ما بين الثورة والفوضى ( ثورة جديدة ) بقلم م \ حمدي السمان
في بدايات التظاهرات كلنا قلوبنا كانت معلقة مع الثورة وجاهدنا من اجل نجاحهها ومع استمرارها وسقوط الحكومة تأملنا خير ومع تنازلات النظام من تحديد فترة الرئاسة وتعديل الدستور احببنا الثورة وحين شاهدنا انظار العالم تتجه الى ارض الكنانة وشاهدنا كل وسائل الاعلام العربية والعالم تلهث في سباق مع تطورات الاحداث وحين رأينا ان اكبر قوة في العالم امريكا تعقد اجتماعات دورية شعرنا بالفخر وشعرنا باهمية مصر المهمشة وحين قدم النظام كل التنازلات رأينا اصرارا من شباب التحرير على اسقاط النظام بالرغم ان النظام شبه سقط ولم يبقى الا رأسهوتدخلت عدة قوى من المعارضة من زيادة نسبة نجاح الثورة ومع كل جمعة من الغضب االى الرحيل الى جمعة التنحى جاءت كل القوى التي لم تكن موجودة اصلافي بداية الثورة وكانت مجرد احزاب او جماعة معارضة خلال ثلاثين سنة ليس لها تاثير يذكر والغريبة انها تتكلم كأنها هي من فعل الثورة .وهناك شخصيات مشت مع التيار وركبت الموجة وعمل بالمثل القائل معهم معهم ضدهم ضدهم .اي ليس لهم مبدأ انما المصلحة هي مقياس اتجاههمواستمرت المظاهرات ووصلت للذروة من اجل تنحي الرئيس وهذا كان الطلب الرئيسي وكأن تنحي الرئيس هو انتهاء المتظاهرات.الجيش
وتحت ضغط الجيش الذي اعتبره من نظري الحامي الاول للثورة ووجود الجيش انقذ الثورة وكان بنسبة 60% من نجاح الثورةربما يستغرب الناس من ذلك لكني لاعتقادهم ان الجيش لم ينقذ الشهداء الذين وصل عدهم الى365 شهيد تقريبااحب اذكر شيء هنا انه في ثورة1919م كان عدد سكان مصر15 مليون وقامت الثورة بدون تدخل الجيش لانه كان تابع للملك عدد الشهداء اقترب من 3000شهيدوتوقعنا ان تنحي الرئيس سوف ينهي المظاهرات لاستمرار الحياة بمصر التي شلت تماما خلال ال18يوم وخاص السياحة.لكن رأينا المظاهرات لا تتوقف بل زادت واصبحت فئوية كل شخص يبحث عن مشكلة خاصة كانت مع النظام السابق فهذا يحتاج شقة ذهب واحتل وحدة سكنية وذلك يريد زيادة راتبه واخر له مشكلة مع ضابط ويريد الانتقاموتعطلت البلاد وانتشرت البلطجة في كل مصر وعم الخوف وتوقفت بعض الاعمال واضطر بعض العاملون لترك وظائفهم .واصبحت مصر على وشك ما يعرف بالوضى الخلاقة التي تبدد انجاز قرن في يومفمصر من اكثر من شهرين تعيش حالة غير مستقرة امنيا ترتب عليها عدم الاستقرار اقتصاديا ولذلك قلت نعم في الاستفتاء لاستعجال تثبيت النظام الجديد بمصر لعودة الامن والامان وعودة كل عامل الى عمله وازدهار مصر اقتصاديا كما ازدهرت سياسيا وشهد بذلك كل العالم.ما يجب علينا الانللاسف انشغلنا بالنظام السابق عن مصر التي من اجلها قامت الثورة كان الواجب علينا ان نركز في اعادة بناء مستقبل مصر سياسيا واقتصاديا وفكريا وعلمياونترك محاكمة النظام السابق للقضاء واعتقد ان القضاء المصري يتمتع بالعدل والنزاهة واي شيء لديه من اثبات ادانة فليذهب الى النائب العامحقا نحن قمنا بثورة وفي نظري كانت ثورة فوق العادة في رقيها و صعودها وتحضرها وكان التحضر من الشعب والنظام بالمقارنة بما يحدث الان في ليبيا و اليمن و سوريا وشهد العالم كله بذلكلكن هذه الثورة كانت ضد الغير بمعنى كانت ضد فساد النظام ضد الرشوة ضد المحسوبية ضد ظلم وكل هذا كان يتبعه النظاملكن الان نحن نحتاج ثورة جديدة ثورة داخلية كل شخص فينا محتاج ثورة حتى يتناسب مع ثورة مصر التي غيرت النظامونحن ايضا محتاجون تغير في نظامنا الخاص في تعاملنا في مواعدنا في عملنا في سلوكنا مع الاخر كل هذا محتاج ترتيب جديد .فهيا بنا للقيام بثورة جديد لكن ثورة داخلية
ساحة النقاش