صنع أهالي وشباب القرية تحفا فنية غاية في الروعة والجمال من الفخار تمثل هدايا ذات قيمة كبيرة للسائحين, ورغم أن صناعة الفخار صعبة فإن مايزيد علي75% من شباب القرية فضلوا العمل بها بسبب العائد المادي الكبير والذي يساعد الشباب علي تكوين أنفسهم ومستقبلهم. وأكد محمد بريك أن حرفة الفخار دخلت قرية تونس منذ40 عاما علي يد السيدة إيفلين يوري, التي جاءت من سويسرا الي هذا المكان وقامت بشراء قطعة أرض وأقامت عليها فيلا ومصنغ تمر, وبعد ذلك قامت باستدعاء أطفال وشباب البلدة للعمل بهما, وكانت تقوم إيفلين يوري بتدريب الأطفال والشباب علي شكل دورات مستمرة يوميا حتي اكتسب الشباب المهنة. وأوضح أن الشباب ذوو الخبرة الذين سبق تدريبهم تولوا مسئولية تدريب الأجيال بعد ذلك مقابل تحفيز مادي تمنحه إيفلين يوري لهؤلاء الشباب. وقال تعلم هذه الحرفة وإتقانها يستغرق لا يقل عن ثلاث سنوات للفرد حتي يصبح مؤهلا للعمل بشكل جيد ويكون قد مر بكل المراحل المختلفة لهذه الحرفة. وأضاف أن هذه الحرفة كان لها دور كبير في تطوير هذه القرية ووصولها الي العالمية, حيث أصبح يقطن بها مجموعة كبيرة من الأجانب, ويرجع ذلك الي أن زائري القرية انبهروا بجمالها وطبيعتها الخلابة, لذا كان من الضروري أن يكون لهم مكان في هذه القرية فقاموا بشراء الأرض وأنشأوا عليها الفيلات التي تكون علي شكل الفيلات الأوروبية, ولكن مكوناتها بين التصميم الأوروبي في الداخل والطراز المعماري المصري القديم من الخارج حيث استخدموا الطوب والرمال والأحجار والأخشاب وهذا ساعد بدرجة كبيرة في توفير فرص عمل لشباب القرية. وأشار الي أن شباب القرية يعتمدون علي أنفسهم في عملية تسويق المنتج حيث يقومون بعمل معارض تضم كل منتجاتهم داخل منازلهم لتسويقها, موضحا أن الشباب لجأوا الي هذه الطريقة في ظل غياب كل الجهات المعنية تماما عنهم وعدم توفير أي أسواق لتسويق هذه الحرف. وطالب كل الجهات المعنية بضرورة إقامة المعارض المحلية والعالمية من أجل النهوض بهذه الحرفة. وأشار الي أن القرية بها معارض كبيرة داخل المنازل لهذه الحرفة, حيث يقوم كل عامل بعد اكتساب الخبرة اللازمة بفتح ورشة خاصة به ومعرض في منزله, وأن الزبائن يأتون للمعرض بأنفسهم. وطالب بضرورة تفعيل دور الجهات المعنية في إقامة معارض لزيادة انتشار هذه الحرفة علي مستوي القري. وأكد مجدي محمود أن هذه الحرفة تحتاج من العمال تركيزا كبيرا نظرا لأن أي نقص في مراحل العمل سيؤدي الي مباشرة الي تلف المنتج بالاضافة إلي أنها تحتاج الي إبداع وتفكير كبير حتي يستطيع العامل أن يبتكر أشياء جديدة. وأوضح أن هذه الحرفة تساعد علي توفير دخل كبير للعاملين بها حيث إن أسعار المنتجات غالية جدا وقال إنه يتم تقسيم الأسعار والمنتجات كالتالي: ثلث سعر المنتج يأخذه صاحب الورشة مقابل الطين والألوان ونقل المنتج واستخدام الآلات البسيطة اليدوية داخل الورشة, وثلث السعر لأصحاب محلات التوزيع مقابل تسويق المنتج والثلث الأخير يأخذه العامل مقابل عمله. ومن جانبه قال رجب عبد القادر ابراهيم انه يعمل بهذه الحرفة أكثر من75% من شباب القرية بالاضافة الي عمل بعض النساء بها. وأوضح أنه منذ دخول الأجانب القرية ازدادت فرص العمل بشكل كبير سواء كان العمل بالورش الفنية التي تنتج الفخار أو العمل مع الأجانب. وأشار الي أن الأطفال يتعلمون هذه الحرفة عند بلوغهم15 عاما نظرا لأن هذه المرحلة يكون الطفل قادرا علي التفكير والابداع وتحمل المسئولية, وادراك قيمة العمل الذي يقوم به, إضافة الي قدرته علي اتخاذ القرار السليم الذي يؤدي الي نجاح عمله. أما محمد حسني رجب صاحب ورشة فيري أن هذه الحرفة تجد إقبالا كبيرا من الأجانب ويعتبرون المنتجات تحفا يجب اقتناؤها داخل المنازل, مشيرا الي أن هذه الحرفة تمر بعدة مراحل حتي يتم إنتاجها بشكل جيد وتجب مراعاة الدقة فيها. وقال إن إنشاء ورشة فنية لانتاج الفخار يحتاج الي20 ألف جنيه فقط, موضحا أنه في حالة الاشتراك في المعارض لا يدفع صاحب الورشة إلا20% من قيمة المنتج ضرائب ولا يتحمل أي أعباء أخري سواء كان نقل المنتج أو الحجز في المعرض بل تكون التذكرة مجانا لصاحب الورشة ومعاونيه علي حساب الجمعية أو الجهة التي أعدت المعرض. وقال في حالة قيام الجهات المعنية بالحرف اليدوية بتنظيم معارض سواء كانت محلية أو دولية سيساعد ذلك في تنشيط حركة البيع والشراء بنسبة كبيرة عن الوقت الحالي, خاصة ان النظام الحالي في البيع يتبع طريقة واحدة وهي صيد الأجانب الذين يزورون القرية وإقناعهم بكل الوسائل من أجل إتمام عملية البيع.
|
ساحة النقاش