عبدالله الصبيحى الأهرام المسائى

مقالات وأخباروتحقيقات وحقائق علمية على أرض الواقع

الخبراء :غير مطابقه للمواصفات وتصنع في ورش غير مرخصة وفي مصانع تحت بير السلم وأغلبها انتهي عمرها الافتراضي .


الأهالى لايفقهون شيئأ عن عمليات التعقيم والتنظيف وفى حالة الصدأ يطلونه بمواد كيميائية أشد خظورة قد تؤدى الى الوفاه .


القرارات الوزارية تؤكد على أهمية قيام وزراة الصحة بعمليات الصيانة والواقع لايعرف شيئأ عن ذلك .


جدران الخزانات بيئة نشطة لنمو الفطريات التي تتسبب في الأمراض الطفيلية ‏وتضر بالجهاز الهضمي خصوصا الأطفال .


 

رغم أن القرار الذى صدر عام ‏2001‏ يؤكد علي تحمل وزارة الصحة مسئولية الإشراف علي مياه الشرب في الخزانات وضمان نقاء هذه المياه وصلاحيتها للشرب‏,‏ ، بالإضافة الى القرار الوزاري رقم‏166‏ لسنة‏2001‏ الذى ينص علي تبعية خزانات مياه الشرب لمكاتب الصحة الواقعة بدائرتها وعليهم التأكد من استيفاء الخزانات للاشتراطات الصحية إلا أن الواقع لايعرف شيئأ عن هذه القرارات ولاتزال بدون رقابة من اى جهة رسمية تحمى الناس من السموم التى تبثها هذه الخزانات فى جسم البشر مختفية فى مياه الشرب .


ويؤكد القرارالوزارى على  ضرورة وجود بطاقة صحية لكل خزان مدون بها موقع الخزان وارتفاعه والمادة المصنوع منها ومادة التبطين والعزل والشركة المشرفة علي تطهيره والمواعيد التي يتم تطهيره فيها علي ان يتولي مكتب الصحة الواقع في نطاقه الخزان إخطار الجهة التي يتبعها بضرورة تطهيره شهريا في الصيف وكل‏3‏ شهور في الشتاء‏.‏

مع العلم أنه لايمكن الاستغناء عن الخزانات ,‏ نظرا لصعوبة وصول المياه إلي الأدوار العليا وتستخدم الموتورات في رفع المياه إلي الخزانات التي يقدر عددها بنحو ستة ملايين خزان في القاهرة الكبري‏.‏
وتؤكد الدراسات ان استهلاك هذه المياه سبب مباشر في زيادة اعداد المصابين بالفشل الكلوي وأمراض الكبد والسرطان وقد استطلعنا آراء مجموعة من سكان العقارات عن طرق التطهير التي يلجأون لها تبين عدم معرفة معظم السكان بأساليب التنظيف وعدم علمهم بجهة مختصة مسئولة عن الإشراف علي هذه الخزانات التي تنتشر فوق اسطح العقارات‏.‏

وقد رصدت دراسة علمية للدكتورة سلوي أنيس أستاذة مادة تلوث المياه بالمركز القومي بالبحوث بعض السلوكيات الخاطئة التي يقع فيها السكان في التعامل مع خزانات المياه واخطرها عدم الحرص علي تنظيفها بشكل دوري علي الأقل مرة كل شهر ومعظم السكان ليس لديهم حد أدني من المعلومات عن طرق تعقيم الخزانات ويعطون مهمة تنظيفها إلي البواب واشخاص غير متخصصين وهذا خطر علي الصحة العامة ولا يعلم الكثيرون انه إذا ظهر الصدأ بداخل الخزان فيجب تغييره علي الفور وان اللجوء إلي طلائه بأي مادة كيميائية أكثر خطرا لان الطلاء سيتحلل في الماء بمرور الوقت وهذا يؤدي لأمراض في مقدمتها السرطان وبالنسبة للخزانات الفيبر جلاس فإنه يجب تغييرها مجرد ظهور أي شقوق لأن هذه الشقوق تتحول إلي كهوف للبكتريا والميكروبات والفطريات‏,‏ أما الشركات التي تعمل في تنظيف خزانات المياه فلا أحد يعلم مدي كفاءتها وهل لديهارخصة للعمل أم لا؟


يقول محمد سليم " فيصل " انه يسكن في الطابق الخامس وقام بتركيب خزان خاص منذ‏35‏ عاما ولم يقم باستبداله‏.‏
اما حموده المصراوى  الذي يقيم بالطابق الرابع فقام بشراء خزان فيبر منذ سنتين وتكلف شراؤه وتركيبه‏550‏ جنيه مؤكدا ضرورته خاصة في العقارات المرتفعة التي يصعب وصول المياه لها‏.‏
وتري هدى  حسن ان جميع الخزانات لا تخضع لجهة اشراف يمكن اللجوء اليها ولا يثق في الشركات التي تعلن عن نفسها للقيام بالتطهير والتعقيم لذا تقوم من حين لآخر بالتنظيف بأساليب النظافة العادية عن طريق بواب العقار‏.‏

ويؤكد عبدالرازق على رئيس اتحاد ملاك احد العقارات ان هناك ممارسات خاطئة للملاك إذ يفتحون الخزان مما يجعله عرضة لدخول بعض الحيوانات الصغيرة والحشرات وعدم قدرتها علي الخروج وهذا يؤدي إلي وقوع كوارث صحية ويطالب بضرورة الاعلان عن شركات متخصصة تقوم بهذا الدور وتكون موضع ثقة المواطنين‏.‏

ويقول حسن محمد إن أغلب الناس لا يثقون في شركات التنظيف بعد تعرضهم لعمليات نصب من خلال الاعلانات المضللة فضلا عن عدم اهتمام الاعلام بتقديم طرق التنظيف والتعقيم السليمة التي يلجأ اليها الملاك ليقوموا بها مع عدم الاهتمام من وزارة الصحة او المديريات الصحية او المحليات بالإشراف علي نظافة وتعقيم هذه الخزانات‏.‏
ويقول محمد عبدالسيد انه لم يلجأ إلي تغيير الخزان الخاص به منذ‏20‏ سنة ويوجد فوق العقار الخاص به اكثر من‏5‏ خزانات ولا يقوم اي منهم بتنظيفه منذ تركيبه‏,‏ ولكنه يستخدم مياه الخزان في الشرب‏.‏

ويوضح اسماعيل محمد "سباك " ان هناك إقبالا علي الفيبر لان له مميزات إحكام جيد ومجلفن ومدهون ويتراوح ثمنه بين‏150‏ جنيها للنصف متر والمتر‏400‏ جنيه ويتوافر به صنبور داخلي يعمل علي التنظيف اما الصاج فهو نوع رديء وغالي الثمن ويعمل علي تجميع المياه وتكوين المادة الطينية ومن المفترض ان يتم تنظيفه كل‏6‏ شهور نتيجة ترسيبات المياه في المواسير‏.‏
موضحا أن هناك  إقبال كبير من ناحية  ملاك العقارات علي تركيب الخزانات خاصة العقارات ذات الأدوارالمتعددة وفي الآونة الأخيرة ويلجأون إلي الفيبر ولكنهم لا يهتمون بعمليات التنظيف المستمرة ويلجئون إلي تغييره اذا تعرض للتلف ويؤكد ان المياه التي تأتي من خلاله لا تصلح للشرب‏.‏
توطين الميكروبات

اما الدكتور محمود عمرو مستشار المركز القومي للسموم جامعة القاهرة فيري ان إلقاء اللوم علي وزارة الصحة شيء غير منطقي فرغم أنها المسؤلة عن سلامة مياه الشرب فإن هذه الاعباء تحتاج الي تكاتف الجهود وتعاون وزارة الصحة والمحافظة ومرفق المياه لانشاء نظام موحد علي كل العقارات فهناك شركات يجب ان تقوم بالتفتيش تحت إشراف وزارة الصحة وهناك شركات موجودة بالفعل ويجب ان تكون هناك بطاقات رقم قومي لجميع خزانات الأحياء بالتعاون مع اتحاد الملاك للقيام بتنظيف الشبكة بشكل مستمر فالطريقة العشوائية موجودة في كل بيت وطرق التنظيف والتلوث ينتج عما يحدث من شبكات ملوثة في الاصل ومواسير سيئة تخرن البكتيريا والكيماويات والفطريات‏,‏ ويقول ان‏75%‏ من أمراض الجهاز الهضمي تنتج عن المياه الملوثة و‏25%‏ فقط من المياه صالحة للشرب مضيفا بان السبيل الامثل لتناول كوب مياه نظيف غلي المياه الي درجة‏60:70‏ درجة مئوية لمدة تتراوح بين‏10‏ إلي‏15‏ دقيقة وتعبئتها في عبوات زجاجية ثم تبريده ولايكون السبيل أن ننصح الناس بشراء المياه المعدنية نتيجة المبالغة في أسعارها‏.‏


ويؤكد الدكتور محمد فوزي أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بطب قصر العينى أن اهمال الخزانات فوق اسقف العمارات وعدم اتباع اساليب النظافة الدورية يمثل كارثة موضحا أنها تحتاج الي نظافة دورية وتطهير شهري بمراقبة من مفتشي الصحة والحصول علي عينات لتحليلها لانها تتسبب في نقل امراض معدية بكتيرية وطفيلية وفيروسية وتلوث المادة المصنوع منها سواء كانت البولين أو البلاستيك اوالحديد إذا تعرض للصدأ وينزل مع الماء خاصة ان الفطريات تنمو في المياه الراكدة مؤكدا ان المسؤلية مشتركة بين السكان ومفتشي وزارة الصحة فهذه الخزانات بيئة نشطة لنقل الامراض المعدية والبكتيرية والطحالب والحشرات والفئران ويقول ان ملوثات المياه تسبب‏90%‏ من امراض الجهاز الهضمي والكبد وهما الضحية الاولي لتلوث مياه خزانات الشرب بسبب تحلل الحيوانات الميتة والحشرات وتسربها الي كوب المياه مما يؤدي الي نزلات معوية وميكروبية خطيرة وحمي التيفود واسهال وميكروب الدوسنتاريا الذي يعاني منه الكبار والصغار نتيجة شرب المياه الملوثة بالطحالب والفطريات‏.‏

أما الدكتور محمود رضوان استاذ الصحة العامة بجامعة عين شمس فيؤكد ان خزانات المياه لاتخضع لأي نوع من الرقابة من وزارة الصحة او مراقبي الصحة وأخطر ماتتعرض له هو وجود الحشرات والكيماويات محذرا من استخدامها في الطعام او الشراب ومن زيادة نسبة الكلور في مياه الشرب لأنه ضار جدا بصحة الإنسان حيث يترسب الكلور في انسجة الجسم ويلحق بها اضرارا خطيرة ويصيب بسرطان العظام‏.‏

ويؤكد حلمي الزنفلي استاذ مادة تلوث المياه بالمركز القومي لبحوث المياه ان عدم معالجة مياه الشرب بصورة صحيحة يجعل جدران هذه الخزانات بيئة نشطة لتوالد الفطريات التي يتسبب في الأمراض الطفيلية‏,‏ وتضر بالجهاز الهضمي خصوصا الأطفال في فصل الصيف كما تتعرض مواسير الشرب للصدأ والتآكل وهذا بسبب تلوث مياه الشرب ويجب غسيل هذه الخزانات مرة كل شهرين علي الأقل لمنع تكاثر البكتريا التي تتوالد وتتكاثر علي الجدران كما يجب استخدام مرشحات فلاتر لأي صنبور في المنزل للمساعدة في التخلص من الملوثات لمعلقة وجعل مياهها صالحة للشرب نظرا لتأثر المياه بدرجات الحرارة المرتفعة وبخاصة خلال شهور الصيف ومن أهم هذه الملوثات الرواسب او مايسمي بالعكارة ويصاحبها تلوث ميكروبي اما نتيجة بكتيريا او فيروس او طفيليات جزئيات من مواد عضوية او غير عضوية معلقة بالمياه وقد تكون حاملة لكائنات دقيقة تتكاثر وتتزايد أعدادها في المياه داخل الخزان مع ارتفاع درجة الحرارة في مياه الخزانات التي لاتغلق باحكام وتدخلها الاتربة وتعد التيماتودا واللافقاريات من الملوثات المنتشرة للخزانات فتصبح مصدرا دائما للتلوث في المياه‏.‏
ويضيف أن الخزانات ذات الجدران الخشنة تكون صعبة التنظيف ويسهل أن تلتصق بها الكائنات الدقيقة وتعيش في تجويفها ويكون من الصعب وصول المطهرات اليها‏,‏أما الخزانات المصنوعة من خرسانة مسلحة فهي غير مفضلة ولكن من الممكن طلاء جدرانها بالسيراميك لتسهيل عملية النظافة والتطهير الدورية كما ان استخدام المعادن كمادة إنشاء للخزانات فلها مخاطر صحية نتيجة الصدأ وخروج المعادن أو مركباتها الي المياه ولاينصح باستخدام اي مادة طلاء لانها مع الوقت تتسرب الي المياه أما المصنوعة من الاسبستوس فقد تنفصل عنها هذه المادة وتنتقل من خلال المياه الي الإنسان لتخترق جدار المعدة او الأمعاء وهي تعد من العوامل المسببة للسرطان وينصح باستخدام الخزانات المصنعة من الصلب غير القابل للصدأ فهي من أكثر الانواع أمانا مع أهمية القيام بعمليات النظافة والتطهير الدورية وتشمل إزالة اي ترسيبات باستعمال الفرش مع تيار مياه مندفع مع ضرورة وجود فتحات في قاع الخزان للتخلص من هذه المواد مع غلق الصمام المؤدي إلي شبكة المواسير‏.

المصدر: الأهرام المسائي
elsobihy

الصبيحى الأهرام المسائى

  • Currently 134/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 6590 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2010 بواسطة elsobihy

ساحة النقاش

عبدالله الصبيحى

elsobihy
عبدالله الصبيحى صحفى جريدة الأهرام المسائى [email protected] 002_0109010134 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

85,757