<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} </style> <![endif]-->

بقلم: إبراهيم الشاهر محمد الشاهر*

أخيراً حسم والى النيل الأبيض يوسف الشنبلى تشكيل حكومته الجديدة ليخوض بها النصف الثانى من دورته بعد تكهنات شغلت الرأى العام بالولاية كثيراً ومشاورات وجولات ماكوكية بين الولاية والمركز والتى أفضت إلى هذه التشكيلة. ومعلوم عن ولاية النيل الأبيض أنّها ولاية تتنفس سياسة بحكم قربها من المركز وشعبها يتعاطى السياسة بصورة كثيفة، وهناك صراع ظاهر للعيان بين جيل السبعينيات الذى إنتفض على حزب الأمة القومى فى ذلك الوقت وتحصن بحكم مايو والذى تشكلت رؤاه السياسية على البراغماتية وأفكار الإتحاد الإشتراكى. وجيل التسعينيات الذى يعتبر المولود الشرعى لثورة الإنقاذ الوطنى بحكم ولاءه الصريح لها ومدافعته عن ثورته بشتى السبل وقدم نماذج من التضحيات إتبان الحرب الأهلية والعديد من الشهداء مهراً للمشروع الإسلامى، وأعتقد إذا ما وجدت هذه الحكومة فرصة وبسطة فى الرأى والمال ستحقق إنجازات لشعب النيل الأبيض الذى صبر كثيراً على سوءات الحكام والقيادات على حدٍ سواء.

لقد دخلت وجوه جديدة من الوزن الثقيل لأول مرة وهذه تحسب للشنبلى الذى أستطاع إقناع الدكتور عمر محمد توم الأمين العام السابق لوزارة التعليم العالى وزيراً للزراعة، حمدتو مختار عضو المجلس الوطنى ورئيس لجنة حقوق الإنسان السابق وزيراً للثقافة والإعلام، المهندس حسب النبى محمد موسى رئيس النقابة العامة لعمال الزراعة والثروة الحيوانية والرى وزيراً للبنى التحتية، الرضية محمد إبراهيم وزيرةً للشئون الإجتماعية ومصطفى البر معتمد الدويم الأسبق رئيساً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة والذى يحسب من مناصرى الوالى السابق دكتور محمد نور الله، بالإضافة للوزراء الآخرين الذين لم يشملهم التغيير حافظ عطا المنان وزير المالية، اللواء الطيب الجزار وزير التخطيط العمرانى، دكتور عبد الله عبد الكريم وزير الصحة، محمد أحمد بابكر شنيبو وزيراً للثروة الحيوانية التى أنشطرت من الزراعة.

إذا قسمنا الحكومة التنفيذية إلى مجلس وزراء وهذا الجزء الأول الذى يضم الوزراء وعددهم ثمانية وزير ورئيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة بدرجة وزير هذا الإختيار فيه شئ من العقلانية والتدبر لأنه أتى بأهل الإختصاص ومقنع لكل إنسان سواءً كان على المستوى الجهوى أو الفنى لأن خلفية هؤلاء الوزراء تكنوغراط. فقط المطلوب تحرير الوزراء من المفهوم القديم الذى عانينا منه كثيراً أنّ الوزير تأتى به صلته بالوالى أو نظرة قبلية أوجهوية إنّما الفيصل هو عنصر الجدارة والكفاءة ومعايشة قضايا المواطن الحقيقية التى تُبنى على الشراكة بين الحاكم والمحكوم فى إسداء النصح والإرشاد فى مواطن الخلل والتأمين على مواطن القوة وفى المقابل تقديم الخدمات للمحكومين دون تمييز، وفى إعتقادى أنّ مجلس الوزراء سيضع يده على مواطن الخلل من خلال تلمس القضايا الحقيقية للولاية وتكون خارطة طريق لتنمية مستدامة بإذن الله.

 

أمّا الجزء الثانى وهو الحكم المحلى أى (المعتمدين) أتى السيد الوالى بمبادرة جديدة وهى تعيين المعتمدين بعيداً عن الأهل والديار (يعنى إحتفظ بالمكون الجهوى والقبلى لكن فى صورة تبادلية يعنى المعتمد من جهة تندلتى مثلاً يكون معتمداً على الدويم ) لعمرى هذه مغامرة غير مأمونة العواقب والولاية مقبلة على فترة إنتخابات لم تتضح رؤاها حتى الآن ولكن قطعاً تحتاج إلى عمل ملموس فى هذه الفترة الحرجة من تأريخ البلاد فى خدمات (التعليم، الصحة والمياه) لأنّ معظم قرى وأرياف الولاية تعانى من شح الخدمات والتى تأتى فى المقدمة الأولى من برنامج أى حزب ليفوز بالإنتخابات. خاصة الحملة الإنتخابية الماضية كان برنامج الوالى توطين الخدمات بالولاية لابد من تقييم ومتابعة لهذا البرنامج من قبل القائمين على الأمر. كما أنّ هناك مناطق تعانى شح الخدمات والبنى التحتية ولها خصوصيتها مثلاً محلية السلام والجبلين اللتان تجاوران دولة جنوب السودان، لابد من معتمدى هاتين المحليتين من التحلى بالحصافة والحس الإجتماعى (الذكاء الإجتماعى) الذى يلامس قضايا التعايش السلمى والحدود المرنة والسلام الإجتماعى. وكان الأجدى أن يُعيَّن فى محلية الجبلين على وجه التحديد معمتد ملم بطبيعة المنطقة من حيث الجغرافيا الطبيعية والتضاريس الإجتماعية والسياسية لأنّ أهل هذه المناطق طبيعتهم أقرب إلى حياة البداوة بحكم أنهم رعاة فى المقام الأول ولهم تداخلاتهم الإجتماعية مع الإخوة فى جنوب السودان، يتوغلون بقطعانهم فى قلب أعالى النيل الغنية بالمراعى الطبيعية والمياه الوفيرة لم يوقفها الإنفصال ولا من قبله قوانين المناطق المقفولة عام 1922 فخلقوا مع المجتمعات المحلية علاقة حميمة وعشرة ضاربة فى أعماق الوجدان السودانى يمثلون دبلوماسية شعبية متحركة، كان الأجدى أن يعبّن معتمد من أبناء المحلية أسوةً بمحلية السلام جارتها التى يفصل بينهما مجرى النهر.

 كما أنّهم وقفوا مع الحكومة فى كل شدائدها قتالأ بالسيف والكلمة منذ تفجر الثورة ومازالوا يواصلون النصرة لها وقدموا أرتالاً من الشهداء نسأل الله لهم القبول الحسن فى جنّات الخلد، فيعتبرون تعيين معتمد عليهم من أقصى شمال الولاية مع إحترامهم لأخونهم هناك فى الشمال الذين تربطهم أواصر الصداقة والمحبة، فيه إستفزازاً لهم كأنّ حواء هذه المناطق عقيم ليس لها من الكوادر ما يقودها وكأنها تعيش فى ظلام دامس وتخلف القرون الوسطى. ومنذ تفجر الإنقاذ قبل عشرين عاماً ونيفاً وحتى هذه الحكومة المشكّلة أخيراً لم تحظَ وهنا أقصد منطقة جودة ذات التاريخ الخالد أرض العشرون دستة من البشرالتى قدمت فلذات أكبادها مهراً فى مطلع الإستقلال لم تحظَ بموقع دستورى فى الجهاز التنفيذى بالرغم من أنّه لديها أهل الكفاءة والولاء (وهنا أنقل الرأى العام الذى يدور هناك همساً وجهراً).

يقول بعض المقربين من السيد الوالى أنّ هناك بعض المعتمدين أداءهم دون الوسط وهمتهم فترت ولكن أتى بهم للمرة الثانية علىٰ خلفية قبلية ولشئ فى نفس يعقوب، وهذا مخالف لتوجه الولاية فى تحسين الأداء التنفيذى لأنّ التعديل الأخير المقصود منه تلمس مواطن الضعف وتقويتها بعناصر جديدة تعطى قوة دفع أكبر لماكينة الحكومة التى فى حوجة ماسة لدفع رباعى حتى تحقق لمواطن النيل الأبيض ما يصبو إليه من خدمات وحياة كريمة. كما شمل التعيين طابور المستشارين ومعتمدى الرئاسة وبعض منهم وقف فى الصف الآخر فى الإنتخابات ضد مرشحى المؤتمر الوطنى معلنين ترشيحهم مستقلين عنه ماذا  يريد بهم وهم الذين هجروه واختاروا البعاد؟!!!! وهذا  يعتبر تجمل ومشاركة أكثر من كونه تقديم خدمة للبلاد والعباد.

 

 

          * باحث مختص بركائز المعرفة للدراسات والبحوث

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 199 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2012 بواسطة elshahir

ساحة النقاش

إبراهيم الشاهر محمد الشاهر

elshahir
من أبناء قبيلة نزّى العربية الجنوبية التى تطرح صدرها جغرافياً على ضفة النيل الأبيض الشرقية . وتمدد خصرها المترهل على الفلوات الصاعدة إلى قلب السهول و الغابات . وترسل ثروتها الحيوانية فى مواسم الصيف والجفاف إلى قلب إقليم أعالى النيل . وتخلق علائق من الود والإلفة والمصالح المتشابكة بين عنصر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

25,520