<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:8.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:107%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} -->
حوار: أشرف التعلبى
فى مجلة المصور بعددها الصادر يوم 10 من الشهر الماضى، اخترنا الشاعر فتحى عبدالسميع شخصية العدد بعنوان «الشاعر الحكاء»، فى إطار تقديرنا لكبار المثقفين وكشفنا عن المواهب من أبناء الأقاليم المحرومين من جنة القاهرة من صالونات وجوائز وإعلام ومؤتمرات، وبعدها بأيام حصل «عبدالسميع» على جائزة التفوق فى الآداب عن مجمل أعماله، «عبدالسميع» شاعر وباحث كبير من أبناء نجع عزوز بمركز دشنا التابع لمحافظة قنا، له من الشعر 8 دواوين، أبرزها ديوان «الخيط فى يدى»، و«فراشة فى الدخان»، و«تمثال رملى»، و«عظامى شفافة وهذا يكفى».
وفى النقد الأدبى والعلوم الاجتماعية له عدد من الكتب والدراسات، منها «القربان البديل ـ طقوس المصالحات الثأرية»، و«شعرية الحدث- مختارات وقراءة نقدية»، و«الشاعر والطفل والحجر ـ سيرة ذاتية»، و«وجوه شهريار».
وحصل من قبل على عدة جوائز من بينها جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية، وجائرة المركز الأول فى مجال شعر الفصحى فى المسابقة المركزية لهيئة قصور الثقافة، وللقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد عام 2016، وجائزة أفضل بحث فى مؤتمرات هيئة قصور الثقافة عام 2015.. كان لنا هذا الحوار مع «عبدالسميع» للتعرف عن قرب عن تجربته الإبداعية.
نحن نقدر تجربتك الإبداعية وهو ما دفعنا لاختيارك شخصية العدد فى مجلة المصور قبل أن تحصل على الجائزة بشهر تقريبا.. فماذا تقول؟
هذه هى الجائزة الحقيقة، أن تصل كتاباتك لأناس بعيدين عنك ولا تجمعك بهم أى صلة، ومع ذلك يحترمون تجربتك وما تقدمه من إبداع فهذه هى الجائزة الحقيقية، وأشكر مجلة المصور وكل المبدعين والمثقفين الذين تفاعلوا معى وكانوا يرون أننى أستحق الجائزة، فتقديرهم وحفاوتهم هو أكبر جائزة.
وما الذى تمثله لك جائزة التفوق فى الآداب؟
جائزة التفوق فى الآداب مهمة بشكل خاص لى ولكل أدباء الصعيد،لأننا بعيدين عن العاصمة، والأدباء فى الأقاليم يعتقدون أن هذه الجوائز لا تصل إليهم، وبالفعل أعتقد أن هذه هى أول مرة يحصل شاعر على جائزة التفوق فى الصعيد، فى الأقاليم لدينا قناعات أن الجوائز يسيطر عليها مجموعات بعينها يتواجدون فى القاهرة، ومن هنا أرى أن الجائزة تكريم لكل أدباء الصعيد.
ما الجهة التى رشحتك للحصول على جائزة التفوق؟
للأسف الشديد لم ترشحنى أى جهة، وكنت أتمنى أن تقوم جامعة جنوب الوادى بترشيحى باعتبار أننى ابن محافظة قنا، لكنى قدمت وترشحت بنفسى للجنة المسئولة عن الترشيحات فى المجلس الأعلى للثقافة، وتم عرض أعمالى على اللجنة وبعد فحص الأعمال قامت اللجنة بترشيحى للحصول على الجائزة.
فالنقابات والجامعات لا تنظر إلى أدباء الصعيد ولا تعتنى بإبداعهم، فدور جامعة جنوب الوادى الأساسى رعاية المبدعين فى محيطها الإقليمى، وعمل دراسات نقدية عنهم، وترشيحهم، ولذلك لها الحق فى الترشيح، لكن للأسف لا تقوم بهذا الدور، وفى هذا ظلم كبير للأدباء القاطنين فى محيط جامعة جنوب الوادى.
ماذا منحك الصعيد..وما الذى خسرته من بعدك عن القاهرة؟
تواجدى فى الصعيد منحنى كل شىء، فأنا ابن القرية التى منحتنى كل شىء، الصعيد منحنى حياتى كلها، وتأثرت به فى الكتابة، وهذا التأثر أعطى لكتاباتى نوعا من التميز والخصوصية التى تميزت بها، لكن هذه العلاقة خلقها الشاعر الذى يعيش داخلى، لأننى متفاعل مع قضايا المجتمع الذى أعيش فيه، وهذا أثر على تجربتى الإبداعية..لكن عدم تواجدى فى القاهرة حرمنى من أشياء كثيرة جدا، فلو كنت متواجدا فى القاهرة منذ ثلاثين عاما لكان لى شأن آخر فى الثقافة المصرية.
لماذا تقول ذلك.. وأنت حصلت على جائزة الدولة التشجيعية والآن جائزة التفوق وهناك احتفاء بكل أعمالك رغم أنك متواجد فى الصعيد؟
هذا التكريم والاحتفاء جاء بعد عمر وكفاح طويل، لكن من البداية لو تواجدت فى القاهرة لكنت استفدت أكثر من الاستماع لشعراء ونقاد كبار وكنت استفدت منهم فى تجربتى ومشروعى الإبداعى، ففى الصعيد تربيت فى بيئة فقيرة ثقافيا، فلم يكن يتوفر لنا كتب أو صالونات ثقافية أو مؤتمرات وندوات، ولم يتوفر لنا احتكاك بكبار المبدعين والمثقفين المتواجدين فى العاصمة، وهذا ما جعلنى أقول إن أدباء الأقاليم محرومون من أشياء كثيرة متوفرة فى القاهرة.
لكن أرى أن الضوء الحقيقى للشاعر هو أن يكتب قصيدة جيدة، وطالما كتب قصيدة جيدة سيجد من يبحث عنها أينما وجدت، أى أن الكتابة من أجل الإبداع أولا، والإبداع سيجد أتباعا مهما كان الكاتب، صحيح أننا مقيمون فى قنا لكننا نقرأ ترجمات لكل الأدباء والشعراء من كل دول العالم، ولا يجمعنا بهم إلا أنهم يقدمون إبداعا جيدا، فالإبداع فى حد ذاته له أهل يبحثون عنه، ومعركة الكاتب الأولى أن يكتب إبداعا جيدا وهذا هو النور الذى يبحث عنه.
ما أعمالك الإبداعية التى تنتوى إصدارها أو تحت الطبع؟
لى تحت الطبع عدة كتب فى الشعر والنقد وعلم الاجتماع منها ديوانى الشعرى بعنوان «العقرب وهو يجرى»، وكتاب بعنوان «ميزان الدم: طقوس القتل الثأرى فى صعيد مصر»، وكتاب آخر بعنوان «الحبل والجلاد: طقوس القتل القانونى»، وكتاب «سلطان الغجر: أركيولوجيا الردح والتشليق»، وكتاب «الحزام السحرى»، وكتاب «هبة القرموط (سيرة ذاتية)»، وكتاب بعنوان «ثقافة التجريس»، وكتاب عن السيرة الهلالية.
لكننا سمعنا أنك تبحث عن ناشر لطباعة ديوانك الشعرى «العقرب وهو يجرى»؟
نعم ما زلت أبحث عن ناشر لطباعة ديوانى، فالشعر يعانى معاناة شديدة فى مسألة النشر والطباعة، لأن الشعر إلى حد كبير لا يجد اهتماما من قبل الناشرين، الذين يهتمون أكثر بالرواية لأنها أكثر مبيعاً، وأغلب دور النشر لا يطبعون دواوين شعرية، بحجة أن الدواوين لا يتم بيعها.
أما عن كتاب «ميزان الدم: طقوس القتل الثأرى فى صعيد مصر»، فخلال شهر سوف يتم الانتهاء منه، وفى الغالب سوف يتم نشره من خلال الهيئة العامة للكتاب.
ما خططك الأدبية فى المستقبل خاصة بعد الجائزة؟
الجائزة لا تفرق فى شىء فيما يخص الكتابة، فالكتابة رسالتى فى الحياة، واعتبر أن جائزتى الأساسية أن أنجح فى كتابة أعمال إبداعية جيدة، وما زالت لدى طموحات فيما يخص منجزى الشعرى، فهناك هدف بإضافة دواوين شعرية أفضل وأكثر، فالشعر هو من يأسرنى أكثر من أى فن آخر فى الكتابة، بالإضافة إلى أن هناك قضايا مجتمعية تحتاج الرصد والتوثيق، حيث كان لعملى فى «نيابة قنا» تأثير كبير فى الكتابة عن القضايا الاجتماعية، فمن كثرة الأحداث والقضايا الثأرية التى أراها فى المحكمة جعلنى أهتم وأكتب وأبحث فى هذه الظواهر، لإلمامى الكامل مع قدر كبير من المعلومات ورأيت من الواجب إصدار كتاب يتناول ظاهرة الثأر، ففى وجود أى حادث كنت أرافق وكيل النيابة لمعاينة الجثة ونقابل أقارب الضحايا، ومن هنا رأيت حجم ما تسببه هذه الظاهرة من أزمات ومعاناة للأسر.
أصبحت متفرغا بشكل كامل للكتابة بعدما خرجت على المعاش منذ شهر تقريبا.. كيف سيؤثر هذا عليك؟
هذا التفرغ بالنسبة لى أصبح يعنى أن هناك حياة جديدة للمبدع، لأننى كنت محروما من نعمة هذا الوقت، حيث كان عملى بالنيابة يستهلك كل وقتى، وأعتقد أنه لو سمحت ظروفى الصحية سيكون هناك أعمال كثيرة تخرج للنور، فهناك أعمال منتهية وكانت تحتاج فقط وقتا للمراجعة، فهذا التفرغ فرصة عظيمة للكتابة.