ديوان صائغ القوافي الأعمال الكاملة

ديوان شعر أدبي

 

 

 خُذْنِي عَلَى قَدْرِ اشتِياقِي 



أُحِبُّكَ حتّى ظَنَّ قَلْبِي أَنَّهُ
يَمُدُّ وُجودَ الكونِ مِنْ نَفْسِكَ فِدَاكَ
وَأَنِّي وَإِنْ دَارَتْ بِي الأَرْضُ مَرَّةً
فَإِنَّ مَدَارَ الكونِ يَنْبَعُ مِنْ هَواكَ
أَنَا الفارِسُ المُغْوارُ فِي كُلِّ ساحةٍ
وَلَكِنِّي طِفْلٌ ضَعِيفٌ إِذا أَتَاكَ
فَعِزِّي إِذا ما شِئْتَ يَرْضَى خاشِعًا
وَذُلِّي إِذا ما شِئْتَ يَنْهَضُ مِنْ يَدَاكَ
خَلَعْتُ عَلَى الأيّامِ تاجَ صرامَتِي
فَلَمّا بَدَوْتَ نَمَا الرِّضا فَوْقَ مَحْياكَ
وَمَا كانَ حَرْفِي قَبْلَ عَيْنَيْكَ شاعِرًا
وَلا صَارَ دِيواني دِيوانًا سِواكَ
خُذْنِي عَلَى قَدْرِ اشتِياقِي فَإِنِّي
إِذا طالَتِ الطُّرُقاتُ تَخْتَصِرَانِ خَطَاكَ
وَإِنِّي إِذا ضَجَّتْ جُيُوشُ هُمُومِي
أَقَمْتُ لِواءَ الصَّبْرِ حِينَ أَرَى كَفَاكَ
وَلَو أَنْصَفَ اللَّيْلُ البَهِيمُ سَوَادَهُ
لَمّا سَتَرَ النَّجْوَى الَّتِي خَبَّأتْهَا عَيْنَاكَ
تَعْلَمِينَ أَنِّي فِي الحُرُوبِ صَلابَةٌ
وَلَكِنْ حَرْبُ الحُبِّ أَقْتَلُ مِنْ عَدَاكَ
وَكَمْ قُلْتَ لِي الأيّامُ دَعْ عَنْكِ حُلْمَهُ
فَقُلْتُ لَهَا كَلّا فَقَلْبِي فِي يَدَاكَ
أَحِنُّ إِلَيْكِ حتّى إِذا ما افْتَرَقْنَا
تَبَعْثَرَ مِنِّي كُلُّ شَيْءٍ سِواكَ
فَلَو وُلِدَتْ رُوحِي مِنَ الآهاتِ مَرَّةً
فَإِنِّي بِكُلِّ العُمْرِ أَوْلِدُ فِي رِضَاكَ
وَلَو أَخْطَأَتْ رُوحِي حُدودَ يَقِينِهَا
فَحُبُّكَ يَكْفِينِي وَعُذْرِي فِي هَوَاكَ
وَمَا كانَ لِي فِي العِشْقِ حُكْمٌ وَمُلْكَهُ
وَلَكِنْ فِيكَ المَلِكُ لا شَكَّ فِي ذِرَاكَ
فَدَعِينِي إِذا ما ضاقَ صَدْرِي ثانِيَةً
أُصَلِّي عَلَى نَبْضِ القُلُوبِ إِلى ثِرَاكَ
فَيَمْضِي بِي العُمْرَانُ عُمراً ثانِيًا
إِذا قُلْتَ أُحِبُّكَ صَارَ عُمُرِي مِنْ عَطَاكَ
وَإِنِّي إِذا أَنْفَقْتُ عُمُرِي لأَجْلِهَا
أَراكَ حَياةَ العُمْرِ وَالعُمْرُ يَفْدَاكَ
وَإِنْ مَسَّنِي وَجَعٌ تَفَرَّقَ صَبْرُهُ
تَضْمِيدُ جُرْحِي قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهُ دَوَاكَ
وَمَا كُنْتُ أَعْرِفُ ما الهَوَى حَتّى أَتَى
فَصَارَ الهَوَى عَلَماً وَأَنْتَ الَّذِي تَلاكَ
إِذا عَبَرْتَ فِي الدَّرْبِ مَرَّ النَّسِيمُ عَلَى
أَطْرَافِي فَيَحْمِلُ مِنْ عَبِيرِكَ شَذَاكَ
أُحِبُّكَ حُبَّ الفاتِحِينَ لِعَرْشِهِمْ
إِذا ما اِنْتَهُوا نَسَجُوا المَمَالِكَ مِنْ رِضَاكَ
وَهَلْ لِي إِذا ضَاقَتْ بِي الأَرْضُ مَوْضِعٌ
سِوَى صَدْرِكَ الوَاسِعِ الَّذِي يَحْتَوِي دَاكَ
إِذا صَرَخَتْ رُوحِي مِنَ اليَأْسِ لَحْظَةً
سَمِعْتُ نِداءَ القَلْبِ صَبْرًا فَأَنْتَ هُنَا مَلَاكُ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ تَزْدَهِي بِي مَحَبَّةً
فَأُصْبِحُ فَوْقَ العَاشِقِينَ وَلا أَرَاكَ
هُوَ الحُبُّ إِنْ لَمْ يَرْفَعِ العَبْدُ لِلسَّمَاءِ
فَمَا نَفْعُهُ إِنْ لَمْ يَزَلْ مِنْهُ غَلاَكُ
أَعَاتِبُ دَهْرًا ما عَرَفَكِ قَبْلَهُ
وَأَشْكُرُ دَهْرًا كُلَّ يَوْمٍ يَرَى خَطَاكَ
وَيَا لَيْتَ قَلْبِي حِينَ عَزَّ لِقَاؤُنَا
يُفَارِقُنِي شَوْقًا وَيَمْضِي لِيُلْقَاكَ
فَمَا العَيْشُ إِلا أَنْ تَكُونِي أَمَامَهُ
وإن غبْتِ، تموتُ الروحُ ثم تعودُ تحياك



صائغ القوافي الشاعر 
فهد بن عبدالله فهد الصويغ 
   


وزن القصيدة بحر الكامل 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 21 مشاهدة
نشرت فى 20 نوفمبر 2025 بواسطة fahadalansary

ديوان صائغ القوافي الأعمال الكاملة فهد بن عبدالله الصويغ

fahadalansary
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,942