<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:8.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:107%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri",sans-serif; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
بقلم: د.عطيات أبو العينين- رئيس شعبة السرد باتحاد الكتاب
الحاجر مجموعة قصصية تتضمن ثلاثة وعشرين نصا سرديا، نابعة من أرض الصعيد الجواني عبر الحاجر، تدور عن مشاكل الجنوب والإرث للكاتب الصحفي أشرف التعلبي، وهو عضو نقابةالصحفيين صدر له كتاب جمهورية الصعيد، ورواية أبي سروال، ورواية وطايط النجع، والحاجر.
وتوجد كتابا عن الصعيد منها: يوميات طبيب في الصعيد الجواني نبيل فاروق، وعلى الهامش زهرة عبد اللاه، وستائر شفافة صباح عبد النبي، وتوجد دراما إمرأة من الصعيد الجواني معالي زايد ورياض الخولي تأليف حسن المملوك،الفرار من الحب محمد صفاء عامر، انحراف سميحة أيوب ولوسي تأليف مصطفى شهيب، اللي مالوش كبير ياسمين عبد العزيز والعوضي تأليف عمرو محمود ياسين. والعديد من الدراما والقصص والروايات التي تناولت أهم قضايا الصعيد الثأر، والإرث، واضطهاد المرأة، أو العقلية المتحجرة بالنسبة للتعامل مع المرأة في اختيارها للتعليم للزوج …الخ
العنوان: الحاجر وهو عتبة أولى من عتبات النص يتضح لنا من العنوان أنه يدور في البيئة الصعيدية.
الفكرة: هي متوالية قصصية تضم ثلاثة وعشرين حكاية كنت أتمنى أن تكون رواية لأن السرد لذكريات وأحداث يومية ووصف رائع للشخصيات، يمكن أن يضمن داخل فصول رواية فتكون أكثر تأثيرا في نفس القاريء.. وقد تناول قضايا الثأر والكفيل وتحكمه في الغربة وهو يروي لنا في مقهى الغزالي عن حسان الذي يتوعد مدكور الذي نصب عليه، وما يتعرض له الشباب من عمليات نصب للفرار من الفقر ويعود خائبا أو لا يعود.
أيضا في الحمارة العجوزة الخرافات التي توجد في قرى الصعيد الجواني. وإن كانت القصة مأخوذة من نكتة وهي أشبه بقفشة عن العفريت.
هنا.. في هذا العمل يقدم لنا الكاتب سردا أهم مايميزه:
– الفولكور الشعبي النابع من واقع البيئة الصعيدية، بألفاظها ومفرداتها فمثلا ص8 لعبة السيجة، ولعبة التحطيب، والدومينو، كل خميس. فالتحطيب لعبة الرجال في المهرجانات والأفراح ولها أصول وقواعد، الشومة الصعيدية رمز النبل والشهامة والرقص والبهجة، وكيف تحولت في هذا الزمان، لزمن الأوغاد والضرب من الخلف والعنف، السيجة موجودة منذ عهد الفراعنة، وهي موجودة بشكل أكبر بين أهل الفرافرة، الكاتب ذكرها وعددها ولم يستطرد فيها، ذكر لنا شخصيات مثل أبو زيد الهلالي والأمير دياب أو دياب في مقهى الغزالي ص7.
اللغة: تميزت لغة الكاتب السردية بالتلغرافية السريعة دون مط أو تطويل، إلا أن هذه اللغة كما أنها كانت ميزة أحسست في بعض الأحيان إن لم يكن أكثرها أنها لا تجعلني أعيش مع الشخصية، وتشعرني بالبتر، فمثلا في الحاجر لم نفهم بالضبط النهاية هل عادة الثأر مستمرة وإذا كان الحال كما هو فما الجديد في السرد الذي قدم؟ وإن كنت أشعر أنه ينتمي للمدرسة الشيئية الفرنسية تجربة اللغة المحايدة حيث تتخذ بعداً مركزياً في أسلوب ما يسمى بالأدب الموضوعي أو مدرسة الشيئية مع أحد كبار أسمائها ومخترعيها، الروائي والقاص الفرنسي آلان روب غرييه.
فاللغة التي لا تتعسف على الشيء، ولا تجازف بسلطتها في الارتماء بالمعنى على هذا الشيء . اللغة التي تحترم حدودها ولا تقترف إصباغ الذات الإنسانية على العالم، أي تنحاز للعالم كما هو بتجردها عن كل انفعال إنساني، أن تقول الأشياء نفسها دون تدخل من المنطق أو العاطفة. فالأشياء مكتفية بما هي عليه ولا تحتاج إلى تحريف من نظرة الكاتب أو حسّيته أو تأويله.
ولكن في ذات الوقت هذه المدرسة تجعلك تشعر وكأنك منفصل عن العمل ، فلم تنحز لشخصية أو تتفاعل معها أو تنفعل بها، حيث تقرر ما قد يحدث من أحداث يومية. بهذا المنحى الجديد، حاول آلان روب غرييه وأقرانه: نتالي ساروت مثلاً، التمرد على نمط التقاليد البلزاكية في السرد والحكي.
– عبر الكاتب عن ذكريات الطفولة التي ترتبط بالبيئة، وانبهار الشخصية أو الراوي بفتيات القاهرة، وهو حال الفتى القادم من الصعيد أو الريف حيث التقاليد العتيدة ثم تحدث نقلة مختلفة أكثر انفتاحا، وربما هنا نذكر صدمة “إسماعيل” في قنديل أم هاشم ولكنها كانت صدمة من المحلية إلى العالمية عندما سافر وقابل “ماري” وقارن بينها وبين “فاطمة النبوية”.
– تميزت لغة أشرف التعلبي بتوليد الصورة والمفردات ص8 في مقهى الغزالي “بالليل نجلس حول ضريح شجرة مصبوغة باللون الأحمر، النار تخرج من باطنها”.
– أيضا التضاد في الصورة نجده هنا بعد أن يصف لنا النار يأتي بعدها بالشتاء القارس، فيغير من الحالة والصورة والشعور أحيانا، كما يرسم صورة ملونة تحسها بنارها وبردها وألعابها في صفحة واحدة.
– فمثلا نجدها تخلو لغة التعلبي من الكليشيهات، لكن في نفس الوقت اللغة تخص أهلها فقط فلا يفهمها القاريء العادي حيث كانت تحتاج إلى توضيح، فمثلا في الكلب الأصفر جمل تحتاج لشرحها داخل العمل في كلمة أو جملة مثل الرغاية جهزوا الحمل، ماذا تعني ص59، وضعوا الكرب فوق قبره، في المغيسلة أولا لماذا الكسر وتوضيح عادة الشقفات مع الحريم رغبة في الإنجاب ص62 فإذا ترجم العمل لا يفهم حتى القاريء من بلاد أخرى لا يفهمها ، أيضا تفك المشهرة من الكبسة، الكعروب ص69، فحل الميه ص70.
– ص8 تلتحم اللغة مع التعبير عن الفولكلور فيقول”تحمل فيها من الخبط والرزع ومنع سقوط الشيش والبيش واليك.
– وصف المكان شعرت أنه يتماس مع خيري شلبي في وصفه للأماكن ومع يحيى حقي في استخدام بعض الألفاظ التي بين العامية والفصحى ص 8 لها سور داب، ص9 أعجبني أحرك رقبتي وكأنها على “رومان بلي” وإن كانت “رمان” وليست “رومان” بالواو.وهنا ليدلل على سرعة الأحداث وكثرة الأخبار للقناة المبتكرة التي تدعى بقناة الحاجر.
– في استخدام المفردات لجم الحزن، هناك فرق بين لجم وألجم، حيث ألجم الحصان ألبسه اللجام، وهنا أنسب نقوول ألجم الحزن ص19، لجم في المعجم سام أبرص ، أو ضفادع أو دابة يتشاءم بها
– أيضا في اللغة الجمل تكوينها مثلا دائما الفعل يسبق الفاعل فلماذا قلب الجملة، فتقول ص19 “الهدوء عاد” الأفضل عاد الهدوء هي ليست خاطئة وإنما تذوق الجملة&أيضا ص27الهيام أخذني،الأفضل أخذني الهيام.
– ص28تعلم أني سأسقط بين يديها ، ثم يستكمل المؤلف كلها لحظات ويحدث ذلك. الجملة الأخيرة لا لزوم لها لأن المعنى قد اكتمل.
– مد يده بكوباية لماذا لا نقول مد يده بكوب.
– ص31أكلنا الفطير والعسل والمش والجبنة الخضرة؟ ما معنى الجبنة الخضرة تحتاج لتوضيح هل هي الريكفور مثلا وهل يعرفها أهل الصعيد الجواني؟
– ص28 ارتفعت رموشها؟ تعبير غريب يمكن أسدلت جفنيها مثلا
– كنا نعيش سويا/ كنا نعيش معا. تكررت ص30 حيث اختلف جهابذة اللغة منهم من أجازها ومنهم من خطأها، وفي معجم د أحمد مختار الصواب والرتبة خرجنا معا فصيحة، خرجنا سويا صحيحة.
– ص133 عودة للجمل المقلوبة أرى أن الزواج ليس وقته، لماذا لا أقول هذا ليس الوقت المناسب للزواج.
– جمل وعبارات بليغة: ص22خرجت كمطر مندفع من هضبة عالية يزيل كل ما يجده أمامه.
– ص26مرار هجينها أرى التعبير غير مناسب خاصة إن الراوي ذكر أنه يحب طعم المرارة أكثر من مرة دون تبرير، وهذا غريب.
– أيضا ص26 سلبتها من يدي إلى الأسفل تعبير آخر مثلا انسلت يدها من يدي.
– في قصة حورس:ص41 وصل الحورس العلم لايعرف
– الشخصيات: مثلا أعجبتني الغجرية في وصفها بلغة سهلة بسيطة، أعطت صورة لهذا الصعيدي المبهور بفتيات الليل في القاهرة والتي استطاعت الفتاة أن تضحك عليه وتحصل منه على المال أمام شبقه وشغفه بعالم جديد بهره، وإن كانت الشخصيات قليلة والوصف كثير حيث جاء الوصف على حساب الفكرة والحبكة والنهاية.
الحبكة: بالنسبة للحبكة نجد تقريبا في كل الحكايات أو معظمها نتحدث عن ذكرى معينة ولكن نفتقد التصاعد الدرامي والحبكة وتحتاج إلى ترسيخ فمثلا نجد في بئر عزيزة التي حملت اسم الإبنة التي لم تكمل عامها الثالث عشر، أعجبني الوصف ولكن كان هناك إسهاب في وصف البئر، وتكرار لعملية ملء الدلو طلوعا ونزولا حتى آخر القصة وفي النهاية ربطها فقط بعزيزة الإبنة، التي رحلت ولهذا لم أشعر هنا بارتباطي بالإبنة، وربما هذا يتوافق مع المدرسة الشيئية ومن هنا جاء ذكر المدرسة.
الغجرية :قصة رغبة متأججة أثارتها الغجرية بكل احترافية كتبها الراوي بلغة تلغرافية بسيطة.
المهرة: فيها إسقاط على الفتاة الإسبانية، ربط بين المهرة والفتاة على حد تعبير الشارع عندما يريد أن يعبر عن فتاة جميلة ممشوقةولكن راودتني أسئلة كثيرة كيف لفتاة أجنبية أن تتزوج بسائق حنطور غير متعلم ولا يجيد التحدث بلغتها؟ كان من الطبيعي الافتراق بل الارتباط غير طبيعي وغير منطقي لاختلاف الدين والثقافة والعادات والتقاليد.
القمرية:قصة جميلة تصلح للطفل، أسهب الراوي في القسوة ولم يعط لشعوره بالرحمة بها حقه لدرجة إن القاريء ممكن يظن أنها فراقت الحياة ولو قدمت للطفل يجب أن يراعى هذا. إلا أن الوصفف كان بارعا للقمرية وتوضيح أن لها حياة تشعر وتتألم كالبشر.
حورس: القصة تتناول سلبيات القطار حورس وفقط لا يكفي لعمل قصة هنا عرض سلبيات فقط .وإن كان الكاتب برع في الوصف واستخدام البائعين ونداءاتهم جو يحيي حقي في قنديل أم هاشم وأم العواجز
السحلية: نهاية السحلية مكتملة لأن اللغة اتصلت ببعضها رغم تلغرافيتها ولهذا ارتبطت فيما بينها واكتمل المعنى
العجلة: لم أشعر بالصدمة وانزعاج الوالدين وأهل البلد دائما ما يأتي الوصف على حساب الحدث والنهاية .
الغرفة رقم16: قصة مؤثرة إنسانية تتسع لأن تمتد لأحداث تكون عمل روائي يتماس مع قصص وشخصيات المجموعة القصصية خاصة أن هناك رابطا يجمع بين الأحداث جميعها ألا وهو الحاجر..
ننتظر للكاتب أشرف التعلبي مستقبلا زاهرا ينبء بالخير لكاتب يمتلك لغة بسيطة سهلة تلغرافية يصف بشكل دقيق، وننتظر نهايات أكثر تشويقا وشخصيات مفعمة بأحداث لقصص تتصاعد فيها الأحداث مع حبكة ونهاية قوية تشعرنا باختلاف البدايات للقصص، وننتظر المزيد من الكتابات التي تعبر عن الصعيد الجواني، فما زالت قضايا كثيرة خاصة بالمرأة لم تأخذ حقها في الكتابة، والكتابة عن الفولكلور الشعبي حتى لا يندثر عبر الأجيال الحديثة أجيال الإنترنت.