ان الرعاة لا يبيعون حيواناتهم كيفما اتفق، ولديهم معاييرهم الاقتصادية الفطرية الخاصة.. فالكبش يساوي ثلاثة جوالات دخن . وفي الستينيات والسبعينيات كانوا يعادلونه بالدهب.. كانوا يدخرون الدهب بعد ان يبيعوا حيواناتهم وكانت اوقية الدهب تعادل اربعة من الكباش.. كم يساوي اليوم جرام الدهب. «هذه الايام الكبش التني بالكاد يعادل شوال دخن واحد» وهذا مؤشر خطير عندهم. هل تعلم الحكومة كم يكلف الخروف الرباعي حتي يبلغ اشده، وكم يكلف الكيلو الحي حتي تبيعه الحكومة بالوزن للمصدرين.. وحتي يباع اللحم رخيصا لسكان العاصمة.. الخروف ا?رباعي لكي يصل وزن 45 كيلوجراماً.. عليه ان يقطع مساف2500 كيلومتر.. ذهابا وايابا خلال ثلاث سنوات.. بين الشوقارة والنشوق والنجعة والدمر.. ويكون قد اكتسب الوزن وفقده ثلاث مرات.. دعك من مكابدة راعيه وشقائه ومعاناته. لكي يزيد وزن الثور التني خمسين كيلوجراماً.. في رحلته من المخارف للمصايف .. عليه ان يقطع الف كيلومتر «كم جرام في الكيلو».. تعبر المراحيل الفيافي والاصبع على الزناد .. «اب تمنا جاوز المليون بترعي واللغم مدفون».. هذه الاهزوجة قيلت قبل اربعة اعوام قبل ان يصل ثمن البقرة اربعة ملايين .. نفس المعني قالته ا?كباشية عندما منع المفتش الانجليزي مستر مور الكبابيش من مراعيهم الموسمية في شمال دارفور: مور ابصلعة.. البل مابية القرعة... فوق مضاغتك ترعي» .. ان حياتهم كلها مخاطر وتحديات انهم يعيشون على حافة الموت. والابل كانت تقطع الفي كيلومتر عندما تذهب الى مراعي الجزو تلك المراعي الشتوية الغنية في الحدود الليبية المصرية .. والتي اصبحت اليوم مستحيلة.. وابل شمال كردفان اليوم يخاطر منتجوها بالذهاب الي مراعيهم الموسمية في دارفور وجبال النوبة. كما يقول الموروث الشعبي .. «البل بتسمن من انافها». وكما قال الهواري «ما شفنا ا?نشوق.. بين الزرب.. والشوك» ويصف إبل بيت المال في المهدية.. ولن نستطيع تغيير نمط تربية الإبل.. إلا اذا غيرنا الموروثات الجينية. ان اهمال البدو وتهميشهم وغياب التنمية وخدمات التعليم والصحة وصحة الحيوان والمياه وتدني مؤشرات التنمية وغياب التوعية والارشاد، ساعد على استمرار المفاهيم التقليدية في تربية الحيوان.. كيف يزيد الوعي وسطهم.. ونسبة الاستيعاب في مدارس الرحل في كردفان 3%. انه الجهل المستدام.
إبراهيم الشاهر محمد الشاهر
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش