أكثر من ألفي كيلو متر مربع هي الحدود الفاصلة ما بين السودان ودولة جنوب السودان الوليدة في حدود لم يحسم أمر ترسيمها بعد تقع على طول حدودة ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق ومنطقة ابيي او كما اطلق عليها وفقا لاتفاق سلام نيفاشا بالمناطق الثلاث التي لم يحسم امرها بعد في مناطق تمتاز قبائلها بالتداخل والتمازج التلقائي الذي املته على سكانها طبيعة الربط الجغرافي والبيئة والاحتياجات الاقتصادية، حيث يقطن بالمنطقة مجموعة من قبائل النوبة والداجو والفراتيت والمسيرية والرزيقات البرقو والفلاتة الامبرورو بالاضافة الى اكبر القبائل واكثرها كثافة وتداخلا في المنطقة قبيلتي الدينكا والمسيرية وذلك لارتباط المسيرية بحركة المراحيل والاتجاه بمواشيهم الى بحر العرب جنوبا هروبا من شح المياه بالمنطقة وذبابة التسي تسي التي تضر بمواشيهم الى حد نفوقها، كما يعتبر موسم رحيلهم سوقا للتبادل التجاري للسلع خاصة السلع التموينية والاقمشة، وبالمقابل تحصل قبائل الشمال على احتياجاتها من لحوم الصيد والجلود والاسماك وغيرها، اذا هي روابط اجتماعية املتها ضروريات الحياة في تلك المناطق ولكن هل ستغير مجريات الفصل السياسي والحدودي في تحجيم تلك العلاقات؟
احاديث كثيرة اشار اليها الكثير من الباحثين والمهتمين واهل الاختصاص في المنابر ومراكز الدراسات طيلة الفترة السابقة منها ما قدمته ورشة مآلات الأوضاع في جنوب كردفان بعد الاستفتاء التي نظمهتها جمعية مندي الخيرية القومية ومركز دراسات التماس التي قدم علي احمد محمد دقاش فيها ورقة عن مستقبل منطقة التماس والتمازج بعد الاستفتاء، تحدث فيها عما يسمى بفك الارتباط بين الشمال والجنوب وان بعضهم يفضل كلمة تمازج بدلا عن تماس، ويقول ان هذا الحزام يحتضن مخزونا ضخما من الموارد الطبيعية حيث يضم 55% من القطيع القومي وكل حزام الصمغ العربي وكل آبار البترول المنتجة الآن وكل مشروعات الزراعة الآلية المطرية ورقعة واسعة من الغابات والمراعي الطبيعية وكميات اقتصادية من المعادن المتنوعة وثلث سكان السودان وغيرها من الموارد تؤهله لأن يكون منطقة جذب استثماري وسكاني والتداخل والتمازج في حزام التماس تم تلقائياً بحكم تفاعل الثقافات وتعايشها ولم يصاحبه صراع وقهر لان الهوية لم تشكل أبداً سبباً مباشراً في الصراعات القبلية بل يمتاز مجتمع التماس بإختفاء ظواهر التطرف الديني حيث تتعايش الأديان في المدينة الواحدة والقرية الواحدة والأسرة الواحدة، أما في حدود ولاية جنوب كردفان والولايات الجنوبية فتوجد مجموعة من التفاهمات بين قبائل المنطقة كانت تراجع في مؤتمرات تعقد سنوياً مثل مؤتمر الأبيض ومؤتمر كاكا وما تزال العلاقات قائمة بين قبائل أولاد حميد والشلك تجدد بزيارات متبادلة، وبين الحوازمة وقبائل دينكا النبقايا ودليبا وبين المسيرية وقبائل الدينكا والنوير رغم التوتر الذي أفرزته قضية أبيي، فالزراعة والرعي التقليديتين هما اهم مظاهر النشاط الاقتصادى والاجتماعى بالولاية، فجانب تكاملهما بيئيا واقتصاديا فان ممارستهما تتكامل ايضا مع انشطة اخرى مثل النشاط البستانى والغابى والصيد وجمع الثمار والتجارة.
إبراهيم الشاهر محمد الشاهر
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش