـيشٌ ولا أغراني الهـوى
فالنفسُ أوقـاتُ النزاهـة تَـعلاهـا
والحُرُّ تَسموه المـكارمُ هِمَّــةً
مَن رامَ عِفَّتَهُ، سمتْ مسعـاهـا
أنا ابنُ أخلاقٍ عِظامٍ لم تَـزَل
تعلي الفتى وتردُّ عنـه رداها
فدعوا المروءةَ تشهـدوا أفعـالَنـا
فالنفسُ إن زَكَّتْ تَجمَّلَ فحواهـا
ولا أتبع النفس التي قد زاغت
حتى أرى نهجَ الصلاح مُناهـا
وأصون نفسي عن طريف لذاتهـا
مهما تحدّتني، فخيرٌ رجاها
وأبيت إلا أن أكون مُعظَّمًا
أحمي المكارم والفضائل مداها
وأصدُّ عن لهوٍ يزيف حِلمَنا
فالمرء تعلوه العقول إذاها
ما هزّني طيشٌ، ولا هاجت هوى
نفسي لزخرف فتنةٍ أسراها
إن الكريم إذا ترفّع همُّه
حاز المهابةَ حين عزّ ثراها
لا ينحني الأحرارُ في درب الردى
ومراتب العلياء تُدرَك جَاها
إني امرؤٌ لا تستبدّ شهواتُه
بالعقلِ، فالعقلُ الرشيد هداها
أُنفي المذلّة عن مكارم سِيرتي
وأذود عن أخلاقها ورعاها
وأقول للنفس اللجوج إذا بغت:
قِفي، فإنّ العزَّ خيرُ هداها
والحُرُّ يسكن مهجةً متسامحًا
لا يعرف البغضاء حين أتاها
من عاش للبِرّ الكريم مجاهدًا
نال الثناءَ، وفزعةً يلقاها
والعار كلُّ العار من خلع الحيا
واتباع نفسٍ بالخطايا رماها
ما ذلّ طبعٌ قد تعفَّف صاحبٌ
لكنما ذلّت نفوسٌ جاهاها
أخشى خياناتِ النواظر فاتّقي
يا نفس ما يُفضي الهوى لعداها
والله يسمع من يراقب قلبَه
ويردّ عنه الريبَ حين رآها
أنا لا أبيع نقاوتي في صفقةٍ
مهما تألّق مبهرٌ أغراها
وأعيش مرفوع الجبين وإنما
تسمو النفوس إذا سمت مسراها
فالعفّة الغرّاء تاجُ فوارسٍ
والمرء تسمو نفسه بسناها
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الطويل


