يتميز فصل الصيف بحرارته الشديدة، وفي بعض المناطق بنسبة الرطوبة المرتفعة المتفاوتة التي تساعد البكتيريا وسائر الميكروبات على النمو والتكاثر ما يساهم في سرعة فساد المأكولات والمشروبات وتخمّرها، وبالتالي حدوث أنواع التسمم الغذائي بخاصة مع سوء حفظ الطعام عند بعض الباعة.
يُضاف إلى ذلك الزيادة الكبيرة في انتشار الذباب والحشرات التي تلعب دورًا كبيرًا في نقل البكتيريا والفيروسات من وإلى الإنسان، وكذلك يزداد التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، وكثرة العرق وفقدان نسبة من سوائل الجسم والأملاح المعدنية مع عدم أخذ البدائل، والتعرض لتيارات التكييف المباشرة وتفاوت درجات الحرارة في المنزل والسيارة مع ارتفاع درجة حرارة الجو خارجًا.
والأكثر عرضة للإصابة بأمراض الصيف هم الأطفال لقلة مناعتهم، وكبار السن لتدهور صحتهم ومناعتهم مع تقدم العمر، وأولئك الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السكري والربو وارتفاع ضغط الدم، والذين لا يعتنون بالنظافة الشخصية والعامة.
فهل هناك بالفعل أمراض نستطيع أن نطلق عليها أمراض الصيف؟ وما هي أبرزها؟
تقول الدكتورة ايمان عوض لإيلاف ان مصطلح أمراض الصيف غير صحيح طبيًا، فما تسمى بأمراض الصيف يمكن أن تحدث على مر الأيام خلال العام، ولكن حدوثها يزداد بشكل كبير في فصل الصيف.
اما ما هي أهم هذه الأمراض فتقول :" الإعياء الحراري الشديد وضربة الشمس، وكذلك أمراض الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، مثل الرعاف الأنفي وسيلان الأنف والعطس، وزيادة حدة نوبات الربو وأوجاع الحلق وغيرها.
يضاف اليها الأمراض الجلدية مثل: الحروق الشمسية والكلف والأمراض الفطرية وأمراض العيون مثل التراخوما والحساسية وجفاف العين و أمراض الجهاز الهضمي: مثل الالتهاب الكبدي الفيروسي ، النزلات المعوية ، الإسهال، الطفيليات المعوية والتيفود والكوليرا.
ويجب ألا ننسى التسمم الغذائي وكذلك التهابات المسالك البولية والتهابات الجهاز التناسلي وأكثرها الأمراض الفطرية والنزلات المعوية وتعتبر من أكثر الأمراض التي تحدث في فترة الصيف وعند المسافرين، فهي تصيب 20 إلى 50 في المائة منهم.
وتضيف عوض :"بسبب النشاطات المختلفة التي يقوم بها أفراد الأسرة صيفًا، فإن معظمهم يرغبون دائمًا في تناول الطعام خارج المنزل، لذا يجدر اختيار المطاعم بعناية، مع التأكد من النظافة الشخصية للطهاة وذلك بلبس القفازات، والانتباه إلى نظافة المكان والأدوات المستخدمة.
اما كيف يمكن تجنب الإصابة بالنزلات المعوية في كل الأوقات وبخاصة في فصل الصيف فتقول يجب التأكد من نظافة المياه التي تستعمل في الشرب أو غسل الخضراوات أو الطهي، وإذا لم تتوافر تلك المياه النظيفة فيجب غلي الماء لمدة خمس دقائق ثم تبريده واستعماله، ويفضل تناول ماء الشرب المعبأ في زجاجات محكمة الإغلاق.
كذلك يقتضي الحرص على غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون بخاصة قبل البدء في إعداد الطعام وخلال مراحل إعداده وقبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض أو لمس أي مصدر من مصادر التلوث كمقابض الأبواب وعربات المتاجر الكبرى والنقود.
وعلينا كذلك تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيدًا، ومن الأفضل تقشيرها وتقطيعها قبل الأكل مباشرة.
ويجب الامتناع تمامًا عن تناول الأطعمة المكشوفة وعن شراء الأطعمة من الباعة المتجولين.
ثم الحذر من تناول اللحوم غير المطهية جيدًا، ويجب تجنب تناول المأكولات البحرية النيئة وغيرها من الأطعمة غير المطبوخة، وتجنب إضافة المايونيز والخضراوات والسلطات غير المطهية إلى اللحوم .
كذلك التأكد من صلاحية الأطعمة المحفوظة والمعلبة بخاصة منتجات الألبان والعصائر قبل تناولها.
والحرص على تناول الطعام الطازج والساخن، وأن يوضع المتبقي منه في الثلاجة وعدم تركه في درجة حرارة الغرفة لساعات طويلة.
سلوكيات خاطئة
تقول الدكتورة عوض، إن الكثير من الناس يقومون بممارسة سلوكيات خاطئة في محاولة للتخفيف من لهيب الحر، والتمتع ببعض الانتعاش خلال فصل الصيف إلا أن هذه السلوكيات لها آثار ضارة على صحتهم. ومن أبرز هذه السلوكيات الخاطئة ما يلي:
- تناول المشروبات المثلجة جدًا: ما يؤدي إلى مضار صحية على الفم، والأسنان، وإلى سوء الهضم، لأن شرب المشروبات الساخنة أو المثلجة جدًا يتسبب في عدم تنشيط الإنزيمات التي تهضم الطعام والتي لا تعمل إلا في درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية).
- السهر وسوء تنظيم مواعيد النوم: تؤثر هذه العادات بشكل كبير على خلايا الجسم بخاصة لدى الطفل، وبالتالي نلاحظ عليه ضعفًا وهالات سوداء حول العينين وشحوب الوجه وفقدان الشهية والعصبية الزائدة وقلة التركيز، حيث إن أكثر فترات إفراز هرمون النمو وضبط الحرارة في جسم الإنسان والعديد من العمليات الحيوية تتم خلال النوم. لذلك يجب وضع نظام عائلي للنوم، حيث إنه من الصعب دفع الأطفال للنوم باكرًا في حين يظل باقي أفراد الأسرة مستيقظين.
- المبالغة في استخدام المكيفات: من المعروف أن الانتقال المفاجئ من مكان حار إلى مكان بارد أو العكس يؤدي إلى زيادة التعرض للإصابة ببعض الفيروسات، كما يمكن أن يؤدي إلى تأثر الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، وإلى الشعور بأعراض تشبه الإنفلونزا كالزكام وألم الحلق. والمكيفات نفسها قد تصبح مصدرًا للميكروبات إذا لم يُنظف فلترها باستمرار. ومن المهم جدًا وضع أجهزة التكييف على درجات حرارة معتدلة، لأن الحرارة المرتفعة أو المنخفضة تؤثر في كريات الدم البيضاء ما يضعف الجهاز المناعي ويسبب الإصابة بالأمراض وأولها الزكام.
كيف يمكن الوقاية من أمراض الصيف
تقول عوض:"كل إنسان يمكنه الوقاية أو تجنب الإصابة بأمراض الصيف إذا ما التزم بالقواعد الصحية العامة، ومنها تجنّب اللعب أو الجلوس لفترات طويلة تحت أشعة الشمس المباشرة، بخاصة خلال فترة ذروتها من الحادية عشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا.
كذلك ارتداء قبعة أو غطاء للرأس عند الخروج نهارًا، ووضع دهان أي كريم للوقاية من الشمس وبعامل حماية مرتفع قبل الخروج من البيت أو قبل السباحة بنصف ساعة، على أن يتم التوقف عن السباحة وتكرار دهن الكريم الواقي كل ساعة.
والحرص على ارتداء الملابس الصيفيّة المناسبة، قطنية وخفيفة، وتجنب ارتداء الملابس التي تحتوي على خيوط اصطناعية، لأنها تمنع نفاذ العرق وتزيد من درجة حرارة الجسم.
كذلك الحذر من استعمال ملابس أو مناشف الغير، وعدم استعارة النظارة الشمسية، لأنها أيضًا تعتبر أدوات شخصية مثلها مثل فرشاة الأسنان والمشط.
يجب أخيرًا الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام يوميًا للتخلص من العرق والجراثيم.
وكذلك تغيير مياه البرك البلاستيكية وتنظيفها بالماء والصابون قبل كل استعمال لأن المياه الراكدة تمثل بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم المسببة للالتهابات وبخاصة لمجرى البول.
<!-- AddThis Button BEGIN -->
ساحة النقاش